Share |

الهجرة المتزايدة الى المناطق الكوردية وتداعياتها....آلان هساري

 

 

تعرض الشعب الكوري في مناطق الجزيرة وغيرها من المدن الكوردية للفقر المقبع ولابشع انواع التمييز العنصري منذ عقود على يد النظام البعثي الحاكم ، فاثر بذلك على اصعدة كثيرة ومختلفة في المجتمع الكوردي حتى اصبح الفقر في الوسط الكوردي كمعضلة معقدة ادت الى

مشاكل نفسية وعائلية الى جانب الضغوطات الاجتماعية وغيرها مما زاد من المعاناة ، فهذه السياسة التي طبقها النظام البعثي بحق الشعب الكوردي اصبحت كالافة ازدات بالانتشار شيئا فشيئا ونخرت في المجتمع الكوردي الى ان ادت الى الهجرة الكوردية المتزايدة الى دول الجوار وبعض الدول الاوربية ، وبعد انتفاضة 2004 المباركة قام النظام الحاكم بالضغط على الشعب الكوردي باصدار مراسيم وقرارات عنصرية شوفينية في المناطق الكوردية ، وعمل على تضيق الخناق عليه سياسيا واقتصاديا مما ادى الى ازدياد الهجرة وبالاخص الى اقليم كوردستان العراق بشكل كبير وملحوظ ، والان بعد اندلاع الثورة في في سوريا ازدادت الهجرة من المناطق الكوردية الى اقليم كوردستان اكثر فاكثر وبنسبة طفيفة الى بعض الدول الاخرى، فهذه الهجرة اذا قد ترك فراغا ملموسا في المنطقة الكوردية ، ومن الجانب الاخر ازدياد النزوح الجماعي من حمص وحماه ودير الزور الى المدن الكوردية وتحديدا في الحسكة وقامشلو والمناطق التابعة لها على اعتبارهم بانها اكثر ملاذا لهم ، وضعت الشارع الكوردي الان امام مرحلة جديدة لم يكن مهيئا له بالشكل المطلوب اقتصاديا وسياسيا، فعلى ( الصعيد الاقتصادي) : هذا التزايد سيزيد من الاستهلاك وسينعكس سلبا على المواطن الكوردي ذات الدخل المحدود ، لكون النازحين استطاعوا الحصول على البيوت السكنية وايضا استطاع قسما منهم شراء هذه البيوت وباسعار خيالية تفوق طاقة المواطن الكوردي ، فهؤلاء لن يجدوا صعوبة في الحصول على متطلبات ومستلزمات العيش لعائلاتهم ولاولادهم بسبب امتلاكهم للمادة ( المال ) ، على عكس المواطن الكوردي الذي سيلاقي صعوبة في الحصول على متطلبات عيشه من مستلزمات العائلة والاولاد بسبب عدم توفر المادة الكافية لديه ( المال ) فسيبقى مكتوفي الايدي ينظر الى اولاده بحزنا عميق ودموع بريئة وشعور بالاضطهاد ،اذا البساط الكوري بات يتسع للجميع كما نرى من دون حدود او قيود ، او الانتباه الى خطورتها ، وهذا سيؤدي بدوره الى خلق مشاكل جديدة لاحقا ، اما على ( الصعيد السياسي ) : فيجب احتواء هذه الهجرة المتزايدة من قبل المعنيين من المجلس الوطني الكوردي ومجلس الشعب لغربي كوردستان ضمن اطارمناسب ومتلائم مع المستجدات الحالية ، لكون الوضع في سوريا لازال غامضا وغير واضح المعالم الى اين يتجه، وباي نوع من التغير سينتهي ، فيجب عليهم مراجعة ومراقبة عملية اندماجهم التي تمت بشكل سريع كما راينا ضمن المجتمع الكوردي ، فهجرتهم ومشاركتهم في التظاهرات وتمسكهم بشعاراتهم ولافتاتهم واعلامهم وظهور طفيف للاسلاميين على الساحة مؤخرا بشعارات خاصة بعيدة عن متطلبات الكورد ، هذا يعتبر استقرار نسبي لهم في المنطقة ولم تاتي من فراغ ، فهذه الامور قد سبقتها تصريحات من السياسيين والعسكريين المعارضيين بتحويل المنطقة الكوردية الى ساحة عازلة وجعله ملاذ لهم ولعائلاتهم ، فاذا عملية الاستقبال والانخراط في المجتمع وحصولهم على بعض الممتلكات وحصولهم على نوع من الاستقرار بهذه السرعة وبدء حراكهم حسب مفاهيمهم وتطلعاتهم على الارض قد تركت اشارات استفهام كثيرة ، فخفايا وتداعيات هذه المرحلة من الهجرة والاستقرار والمشاركة ستظهر على الساحة الكوردية لاحقا ، فكما اعلم وتعلمون جميعا بان النازحين من الحرب يسكنون المخيمات وباحسن الاحوال يمنح لهم تجمعات سكنية ضمن اطار محدود وضيق ، فدول الجوارقد هيئت المخيمات اللازمة لاستقبال النازحين من سوريا ، ومن جانبه ايضا اقليم كوردستان العراق استقبل وعمل على احتواء العوائل الكوردية والشباب ضمن مخيمات هيئت لهم ، فهذه الهجرة هي على مستوى الدول والاقاليم ، اما الهجرة ضمن الوطن الواحد وعلى مستوى المدن من منطقة الى اخرى يتطلب روابط العيش المشتركة من اللغة والعادات والتقاليد والانتماء العرقي الواحد ، حتى تؤدي الى الاندماج بالسرعة التي رايناها ، فالسؤال ؟ هل هذه الروابط تربطنا  ؟ ؟ ام ان التاريخ سيرجع بنفسه الى الوراء تحت زريعة الوطنية والثورة المشتركة والعيش المشترك ؟ اذا هم استطاعوا التاثير على الشارع الكوردي بهذه العبارات التي اطلقوها ليحصلوا بهذا على نوع من الاستقرار في المناطق الكوردية ، اي اننا امام مرحلة خطيرة وهي ظاهرة التملك في غربي كوردستان من قبل هؤلاء المهاجرين من الداخل السوري والذي سيؤدي الى تغير الديموغرافية مجددا في اراضي غربي كوردستان ، فظاهرة التملك هذه تعتبر من اخطر التحديات التي سيواجهها الكورد مجددا اذا استمرت على هذه الحالة من دون مراقبة من المعنيين ، وهناك اطراف كوردية قد سهلت الطريق امام هؤلاء ليستقروا سواء بشكل مباشر او غير مباشر وذلك لخدمة اهدافهم ومصالحهم ، فقد دفع بهم هذا الوضع الى التسارع باحداث ضجة اعلامية وندائية و باصوات مرتفعة نادوا الاخرين لتقديم المساعدة اللازمة لهم من المسكن ومتطلبات العيش وغيرها من المستلزمات تحت اسم العيش المشترك مجددا ، وهذه الاطراف الكوردية على علم ودراية بحساسية الشارع الكوردي من هذا المصطلح التعايشي من طرف واحد في هذه المرحلة ، حيث الاقنعة تتساقط واحدة تلو الاخرى كما جرى في مؤتمر القاهرة مؤخرا من قبل اتحاد القبائل العربية ومهاجمتهم للكورد علنا واكدو بانهم سيحاربون الكورد اذا اقتضى الامر في سبيل الدفاع عن عروبيتهم ، ويليه سقوط قناع البشير واللبواني ايضا ومواقفهم المعادية للشعب الكوردي دون ان اتطرق اليها فلم تعد خافية على احد ، فاذا هذه الاطراف التي سارعت و نادت لاظهار روح الاخوة انما ارادت بها كسب بعض الاصوات خارجيا وداخليا ، ولكسب هؤلاء في صفوفهم لتقوية موقعهم في الشارع ، لانهم على علم بان هؤلاء المهاجرين استطاعوا الحصول على امتلاك البيوت السكنية قبل ندائاتهم لهم وذلك عن طريق صلات قرابة تربطهم ببعض القاطنيين من غير الكورد او عن طريق المال الذي يمتلكونه واستخدموه كورقة ضغط لهم على الاخرين للحصول على متطلباتهم اللازمة ، اذا هناك خفايا ونوايا ، وغياب دور المجلسين الكورديين من هذا الموضوع سيؤدي الى ظهور تيارات اضافية وحالات توترفي الشارع الكوردي هي بغنى عنها وسيكون من الصعب السيطرة عليها فيما بعد اذا ازدادت الدعم لهم في المنطقة من قبل الاعداء التقليدين والمعاديين للحقوق الكوردية ، فاذا من واجب المجلسيين الكورديين المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان ان يلتفتوا وينتبهوا لظاهرة الهجرة والتملك ويعطوه الاهمية اللازمة ويعملوا على احتوائه بسرعة ضمن اطار توافقي فيما بينهم لتعريفهم بتطلعات الشعب الكوردي المستقبلية وحقوقهم المشروعة ومطالبهم ، وحثهم على العمل وفق اطار المجالس الكوردية المحلية في المنطقة ، وتنبيههم بعدم الانجرار والانزلاق الى المخططات الاقليمية الهادفة لضرب وحدة الكورد ، الى جانب حثهم على الابتعاد عن الحراك الفردي باعتمادهم على قوى اقليمية وداخلية كداعم لهم لتقويتهم في المنطقة على حساب الحقوق الكوردية كحزب العدالة والتنية برئاسة اردوغان الداعمة لاخوان المسلمين بشكل قوي على حساب القضية الكوردية وشعبه ، وايضا من بعض العرب الشوفينيين المعارضيين وغيرهم من المتربصين بالكورد القاطنين في المنطقة لضرب وحدة الكورد والوقوف في وجه حقوقهم المشروعة ، انتم في المجلس الوطني الكوردي ومجلس الشعب لغربي كوردستان يقع على عاتقم مسؤلية الحفاظ على ممتلكات الشعب الكوردي ونعلق عليكم امال كثيرة للوقوف بحزم في وجه كل من يحاول بزج المنطقة الى تركيبة جديدة تهدد هوية كوردستان .