Share |

الروائي حليم يوسف ( لا اعتقد ان هناك قوة في العالم تستطيع ان تحول بين كاتب يحمل القلم وبين الورقة البيضاء)

  الروائي حليم يوسف  اثناء الحوار

حاوره : هوزان امين ...الروائي حليم يوسف من مواليد مدينة عامودا (غرب كوردستان) عام 1967، درس  حتى المرحلة الثانوية في مدينته  ومن ثم انتقل حلب للدراسة   في كلية الحقوق وتخرج منها،هاجر الى المانيا ليستقر هناك منذ عام 2000،كتب العديد من المقالات الادبية في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية  الكوردية باللغتين الكوردية والعربية،

وهو معد ومقدم برنامج ادبي على شاشة فضائية كوردية ، نشرت عدد من أعماله في سوريا ،  ومنها موتى لا ينامون، والرجل الحامل ، ونساء الطوابق العليا، كما صدرت له عدة روايات في اسطنبول ومنها ( مم بلا زين  - الخوف الأدرد  - عندما تعطش الأسماك) وكان آخر كتاب صدر له بإسم ( اوسلندر بك ) كان في زيارة الى دهوك لحضور لقاء الرواية الكوردية ،  فانتهزنا الفرصة واجرينا معه الحوار التالي .

-          حبذا لو تحدثنا في البداية عن اهمية هذا الملتقى الذي ينعقد اليوم في دهوك حول الرواية الكوردية ؟

 اعتقد ان هذا الملتقى خطوة هامة بالنسبة للادب الكوردي ، وخطوة هامة واولى من نوعها تعقد من اجل الرواية الكوردية ، وان اجتماع هذا الكم الهائل من الكتاب والروائيين الاكراد والذين يكتبون ، بلهجات مختلفة ولايعرفون بعضهم ، ولم يقرأوا نتاجات بعضهم ، ان يجتمعوا هنا في دهوك ، حيث لها مكانة خاصة في هذا المسعى ، في مسعى التقاء اللهجات الكوردية المختلفة ، حيث اصبحت دهوك بمثابة الجسر خاصة بين اللهجتين الرئيسيتين الكورمانجيةوالصورانية ، فمن هذا المنطلق يعتبر الملتقى هام ، وانا سعيد بالمشاركة فيه ، ولا اعتقد ان شيئاً كبيراً سيتمخض عنه ، لانه لقاء ادبي ، وان اقل ما يقال عنه ، يعتبر خطوة هامة في جمع شمل الادباء الاكراد ويتعرفوا على نتاجات بعضهم ، واتمنى ان تتكرر مثل هذه اللقاءات في المستقبل لكي تتشكل نقاط مشتركة ، يجتمع حولها الكتاب الكورد بمختلف انتماءاتهم اللهجوية ، وان يأسسوا لادب كوردي جديد يواكب العصر .

-          لديك محاضرة ستلقيها في هذا الملتقى ، الى ماذا تتطرق حبذا لو تعطينا لمحة مختصرة عنها؟

بالاصح  هي مداخلة و عنوانها   ( الرواية الكوردية ، رواية محاصرة ) ساشرح باختصار ، المصاعب والعوائق التي تحول بين دون تطور الرواية الكوردية ، وتبوئها مكانة لائقة بها سواء على صعيد الكتابة الكوردية،  او على الصعيد العالمي،  بان تحتل لها مكانة ، كما الرواية في اللغات الاخرى على مستوى العالم وان يتعرف العالم على الشعب الكوردي وعلى وطنه من خلال هذه الرواية، اهم هذه العراقيل واهم الظواهر السلبية التي تواكب مسيرة تطور الرواية الكوردية عبر التاريخ منذ عام 1930 وصدور اول رواية كوردية وحتى الآن فاختصرت هذه العراقيل والمعوقات في بعض النقاط التي ساذكرها بشكل مختصر في المداخلة.

