Share |

الإبداع كالإعشاب الخضراء لا بد أن ترفع رأسها وتخرج للضوء حوار مع الفنان سعد فرسو : حسين أحمد

 الفنان سعد فرسو
الفنان سعد فرسو

 

في الواقع ان تجربة الفنان سعد فرسو ومشواره الطويل في الفن- كملحن ، وعازف ، ومغني داخل المشهد الكردي عامة وعزفه الموسيقي التي أخذت له نسخة فوتوكوبية لتفاعلاته الروحية والمعرفية والإنسانية .لذلك نستطيع وبكل شفافية دراستة تجربته الحياتية والواقعية والمكانية والفنية والثقافية والموسيقية التي استجمعها في ألحانا جميلة .ولعل أجمل ألبوماته ، التي جسد فيها معاناة الشعب الكردي في كردستان العراق كانت باسم : حلبجة من كلمات الشاعر طه خليل…. من هنا يمكن طرح الأسئلة بجدية… من هو هذا الفنان المتعدد المواهب … ما هي الجدوى من فنه ..؟! ماذا قدم للمشهد الموسيقي الكوردي العام..؟؟ ما مكوناته الفنية والإبداعية..؟! ما مدى التصاقه للمكان وما تأثير المكان في ذاته ..؟ كيف عالج تحولاته الفنية داخل المشهد الموسيقي العام والكردي الخاص ..؟! من هذا المنطلق كان لنا معه هذا الحوار السريع.

يقول : سعد فرسو في هذا الحوار

– الأغاني الكردية التي تسرق اليوم ستضيع غداً ..؟!

– على الملحن أن يدرك واقعه ويتأثر به ثم يؤثر فيه..؟!

– إنها مأساة أن أتحول إلى مطرب شعبي أغني” للشوباش ..؟!

– الإبداع كالإعشاب الخضراء لا بد أن ترفع رأسها وتخرج للضوء ..؟!

– الطنبورة هي آلة أكثر شعبية تلائم ألاغاني الشعبية وخاصة الراقصة ..؟!

– اللحن الجيد والكلمة المعبرة والأداء الحسن يدفع الجمهور إلى متابعة الفنان والاقتراب منه..؟!

ـ أقرأ الشعر – بغض النظر عن شكل القصيدة فاختار ما يناسبني دون النظر إلى اسم الشاعر ..؟!

– آلة العود معروفة ومنتشرة بين مجموعة من شعوب المنطقة .أتعامل مع العود كآلة كردية أساسية

– التفوق والامتياز تحدده الفرص والتدريب والعزم والثقة بالنفس وأكثر من كلّ ما ذكر هو التمرين المتواصل ..؟

– تأثرت كثيرا بالفنانين العرب الكبار منهم ( محمد عبد الوهاب -فريد الأطرش، والسيدة ( أم كلثوم) و( فيروز)

– لست ضد من يأخذ أغنية كردية ويغنيها بالتركية أو العربية أو الفارسية أو أية لغة كانت عندما تكون هذه الأغنية مدونة لدينا ومحفوظة في مكتبة تراثنا

– المطرب لا يكفيه أن يملك صوتاً جميلاً فعليه أن يتدرب كثيراً على الغناء وبالتالي أن ينوع في الأداء وأن يستمع إلى الكثير من المطربين ..؟

 

س1- الفنان سعد فرسو : يلحن، يعزف ، يغني ،أين يضع نفسه من بين كل هذه الفنون وأين يجد ذاته تحديداً .؟

 

