Share |

اللقاء الفكري حول العلم الكوردي في دهوك

العلم الكوردي الوطني المقر من قبل برلمان كردستان - في معرض الصور

 

 

هوزان أمين – دهوك -تحت شعار " دهوك عاصمة احياء المناسبات الوطنية " وتحت رعاية الدكتور كاوا محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة اقليم كوردستان ، وبتنظيم من المديرية العامة للثقافة والفنون وبالتعاون مع مديريتي الطباعة والنشر والمركز الثقافي والفني بدهوك .

عقد اللقاء الفكري حول " العلم والتعايش القومي" في قاعة مركز البيشمركة في دهوك ، بحضور جمهور غفير من ممثلي المؤسسات السياسية والفكرية والادبية والفنية ، وبحضور رسمي واهلي كثيف، افتتح اللقاء بالنشيد الوطني الكوردي .

في البداية قدم السيد كريم بياني بإسم اللجنة المنظمة ، كلمة مقتضبة حول العلم واهميته بالنسبة للشعوب والدول والحكومات في العالم ، ونظراً لتلك الاهمية وضرورة العلم ومعناها في حياة الشعوب ، دفعتهم الى اقامة هذا المهرجان ، وشكر جميع المهتمين والحاضرين .

ثم قدم راعي اللقاء الدكتور كاوا محمود وزير الثقافة والشباب ، كلمة مهمة بهذه المناسبة ، حول المواطنة وحقوق المواطنة في المجتمع وكذلك وظيفة الحكومة في تشجيع الشعب على حماية مقدساتهم ، ومنها مواطنة سكان الاقليم وحماية مقدسات الشعب ، وثمن على دور البيشمركة في ترسيخ ضوابط العمل الوطني وحماية سكان الاقليم في الحفاظ على مكتسباتهم ، والعلم ايضاً احدى مقدسات الشعب الكوردي ، وهذا حق على الحكومة وبرلمان كوردستان ان تشارك في عملية التنمية والنهضة القائمة في الاقليم ، وهذه اهمية تقع على عاتقنا لاجل انشاء جيل جديد عارف بهويته القومية ، وانتمائه الى قوميته الكوردية وليس لعائلته او عشيرته او مذهبه ، وكذلك خلق مجتمع متماسك قادر على حماية نفسه وعالم بامور المواطنة والهوية وحماية شعارات ومقدسات الامة وظيفة يجب على المجتمع ايضاً الدفاع عنها وحمايتها لاجل خلق مجتمع مدني حضاري .

استمر اللقاء الفكري ليومين متتاليين ( 26-27 حزيران) وقدمت خلالها ثمانية محاضرات ، اولها كانت للكاتب يوسف صبري حول ( التاريخ ومراحل العلم الكوردي ) حيث قام الكاتب بتأليف كتاب حول العلم الكوردي ، مؤلف من اكثر من مائتي صفحة ، دعمها بالصور والوثائق منذ قدم التاريخ وحد الآن ، بدأ من دولة ميديا مروراً بالحروب الصليبية بقيادة البطل صلاح الدين الايوبي ، حتى الثورات الكوردية في القرنين التاسع عشر و العشرين ، حيث سلط الضوء من خلال كتابه على النقوش والرموز التي رفعت في الحروب القديمة ولغاية ظهور العلم الكوردي والذي اصبح رمز وشعار للشعب الكوردي يرفعه في المناسبات والاعياد الوطنية .

ومن جملة نشاطات ذلك اللقاء افتتاح معرض صوري للعلم الكوردي في قاعة بانوراما آزادي من قبل السيد جعفر ابراهيم عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، صباح اليوم الثاني للقاء حيث عرض فيها العديد من الاعلام الكوردية ، وقام الكاتب بتعريف كتابه بعد ذلك وتوقيعها للحاضرين وتوزيعها عليهم ، ونظراً لما يحمله الكتاب من اهمية فكرية ووطنية .

وعلى هامش اللقاء تحدث السيد جعفر ابراهيم للحضور وثمن على اهمية هذا اللقاء وشكر القائمين عليه ، وقال ان هذه العلم المرفوع اليوم ، اقر بناء على قرار البرلمان الكوردستاني عام 1999 ، وانه شعار وشرف وكرامة الشعب واحدى مقدساته وواجب على كل فرد حمايته وصونه والدفاع عنه .

والتقينا بالكاتب يوسف صبري وصرح لجريدة التآخي قائلاً " العلم يعبر عن فلسفة وتاريخ الشعوب ، ونستطيع القول ان كتلوك اي شعب كان هو علمه ، والشعب الكوردي ايضاً شعب عريق على هذا الارض وله تاريخ يقدر بآلاف السنين ، ولهم بصمات كبيرة في تطوير العمل الابداعي في المنطقة ، ومنها رفع العلم ، ومعلوم منذ ازمان بعيدة واثناء التطور نجد ان علم البطل كاوا الحداد ، وقام باعلان الثورة ، وبعد ذلك رفع العلم اثناء الامبراطورية الميدية ولدينا وثائق تؤكد هذا الامر ، وهذا العلم الموجود الآن ونجده مرفوعاً على الموؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية مر بعدة مراحل ، وبدون شك انها علم كوردي ولها خصائص تعبر عن الشعب الكوردي ، وقد جمعت كل تلك الوثائق في كتاب ، لاجل تعريف الجيل الجديد وتعليمهم على القيم الوطنية ، وقدمت لغاية اليوم قرابة 60 محاضرة حول ذلك ، لان هذا العلم تم الدفاع عنه ودفع الدماء لاجله، واصبح في عهدة البارزاني الخالد حين سلمه رئيس جمهورية مهاباد القاضي محمد عام 1946 ، واخذا الى الاتحاد السوفيتي وعاد بها عام 1958 ، لهذا ونظراً لاهمية هذا العلم وقدسيته ، قام مديرية الثقافة والفنون مشكوراً بتنظيم هذا اللقاء ، وكذلك قام مديرية الطباعة والنشر ايضاً مشكورة بطبع الكتاب وتوزيعه ، وقد قدمت في الامس محاضرة حول محتوى الكتاب وعرفته للحضور وها نحن اليوم نقيم معرضاً ونوزع الكتاب "

هذا وجدير بالذكر الى انه الى جانب محاضرة الكاتب يوسف صبري ، قدم السيد حكمت ملا على محاضرة بعنوان ( البيشمركة والامن القومي )

كما قدمت محاضرات اخرى قدمها كل من الكاتب علي تتر والدكتور فاضل عمر ،  والشاعر مسعود سرني ، والكاتب والسياسي علي عوني  ، والكاتب فهمي سلمان ، والشاعر فرهاد حاجي ، جميعها كانت تصب في خانة العمل الوطني والمقدسات وهوية الشعوب ، والفكر القومي .

وفي النهاية تم تكريم المشاركين في اللقاء من قبل الهيئة المنظمة ، وانتهت فعاليات اللقاء الفكري بنجاح .

 

جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6355 ، 2012-07-02