-          حبذا لو تحدثنا عن روايتك الاخيرة ( اوسلاندر بك)  التي صدرت العام الفائت ، ما كان وقع وتأثيرها على القراء، وعن ماذا تتحدث؟

نعم عنوان الكتاب ( اوسلاندر بك) انا اخترت هذه الكلمة التي تعني في اللغة الالمانية الغريب القادم من خارج المانيا ويعيش في المانيا ، وهي كلمة شعبية دارجة بين جميع القوميات التي تعيش على الارض الالمانية ، ومن بينهم الاكراد ، حيث يعيش في المانيا حوالي مليون انسان كوردي والجميع يستخدم هذه الكلمة كدلالة عليهم كاكراد وكاجانب مقيمين على الارض الالمانية وعلى الاجانب الآخرين، والكتاب يحتوي على مجموعة قصص ساخرة ، يتناول حياة الاكراد اليومية في المانيا خاصة وفي اوربا بشكل عام ، لهذا حاولت استخدام هذه الكلمة الدارجة باللغة الكوردية بشكل ساخر، وهذه القصص تتحدث عن هواجس ومعاناة الاكراد، الوافدين على المانيا والمقيمين فيها بصفة لاجئين ، منذ وقت طويل وانشغالاتهم وهمومهم ،والقسم الاول من الكتاب يتضمن اكثر 25 قصة ، جميعها قصص ساخرة وقصيرة  ، اما القسم الثاني من الكتاب يتضمن قصة طويلة ، وهي قصة حزينة يتناول حياة شخصية كوردية في المانيا يتعرض الى حادثة او مصيبة اجتماعية يفقد بموجبها زوجته ، والقصة تتحدث عن معاناة طفلة تفقد والدتها وعمرها لا يتجاوز السنتين ، احببت ان القي الضوء من خلال تلك القصص على الحياة الكوردية في اوربا وفي المانيا خصوصاً ، هذه الحياة التي ظلت بعيدة عن متناول نتاجات المثقفين الاكراد، ومنهم المقيمين في اوربا على سبيل المثال ، ما لفت نظري في هذا المنحى ان الكتاب الاكراد والذين  مر على اقامتهم في المانيا او أي دولة اوربية اكثر من عشرون عاماً ، ورغم هذا لم اجد لهم نتاجاً يتناول حياة انسان كوردي في المنافي والمهاجر، هذه الحياة اليومية الغنية والخاصة جداً ، والتي لا يعرف عنها الاكراد المقيمين في الوطن الا القليل، لهذا احببت ان اسلط الضوء من خلال ذلك الكتاب على هذه النقطة ، او هذا المجال الذي بقي بعيداً عن متناول الكتابة الكوردية .

-          سألت هذا السؤال على العديد من الكتاب والمثقفين الكبار ، وساطرحها عليك ايضاً ، هل تعتبر الادب المكتوب بغير اللغة الكوردية ، ادباً كوردياً ؟

نعم لقد خضت نقاشات طويلة حول هذا الموضوع ولدية نظرة خاصة حولها، انا برأيي ان الكتاب الذين يكتبون باللغة العربية او التركية او الفارسية ، هؤلاء لهم وضع خاص اعتقد ان هذا التوصيف ليس دقيقاً فيما اذا سمينا نتاجاتهم ، نتاجات ادبية عربية او تركية او فارسية، وايضاً هذا ليس توصيفاً دقيقاً اذا سمينا نتاجاتهم ادباً كوردياً، ووضعناه في خانة الادب الكوردي ، انا برأيي ان هذه ظاهرة لدى الاكراد وعلى الاوساط الثقافية الكوردية ان تستوعب هذه الظاهرة ، وان تتفهمها وان تتعامل معها بعين أخرى ، و ذلك بأن تختار لهم في سياق ، التحدث عن تاريخ الادب الكوردي ..الخ ، عن مكانة خاصة وكنت قد سميتها سابقاً بالمنطقة الثالثة ، أي ان هذا لا يعتبر ادباً عربياً لان الكتاب هم اكراد ، واقصد الاكراد الذين يتناولون البيئة والحياة الكوردية باللغة العربية او التركية او الفارسية ، ولا يمكن اعتبار نتاجاتهم ادباً كوردياً ، لان اللغة مقياس هام في تصنيف الادب وهؤلاء لا يكتبون بالكوردية لهذا لا يمكننا تسميتهم بهذه الرياحة بأنهم يكتبون ادباً كوردياً ، لذلك في مسعى الحديث او البحث عن تصنيف لهؤلاء الكتاب الاكراد اللذين يكتبون بلغات اخرى يجب ايجاد مكان خاص لهم في سياق التحدث عن تاريخ الادب الكوردي ، وتطور الادب الكوردي باعتبارهم جزء من المشهد الثقافي والادبي الكوردي .