ـ قبل كل شيء أشكركم جزيل الشكر على هذه المقابلة سررت عندما وجدت إن هناك مازال من يهتم ،في وقت كنت أظن أن أسلوبي صار جزءاً من الماضي .من الصعب جداً أن يتوفر في فنان كل هذه الخصال و ان توفر فهذا يدل على إننا أمام تجربة فنية فريدة من نوعها وعلينا ان نسلط الضوء عليها .لاشك أن العزف الجيد يأتي من عازف يملك إحساساً جميلاً، وشعوراً مرهفاً ،وإدراكاً جيداً بتركيبة المقامات فيستطيع أن يصل بالمستمع إلى نشوة ورقي من خلال التنقل بين المقامات والإيقاعات الفنية .ففي الطرف الآخر نجد عازفاً ماهراً ، لكنه يفتقر إلى الفهم والإدراك الجيدين بضروب الإيقاعات والمقامات وحسن الاختيار وطريقته العزف فيفشل في الوصول إلى الآخر فالعزف الجيد والإحساس المؤثر يصل بالعازف إلى مستوى يتذوقه الآخرين أما الألحان الجيدة فتأتي من خلال الموهبة الفذة ويصقلها من خلال الاستماع وقراءة ما يتعلق بكلّ أنواع الموسيقا والتراكيب الإيقاعية والمقامية ،ومعرفة خصوصية كلّ آلة ،وعلى الملحن أن يدرك واقعه ويتأثر به ثم يؤثر فيه من خلال ألحان يرفع المستمع إلى كلّ جميل يساهم في رفع مستوى متلقيه وأن يلحن الكلام الذي يحمل معنى أو حكمة أو دلالة ..الخ .والمطرب لا يكفيه أن يملك صوتاً جميلاً فعليه أن يتدرب كثيراً على الغناء وبالتالي أن ينوع في الأداء وأن يستمع إلى الكثير من المطربين والمطربات حتىّ من غير بني جلدته والاهم من كلّ ذلك هو المعرفة بقدر أن صوته ومساحته وأختيار ما يناسب صوته من ألحان وإيقاعات ومقامات وطرق الغناء وأساليبها وأن يغني كما قلت ضمن مساحة الصوتية وان كانت ضعيفة وعليه آلا ينسى أن يطابق التركيب الموسيقي اللحني بنبرات اللفظ الكردي وأيضا يطابق الاختصار والمّد لكلّ حرف أبجدي تجربتي الطويلة نسبياً تعّرفت على الكثير من الملحنين والمطربين والعازفين ووجدت بعض من الأصوات الجميلة لكنها مع الأسف لا تملك التجربة الكافية ليقدم صوتها بشكل أفضل وأقول أخيراً أن التفوق والامتياز تحدده الفرص والتدريب والعزم والثقة بالنفس وأكثر من كلّ ما ذكر هو التمرين المتواصل…

 

س2- بداية حبذا لو تتحدثون قليلاً عن مسيرتكم الموسيقية ….؟

 

ـ بدأت مبكراً في العزف على آلة الطنبورة، ثم درست العود في نادٍ في دمشق ، وكنت أسمع حينذاك لكلّ الفنانين الكرد، ولكنني لم أخيبهم من يروي ظمأى فتأثرت أكثر بالفنانين العرب الكبار منهم ( محمد عبد الوهاب -فريد الأطرش، والسيدة ( أم كلثوم) و( فيروز) وغيرهم، ففي البدائية كنت ألحن كلمات عربية وأقدمها لبعض الفرق الغنائية حيث كانوا يقدمون عروضهم على مسارح في الهواء الطلق حيث لا أجهزة حديثة ولا استوديوهات ولا حتىّ مايكروفونات حقيقية كنا نقف أمام الناس وجهاً لوجه،وهذا ما جعلني اقترب من همومهم أكثر وإن كان أحياناً على حساب التقنيات ،وكنا نقدم هذه ألاغاني في المناسبات القومية والوطنية ،وسطع نجمي أكثر عندما شاركت مع الشاعر ( طه خليل ) في رائعته حلبجة ( 1988 ) فالحن الجيد والكلمة المعبرة والأداء الحسن يدفع الجمهور إلى متابعة الفنان والاقتراب منه، ومن خلال هذه الأغنية وجهت إلى دعوات كثيرة من دمشق وحلب ومسارح قامشلي وعند إحدى جلساتي مع الفنان الراحل ( محمد شيخو ) سألني عن هذه الأغنية وشاركني العزف وطلب مني ان ألحن أغاني كردية لان الكرد بحاجة إلى ملحنين أكثر من غيرهم .وعودة إلى الأغنية المذكورة ( حلبجة ) أرى ان سبب نجاحها وانتشارها لم يكن لحجم مأساتها كما قد يتصور البعض ، فهناك الكثير ممن غنى عن حلبجة لكنني أرى ان توفر أركان أساسية في الأغنية هي التي دفعتها لكي تصل قبل شيء العلاقة بيني كمغني وملحن وبين كاتب الكلمات والهم المشترك بيننا وبالتالي هم له علاقة بالآخرين ، بشعب ، ومأساة . بالإضافة طبعاً لجهدي الكبير الذي بذلته لمطالعة الإيقاعات والفواصل الموسيقية مع الجمل والمفردات التي جاءت في الأغنية ( حلبجة ) من هنا يمكن القول ان وجود علاقة إنسانية وأخلاقية بين الشاعر والمغني هي الأساس في نجاح أي عمل فني يتم تقديمه.

