Share |

الشاعر لقمان محمود.. في القمر البعيد من حريتي

غلاف الديوان

 

 

   صدر حديثاً، الكتاب السابع للشاعر والناقد لقمان محمود، بعنوان: (القمر البعيد من حريتي)، عن مؤسسة سردم للطباعة والنشرفي السليمانية. ويقع الكتاب في (147)صفحة من القطع المتوسط.  
   وهو استكمالٌ لمشروع لقمان محمود في مجال الشعر، حيث سبق أن صدرت له في هذا المجال: أفراح حزينة،عام 1990.  خطوات تستنشق المسافة: عندما كانت لآدم أقدام،عام 1996. دلشاستان، عام 2001.

   كما سبق أن صدر للقمان محمود في مجال النقد: إشراقات كردية: مقدمة للشعر في كردستان، مراتب الجمال، وترويض المصادفة.

   تتسم نصوص (القمر البعيد من حريتي) بجمالية متفردة، ولغة تدفع بالبعد الحسي إلى ملامسة الحقيقة و إختراق تفاصيلها الطافحة بالقسوة الموحشة على مدى عمر من المنفى والقهر. وكل ذلك من خلال مخيلة مشحونة برؤى تدفعها إليها ذاكرة حية تنهض على ملاحقة الماضي بكل همومها اليومية.

   إنها خاصية الشاعر لقمان محمود المسكون دائماً بالخوف من الفرح، بإعتباره – الفرح - وهم يتجلى فقط من خلال النسيان. إن وعي الشاعر بأوهامه مظهر من مظاهر مجابهة المنفى. ويمكننا متابعة ذلك من خلال قصيدة "جسارة السر" التي تقول:

تبقى الفراشة

أميّة

حتى تتعلم

قراءة النار

دون أن تحترق.

   يستند الشاعر في هذه المجموعة الجديدة على عناصر متعددة في عملية البناء الفني، بدءاً من عنصر الرمز، ومروراً بالحكايات الحافلة بالإشارات. فالشاعر يستدعي خطابا سرياً يتداخل فيها الماضي بالحاضر، والواقع بالاسطورة، كما في قصيدة " الذي لم يتعلم الغرق":

واقفٌ بأعوامي الأخيرة

أسور الأغنيات كبستانيّ

لإمرأةٍ من الفاكهة

لكن الهواء مرّ أخيراً

مرّ كسؤال أزرق

إلى حيث البحر

فصرتُ أمشي.. أمشي

و ما زلتُ أمشي على الماء

و لم أتعلّم الغرق.