-          نعلم ان لديك برنامج ادبي يعرض على فضائية كوردية تبث من اوربا، حبذا لو تحدثنا عن هذا الجانب وكيف توفق بين عملك كروائي واديب كوردي ، وبين عملك كمقدم برنامج وصحفي كوردي ؟

ان ابناء جيلي من الكتاب الاكراد نشأنا في اجواء خاصة جداً لم نعش في يوم من الايام ، حياة كتاب ورغم ذلك لم ننقطع عن الكتابة ، انا لا علاقة لحياتي الشخصية بالكتابة لا من قريب ولا من بعيد ، وربما ان الجزء الاكبر من اهتمامي في حياتي اليومية ، أي ان هناك مفارقة !؟ انا اعمل يومياً لتدبير اموري الحياتية في مركز للترجمة من الالمانية الى الكوردية والعربية وبالعكس ، هذا العمل لا علاقة له بالكتابة ، فقط لادبر بها اموري العائلية ...الخ ، اعمل في اليوم طيلة ثمانية ساعات وفي الاسبوع لدي يومان فقط اخصصه للعائلة والكتابة ..الخ ومع ذلك لم انقطع في أي يوم من الايام عن الكتابة، ما اود ان اقوله ان الحياة القاسية التي عشناها وعدم قدرتنا على حيازة بعض الوقت لممارسة العمل الكتابي خلق لدينا القدرة على التأقلم في جميع الظروف مهما كانت قاسية وصعبة ، ولذلك لا تستغرب ان اعمل صحفياً ، ولكن انا اقدم برنامجاً ادبياً يعني ان هذا العمل له علاقة بالصحافة بالخط العريض ، ليس عملاَ صحفياً بحتاً ، وهذا البرنامج نصف شهري ومدة البرنامج نصف ساعة ، لا يأخذ من وقتي الكثير .

-          لديكم مشروع اصدار مجلة شهرية ، حبذا لو تحدثنا عن مشاريعك المستقبلية ؟

نعم نحن بصدد اصدار مجلة ثقافية ادبية شهرية بإسم (ديوار )أي الجدار ، هذه الحياة تعودت عليها منذ صغري وساستمر هكذا ومهما كانت الظروف ، فلن تستطيع الحؤول بيني وبين الكتابة الادبية او الكتابة الصحفية ، وكنت في السابق اكتب مقالات دورية انشرها في موقع ادبي كوردي ، ربما اصدارنا للمجلة من الآن فصاعداً سيؤثر على تلك الدوريات، وفي الفترة الاخيرة بدأت بكتابة زاوية اسبوعية في جريدة روداو ( الحدث) باللغة الكوردية ، هذا الامر سيتأثر بالتأكيد فيما اذا بدأنا في بداية السنة القادمة باصدار المجلة ؟  

-          هذا بالنسبة للجانب الاعلامي والصحفي ، ماذا سنجد لك من الناحية الادبية والروائية ؟

نعم هناك رواية بين يدي اعمل عليها منذ وقت طويل ، وكلما اتيحت لي الفرصة واعتقد بأنني سانتهي من انجاز هذه الرواية في العام القادم ، وكما قلت لكم ، في كل الظروف هناك دائماً وقت اسرقه احيانناً واصنعه واقاتل لاجل من الحصول عليه لاجل الكتابة الادبية وساستمر في هذا المنحى ولا اعتقد ان هناك قوة في العالم تستطيع ان تحول بين كاتب يحمل القلم وبين الورقة البيضاء .

جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6475 ، 2012-12-29