س3- من كلمات وألحان من يغني الفنان سعد فرسو…؟

 

ـ أقرأ الشعر – بغض النظر عن شكل القصيدة فاختار ما يناسبني دون النظر إلى اسم الشاعر فقد لحنت وغنيت ولحنت من أشعار منهم معروفين – كالشاعر الكبير( جكرخوين) ومنهم غير معروفين مثل ( نوري اسعد واحمد عزيز) ولحنت أغاني الشعراء عرب وأبرزهم الشاعر ( رياض صالح الحسين) وغنيت من ألحان الفنان (عيسى مسورو شبالي برزنجي) ومن يقدم لي لحناً يناسب صوتي سأغنيه دون تردد فالمطرب الملحن عليه ان يغني من ألحان غيره من الملحينين حتىّ تغني تجربته ودائماً ابحث عن الأفكار الجديدة التي تخدم الأغنية حتىّ يبقى مستمراً في التعامل مع الآخرين .وتعاونت مع الشاعرة الكردية ( نسرين تيلو ) بأغنيتين تعبران عن حب النساء للحياة والتعامل مع الآخر بكل صدق وشفافية والأمل في الانتظار ولحنت حديثاً لشاعرنا (سيداي كلش) أغنية تعبر عن عشق في العقد الثامن وكيف يريد ويطلب ان يعود شبابً ليتعامل مع عشقه .ولحنت لشاعرنا الكلاسيكي( حليم أبو زيد)- وهو من عائلة متصوفة ويحب التعامل مع الشعر أيضا بطريقة صوفية متحضرة فهو لا يرضى بـ (لالش) بل يريد من محبوبته أن تكون مقدمة كالحجر الأسود في الكعبة الشريفة – وأيضا وجدت في شاعرنا ( فرهاد عجمو) شاعراً يريد يرجع طفلاً ليلعب مع أقرانه ويغنوا من عبق الفلكلور فغنيت له مجموعة أغاني أيضا.

 

س4- أن آلة الطنبورة هي الآلة الأكثر شيوعا بين الكرد وهي الآلة التي يعزف عليها تقريبا كل الفنانين الكرد . لكن سؤالي بما انك تعزف على آلة العود، هل هذه الآلة تستطيع القيام بدورها الفني والتكنيكي بطرح أو نسج مكنونات الموسيقى الكردية.؟

ـ ارتاح لاغاني الطرب ،والعود ملك الآلات الشرقية الطربية..؟ أما الطنبورة فهي آلة أكثر شعبية تلائم ألاغاني الشعبية وخاصة الراقصة فلكلّ آلة خصوصيتها في التلحين والعزف إلى إحساس العازف والملحن فالعزف بالنهاية انعكاس لمشاعر وأحاسيس العازف ، ومعرفته بالمقامات الخاصة لكلّ شعب من الشعوب وهو الذي يعطي الآلة إحساس الكردي أو العربي أو …. ثم إن العود آلة معروفة ومنتشرة بين مجموعة من شعوب المنطقة . فأتعامل مع العود كآلة كردية أساسية.

