Share |

السيّدة الشنغالية… صدأ الانتظار ... قصيدتان للشاعر : حفيظ عبدالرحمن

حفيظ عبدالرحمن
حفيظ عبدالرحمن

السيّدة الشنغالية

 

بقايا وشاحك الأبيض،

توزّعت، بعدلٍ،

بين أشواكِ البراري الملتهبة،

وأنيابِ الوحوشِ الطليقة.

تصريحاتُنا،

لم تكن تكفي

لتغطيةِ عُريِ صدركِ الممزّق قسراً،

ولا لحمايةِ جثةِ زوجكِ

من هجماتِ الذباب،

وغزوِ الديدان،

وتهامسِ قرّادِ السياسة،

وتواطؤِ تُجّارِ الحروب.

ولا من سَدٍّ للفجواتِ

في بورصةِ سبايا شنغال،

نساءٌ،

فتيات،

أطفال،

أنسال،

أمهاتٌ،

وبناتٌ بنهودٍ لم تبلغِ النضج،

مزنَّراتٍ بالعفّة،

مسوَّقاتٍ

في أسواقِ نخاسةِ الوحوشِ الملتحية.

لكن…

اطمئني، سيدتي،

فكلُّ فرداتِ الأحذيةِ الصغيرة،

تلك التي تركها الأطفالُ الإيزيديون

في زوايا المخابئ،

وفي ظلالِ السفوحِ المتناثرة،

بين العوسجِ وخرنوبِ الصحارى،

لا تزالُ هناك،

تدلّ السيّاحَ الأمميين،

بصمتٍ دامٍ،

نحو الحجراتِ

الأشدّ ظلاماً،

الأشدّ إيلاماً،

في متاحفِ ضمائرِنا المستَغفَلةِ،

في متاحفِ ضمائرِنا المخصيّةِ

يا سيّدةَ الأوجاع،

والآلام!

 

الترجمة من الكردية: خورشيد عليوي

 

----------------

 

صدأ الانتظار

عربة القطار تلك,

المركونة,

في محطة بعيدة خارجة عن الخدمة,

المودعة لصفير الرياح,

لغبار النسيان,

لجمر الانتظار,

هي قلبك.

ناقوس النحاس ذاك,

في قبة دير جبلي قديم,

يتلحف,

زمرد صدأ الآلام,

يُشعل أضلاعاً,

من حطب أصداء رنينه,

وينفخ,

في بقايا شرر النجوم,

ذاك الذي يرتعد حافياً,

هو قلبك,

قلبك الرزين,

قلبك الراسخ.

الغرنوق الجريح ذاك,

الذي اختُلِس منه نوتة أغانيه,

قائمة استياءاته,

جعبة ذكريات عشقه,

وتعرض للغدر حين رحيل,

من وجهاء سربه,

هو أنت, أيها البائس.

ذاك الكاهن,

الذي لا يكسر عذرية صفاء صمته,

سوى السعال,

يبلل اصبعه,

بحنظل لغة التجارب,

يحصي أمتعة خسائره المتكورة,

كخراف,

أصابها كسل التخمة,

في نيسان المراعي,

تحصي خساراتك الجميلة,

كأساً كأساً,

جرحاً جرحاَ,

قبلة طعنة,

هو أنت بذاتك.

ذاك البحّار,

الذي أسدل أشرعة التأمل

أشرعة التعاطف,

أشرعة التجاهل,

على زورقه المُنهك,

على روحه المتصدعة كجرح غير ملتئم,

يوقد شمعة غفران,

لكل القراصنة المحظوظين,

لكل الذين غرسوا سيوفهم الباردة,

في سهول نعومة خاصرته,

في دانان لذّته,

بحميمية قبلة حين لقاء،

هو أنت أيضاً,

وأنت,

ترتل مواويلك,

بكل زينات كرديتها الحزينة,

بكل زينات كرديتها الثريّة,

لأحدب نوتردام,

لعفدالي زينكي,

لنرجس الربيع القادم,

للريح.

 

 

القيت هذه القصيدة باللغة الكردية في مهرجان الشعر الكردي في مدينة أسن الالمانية في 19-10-2025