Share |

الذكرى 31 على رحيل الشاعر الكوردي جكرخوين

في 22 من شهر تشرين الاول من كل عام يمر ذكرى رحيل الشاعر الكبير جكرخوين ( القلب الدامي) الذي يعتبر من أشهر الشعراء الأكراد المعاصرين الذين سطع نجمهم في الفترة ما بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، شغل بقصائده عقول الناس واصبحت اشعاره على كل لسان، يتغنى بها الشعراء والفنانين، ويصادف هذا العام ذكرى مرور 31 عاماً على رحيله، وما زال جكرخوين يتربع على عرش الشعر الكوردي ويبقى احد ملوكها، و يعتبر صاحب مدرسة خاصة قلدها الكثيرون من شعراء الأكراد ولا يزالون حتى الآن يسيرون على نهجه، غنى كبار الفنانين الكورد من كلمات قصائده ولحنت واصبحت اغاني مشهورة تتردد على كل لسان.

كان جكرخوين شاعراً فذاً تعذب كثيراً في حله وترحاله من محل ولادته في كوردستان الشمالية ( تركيا) الى هجرته الى غرب كوردستان ( سوريا) و الجنوبية ( العراق)، كتب باسلوب فني قصائد تتغنى بالوطن وتنادي بالاستقلال والحرية والتضحية في سبيل كوردستان، كتب عن كوردستان وجمال طبيعتها وعذوبة مياهها ونقاء جوها واتسمت قصائدهبالجزالة والفصاحة والقوة الغير معقدة، والكلاسيكية في الصور والمعاني والأوزان الشعرية، كما كتب قصائد غزلية حلوة ورقيقة المعنى.

بهذه المناسبة يحيي الشعراء الكورد المهرجانات الادبية والعديد من النشاطات المتنوعة حيث تلقى القصائد ويكرم البعض الآخر ومن جملة النشاطات التي اقيمت هذا العام احتفالية نظمه اتحاد مثقفي مقاطعة الجزيرة في باحة منزل الراحل وامام ضريحه، حضرها جمع كبير من محبي جكرخوين والكثير من المؤسسات الرسمية والاهلية في القامشلي حيث القيت كلمات رثاء للشاعر جكرخوين والقيت العديد من القصائد الشعرية، كما اقام اتحاد الكتاب الكورد – سوريا معرضاً تشيكلياً من أعمال الفنان دلدار فلمز في باحة بيته، كما قدم العديد من الفنانين وصلات غنائية إحياء لذكراه.

ومن الجدير بالذكر مهرجانا شعرياً كبيراً يقام كل عام في هذه المناسبة بين الشعراء الكورد المغتربين في اوربافي أحدى المدن الاوربية منذ عام 1993، و مهرجاناً شعرياً كبيراً ومعروف بمهرجان الشعر الكوردي في سوريا.

جكرخوين  1903 -1984

اسمه الحقيقي شيخموس حسن علي ولد عام 1903 في قرية هساري التابعة لمدينة باطمان في شمال كوردستان، وبعيد ولادته هاجرت أسرته الى غرب كوردستان واستقرت في مدينة عامودا، عاش جكرخوين حيات تعيسة فقيرة فقد والده ووالدته و تنقل  بين القرى و البلدات الكوردية في سورية، و رحل الى كوردستان العراق و أيران، وقدد شغف جكرخوين بالعلم منذ الصغر ، وكتب الشعر و هو في ريعان الشباب، وذاع صيته بسرعة بين الناس، و يعتبر جكرخوين من الاوائل الذين قادوا النهضة القومية الكوردية على كافة الصعد الثقافية و الاجتماعية و السياسية في سورية، تعرض خلال حياته للملاحقة و السجن  مرات عديدة، كتب جكرخوين في مجالات عديدة و وألف أكثر من 37 كتاب أهمها عن تاريخ كوردستان في جزأين و 8  دوواين شعرية وترجمات وقاموس.

توفي جكرخوين في ستوكهولم في 22 تشرين 1984 و نقل جثمانه الى مدينة القامشلي و دفن في باحة منزله في موكب مهيب لم تشهد منطقة الجزيرة له مثيلاً.

 

 

 هوزان أمين– التآخي 28-10-2015