س5-على الرغم من مشواركم الفني الطويل ، والذي يمتد لأكثر من عقدين ونيف من الزمن وإمكاناتكم الفنية الموسيقية والصوتية الجميلة إلا ان نتاجكم الفني قليل نسبيا بالمقارنة مع الفنانين الآخرين ، لماذا .؟! و ما الأسباب برأيكم ..؟!

ـ كما هو معروف الموسيقا علم وصناعة وتكنولوجيا وتعليم مواكب وإعلام ومنابر فالعلم يوفر المعرفة والصناعة والتكنولوجيا توفر الوسائل والتعليم المواكب يضمن الاستمرارية والتواتير والإعلام يشبع المعرفة والخبرة . والمنابر الفنية تضمن مضاءاً ملائماً للفنان المبدع فأين نحن من الإعلام والمنابر وأين المعرفة والفضاء الملائم .الفنان الكردي بشكل عام محاصر من جوانب عديدة ، نعرفها كلنا فنراى الفنان لدينا يعمل نهاراً في مدرسة ابتدائية أو في سقي القطن وفي المساء عليه ان يجد وقتاً ليلحن ويغني أليست هذه مأساة .!؟ إنها مأساة أن أتحول إلى مطرب شعبي أغني” للشوباش ” ..؟! لكي أستطيع بعد ذلك أن أقدم ألبوما تتوفر فيه مقومات موسيقية بسبب التكاليف فليست لدينا كأكراد مؤسسات فنية خالصة تدعم الفن ، اللهم إذا كان هذا الفن في خدمة هذه الإيديولوجية أو هذا الحزب أو ذاك ولا أريد ان أتحدث كثيراً عن قضائياتنا وتوجهاتها.

 

س6- ما هو تأثير الفلكلور و التراث على الفنان سعد فرسو ، وكيف يتعامل مع هذا الفلكلور ..؟

 

ـ أود هنا أن أبين للقارئ ما هو الفلكلور .؟؟ الفلكلور هو معارف الناس أو حكمة الشعب وأنه مخلفات الماضي الذي لم يدون ومن الموضوعات التي ينتظمها الفلكلور فهي – المعتقدات الخرافية والعقائد الشعبية القديمة والممارسات والعادات والمأثورات التي استمرت بين العناصر الأدنى في المجتمعات المتحضرة حتى الآن والفلكلور هو حفريات تأبى ان تموت . الأغنية الفلكلورية لا يعرف أحداً من لحنها ومن كتبها قد تكون جماعية أي أن نصها لا يثبت دائماً بل تطرأ عليه تحويرات وتعديلات وإضافات . ثم إنها جماعية من حيث أن بعضها .. يقدمها مؤلفون متعددون يضيف كل منهم مقطعاُ أو أكثر وينشأ الفرد بين كلّ هذه فيحمل معه حب الفلكلور دون أن يدري ويتأثر به ويتفاعل مع الفلكلور فالفلكلور هو المعين المؤسس لكل فنان وأتعامل مع الفلكلور. فالمدينة تدفع الموسيقا التقدم للإمام وحين ظهور بوادر هذه التقدم علينا ان نسلك طريقاً روحها الوطنية وطابعها الكردي .تعاملي مع الفلكلور يشبه تعامل الصائغ مع قطعة ذهب قديمة كانت ترتديه امرأة جميلة أو أميرة قديمة في آذنها على أن أحافظ على قيمتها التاريخية أولا ومن ثم أضيف إليها قليلاً من لمسات ومسحات ” العصرنة ” من خلال مقدمة صغيرة موسيقية أو جملة قصيرة مثلا ً لتقف من جديد في المقدمة.

