(اليوم سأرقع الندوب بالأقاحي واركض كي أعبر لانهايات الملامح
اهزم هذا الحزن المتربص بي منذ أول الضوء
أتنفس من رئة شمالك
أضم انكساراتك ... وأجهش بين راحتيك كيتيم كمئذنة مكسورة إلى أن أصير بوصلة السنونو وتصبحين كل جهات اللون
انا الضوء ... وذاكرة من مر بالاحتضار)
هكذا يقدم نفسه الفنان التشكيلي والشاعر الكوردي علي مراد الذي ولد في مدينة عامودا (روزآفا كوردستان) عام 1972، درس في مدينته ثم تابع دراسته وتخرج من معهد الفنون التشكيلية في حلب عام 1994، اقام مدة طويلة في مدينة حلب ولكن بعد الاحداث الدموية التي عاشتها سوريا اثر اندلاع الثورة، انتقل الى مدينة السليمانية في أقليم كوردستان العراق ويقيم فيها منذ عدة اعوام، وهوعضو في نقابة الفنون الجميلة سوريا واتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وكذلك عضو نقابة فناني كوردستان اقام العديد من المعارض الفردية في في حلب وعامودا والسليمانية كما انه اقام العشرات من المعارض الفنية الجماعية في سوريا وروزآفا وجنوب كوردستان التقته جريدة التآخي على هامش معرضه ( صرة ألوان) الذي اقيم في مدينة عامودا مع مجموعة من الفنانين السوريين. واجرت معه الحوار التالي.
- نرحب بك في البداية ونشكرك على اتاحتك الفرصة لالقاء بعض الاسئلة، هل لك ان تعرفنا بنفسك بإختصار؟
- علي مراد الطفل الحافي المضرج بالحنين ... أغني اللون وارسم الانفعالاشعل إشارات ضوئية وتساؤلات.
- بعد سنوات من الغربة التجول ها انت تعود الى مسقط رأسك عامودا وتقيم معرضاً تشكيلياً مع مجموعة من الفنانين من ابناء عامودا وخارجها، كيف تصف لنا شعورك بهذه المناسبة ما الغاية التي تبغيها من هذا المعرض؟
- نعم شعور جميل أحس به بعد الحنين والاشتياق،بالنسبة إلى معرضي ( صرة ألوان ) لم تكن الغاية إقامة معرض فني يضاف كرقم إلى سجل معارضي ولا لكي أغني سيرتي الذاتية . كنت أركز على خلق ثقافة بصرية وتسليط الضوء على المدارس الفنية التشكيلية ... كي يتسنى للجمهور معرفة هذا العالم ... ربما غياب دور النقد التشكيلي هو ما دفعني لإشعال ثلاث إشارات ضوئية 1 (صرة ألوان ) 2 ( ندبة في شذرات النحاس ) 3 (كرنفال لون)
- كيف تقيَم المعرض بشكل عام وهل شهد حضوراً جيداً؟
- البداية كانت من ( معاً لأجل عامودا ) وهنا تفاعل الجمهور مع تنوع الأساليب والمدارس الفنية واجتهادات الفنانين التشكيليين.
- كيف ترى الحركة الفنية في روزآفا بعد التطورات التي شهدتها اثر الثورة؟
- الحركة الفنية في ( روزآفا ) مصابة بفقر الدم إذ لا نقابة هناك ولا اتحاد تنظر في معاناة وآمال هولاء الفنانين المستقبليةوالحركة الكوردية ( السياسية ) ساهمت بشكل غير مباشر الى تدهور حالة المشهد التشكيلية وكأن هناك عداوة تاريخية ما بين الحركة الكوردية والفن متجاهلة ان الألوان هي الأبجدية الأكثر تطوراً وأقربها إلى الأذهان فالألوان ومنذ فجر البشرية كانت اللغة الأكثر استخداماً كما قرأنا عنها في معظم الحضارات.
- بأي أسلوب ترسم وإلى اي مدرسة فنية تنسب اعمالك؟
- لكل فنان أسلوبه الخاص هناك من يتحلى بالهدوء وهناك من يعلن النفير ويستسلم لثورة الألوانأعمالي تنتمي لمدرسة ( التجريد)
- ماالرسالة التي توجهها عبر لوحاتك، ومالذي تبغيه من الرسم؟
- تلك الرسائل طالما نوقشت. انا اعتبر اللوحة قصيدة مستعصية في بيت الروح ... والرسم يغطي الندوب بالأقاحي ويعيدني طفلاً.
- كلمة أخيرة تحب ان توجهها في ختام هذا الحوار ؟
- أتمنى أن تصبح عامودا بلد المليون تشكيلي مثلما كانت ذات لغة بلد المليون شاعر في الختامكل الشكر لك ولأسرة تحرير جريدة ( التآخي)، من اللون كما القلب....والى اللون كما العشق.... مودتي واحترامي
التآخي-العدد والتاريخ: 7191 ، 2016-08-28