 

س7- كيف ينظر الفنان سعد فرسو إلى الموسيقا الكردية اليوم هل هي متواكبة مع التطور و التقدم الذي نلاحظه اليوم ولاسيما التكنيكات والتكنولوجيات الجديدة المستخدمة في الموسيقا ..؟

 

ـ الموسيقى الكردية ثرية بإيقاعاتها ومقاماتها وبآلاتها وبمواضيعها لكن تغير الوضع والاقتصادي والسياسي والاجتماعي أدى إلى غياب الكثير من هذه القوالب الموسيقية وتراجع إلى أنماط أخرى وبظهور ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة بكثرة ونظراً لعدم مقدرة الفنان الكردي التعامل مع هذه الثقافة الجديدة لافتقاره إلى الإيقاعات الكافية وعجزه عن التصدي لها أو الاستفادة منها وجد نفسه ومع الأسف مقلداً لغيره . فأغلب الموسيقى الكردية التي نسمعها مقلدة فمن يعيشون في المهجر يستخدمون الألحان الغربية وحتى النطق لديهم بأسلوب غربي ، وأضيف أن التكنيكات والتكنولوجيات لا ينقذ الموسيقى من التقليد..

وأرى فمن يطالبون بتطوير الموسيقا الكردية ومحاذاتها بالرقي والتقدم إلى جانب الموسيقى الغربية يرون أن لا مناص من مجاراة التقدم التكنولوجي والعلمي والفكري المستمدة من الحضارة الأوربية التي تغري الإنسان الكردي فيأخذون الموسيقى والأغنية إلى منعطف التقليد الأعمى مما يؤدي إلى افتقاد والطابع الصوتي والأدائي للأغنية ويبنون منهجهم تحت عدة عناوين – كالأغنية الشبابية – موسيقى العصر والأغنية ذات الإيقاع السريع ولكننا لا نرى إنها لا الجملة الموسيقة الكردية.

س8- برؤية نقدية كيف ينظر الأستاذ سعد إلى الموسيقا الكردية اليوم خاصة في سوريا .؟؟

 

ـ كما هو معروف لدينا نوعان من الموسيقى الغنائية .. الأول ما يقدم في الأعراس والحفلات الساهرة ،وهذا النوع لا أنظر إليه بجدية كبيرة .!! لأنه كثيراُ ما يتماشى مع أذواق الساهرين والعروسين وأهل العريس وجيرانه كذلك .!! أما النوع الآخر وما يمكن تسميته بالأغنية( الموضوعة ) للاستماع أو الطرب فهي على الأغلب تقع في فخ التقليد لموسيقى وأسلوب الشعوب المجاورة ،وأضيف ان أغنيتنا تفتقر بشكل عام إلى كاتب أغاني نحترف أو شاعر أغنية فنجد المغني لدينا يكتب ويلحن ويغني وربما تراه يرقص في المستقبل هذا يعود لأسباب كثيرة لا داعي لمناقشتها الآن ولذلك نجد ان فنانينا اليوم يتجهون بشكل عام إلى ألاغاني القديمة لمطربين آخرين كما لو ان نبع الإبداع قد نضب ، نحتاج فقط ليكتب والملحن فقط ليلحن والمغني ليغني لهما..!

 

س9- ثمة جهات منظمة تقوم بسرقة الفلكلور والتراث الكرديين في وضح النهار ، أنت كفنان كردي أولا وكملحن ثانيا ماذا تقول عن هذه السرقة ، ومسؤولية من برأيك ..؟

 

ـ هذه المسألة ترتبط بالوضع السياسي الذي يعيشه الكرد فكل تراث الكرد وثقافته شاع للمتلاعبين وللصوص النهار ،والدول المجاورة تشجع الفنان الكردي عندما يقدم تراثه لهم بلغتهم .وللأسف ليس لدينا مؤسسات تعي ما يحدث أو على الأقل تقوم بجمع تراثنا الموسيقي وحفظه . لست ضد من يأخذ أغنية كردية ويغنيها بالتركية أو العربية أو الفارسية أو أية لغة كانت عندما تكون هذه الأغنية مدونة لدينا ومحفوظة في مكتبة تراثنا ولكن المؤلم ان لا احد يهتم بهذا الجانب والأغنية التي تسرق اليوم ستضيع غداً وتصبح ملكاً للآخرين . ان لم ندّون نسبها إلينا ونتحمل مسؤوليتها ، تماما كما يتحمل الأهل مسؤولية أطفالهم..

س10- كثير من الشباب الكرد المهتمين بالموسيقى يستخدمون الآلات الغربية مثل الجيتار والاورغ إلى ما هنالك . ألا ترى معي بان للكرد خصوصية معينة لاستخدامهم الآلات التي تنسجم مع الفلكلور والتراث الكرديين ..؟

 

ـ عندما تقدم الفلكلور والتراث بإصالته فإنك ستقدمه بآلته الخاصة.!! وطريقة أدائه أما الآن وعند تداخل الثقافات فتناغمت الآلات الشرقية مع الآلات الغربية وكل آلة جديدة تضيف أسلوباً لحنيناً جديداً فالتناغم بين هذه الآلات يرفع من مستوى الموسيقى، والخصوصية تأتي عن طريق العزف على الآلة وأداء المطرب وإحساسه، فالعود عندما يعزف عليه عربي فهي آلة عربية..!! وعندما يعزف عليه تركي فهي آلة تركية..!! وكذلك البزق عندما يعزف عليه اليوناني فهي آلة يونانية وعندما يعزف عليه كردي فهي آلة كردية…

 

س11- الفنانون الكبار ..؟! الكلاسيكيون ومنهم الفنان ( سعد فرسو ) يقفون حجرة عثرة أمام تطورالموسيقا الكردية ومواكبتها للعصر ، بتمسكهم بأساليب الغناء والموسيقا التقليدية . ما رأيكم بهذا الكلام ..؟!

 

ـ أولاً لا أعرف إذا كنت كبيراً وكلاسيكياً حقاً كما تقول .؟!! أما إذا كان هناك من تمسكي بالأساليب الكردية الأصلية ، ولا أقول التقليدية حجر عثرة أمام تطوره ، فأقول : لي أصالتي ولكم تطوركم وحداثتكم ولا أحد يقف أمام المبدع حجرة ، الإبداع كالإعشاب الخضراء لا بد ان ترفع رأسها وتخرج للضوء من بين الأحجار ، فلا غاية أحد من أحد .. ولا يتبجح الفاشلون بوجود الناجحين رغم أنني لا ادعي أنني من الناجحين الفطاحل ، مثلي كمثل بقية خلق الله ، أغني بأحاسيسي ، وانثر صوتي الجريح على دروب هذه الدنيا التي تتسع للجميع.

 

س12- لمن تستمعون من الفنانين الكرد ، وهل تستمعون لفنانين وموسيقات أخرى غير الكردية ..؟!

 

ـ أستمع إلى أغلب الفنانين الكرد واستمتع لصوت ( محمد شيخو ) وطاهر توفيق . وتحسين طه ، وبمواويل وأداء ( كاميران هساري )- وأتمنى له الشفاء العاجل والعودة إلى عشاقه، وأسمع الموسيقى الفارسية ،والهندية ،والتركية وغيرها وأستمتع بالموسيقى العربية القديمة.

س13- ما هي أعمالكم المستقبلية ..؟

ـ لدي مجموعة من الألحان الجديدة سأقوم بتسجيلها على الأقل كي لا تضيع ، وبالطبع أحلم بأن أجد مؤسسة كردية ترعى هذا الجانب لا أستطيع تقديم ما عندي.

 

س14- سعد فرسو،كلمة أخيرة تختمون بها هذا الحوار ..؟

 

ـ إنني أعمل على صوتي وعلى موسيقاي ، عندما بدأت لم انتظر من أحد كلمة شكر واليوم ايضاً لا انتظر ذلك ، تكفيني محبة أصدقائي ، وراحة ضميري تجاه شعبي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