Share |

جنازة مهيبة لاسطورة العالم محمد علي كلاي

(الرئيس التركي أردوغان يقطع زيارته ولم يحضر التأبين الرسمي)…هوزان أمين –التآخي- تركيا

كان وفاة اسطورة الملاكمة العالمي محمد علي كلاي مثيرة للجدل كما حياته التي اثاء الكثير من الجدل حول مواقفه ونظرته المختلفة الى الكثير من الاشياء حوله مما جعله واحدا من أشهر شخصيات القرن العشرين واصبح رياضي القرن الماضي بإمتياز فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل في الملاكمة لثلاث مرات، توفي الملاكم الاسطورة عن عمر يناهز 74 عاماً معد معانات طويلة من داء الباركنسون ( الشلل الرعاشي).

ولعل ابرز المواقف المثيرة للجدل في جنازة كلاي عودةالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزوج ابنته برات آلبيرق وزير الطاقة التركي، ورئيس الشؤون الدينية التركية محمد جورمز وممثلين حكوميين آخرين إلى بلاده بعد مشاركته يوم الجمعة في جنازة كلاي فى مسقط رأسه مدينة لويزفيل فى ولاية كنتاكى الأمريكية دون المشاركة فى مراسم التأبين الرسمية للملاكم الأسطورة، وذلك بعد تعرضه لمواقف محرجة وفقا لمعلومات خاصة من مصادر مقربة من الرئاسة التركية نقلتها صحيفة "حرييت" التركية.

ويأتي هذا القرار بحسب بعض الوكالات ان الرئيس التركي أردوغان حاول وضع قطعة من ستارة الكعبة في نعش كلاي أثناء صلاة الجنازة عليه، ولكن لم يُسمح له بذلك، كما أنه لم يُسمح للرئيس التركي أو لرئيس الشؤون الدينية التركية الشيخ محمد جورميز، بقراءة القرآن الكريم على جثمانه، مما دفع الرئيس التركي إلى اختصار فترة زيارته إلى الولايات المتحدة والعودة إلى تركيا.

بالاضافة الى حدوث مشاجرة قصيرة اندلعت أيضا بين مسؤولي المخابرات الأمريكية والحراس الشخصيين للرئيس التركي، بسبب ما تردد حول أن مسؤولي المخابرات الأمريكية أرادوا الوقوف فى نفس مكان حراس أردوغان، فى الوقت الذى تركهم فيه الرئيس وتوجه إلى سيارته بحسب بعض المصادر الصحفية.

كل تلك الاسباب اثار امتعاض الرئيس التركي اردوغان وقرر قطع زيارته والعودة على عجالة الى بلده مكتفياً بحضوره مأدبة إفطار نظمه اتراك مقيمون في الولايات المتحدة الامريكية وزيارة “متحف محمد علي” في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأميركية وبحسب ما ذكر من مصادر في رئاسة الجمهورية التركية، أن الرئيس أردوغان قام بواجبه الديني في المشاركة في صلاة جنازة البطل العالمي محمد علي كلاي وسيعود الى اسطنبول دون ذكر اسباب اختصار الزيارة وعودته دون حضور المأتم الذي اقيم في احدى الصالات الرياضية المغلقة في مدينته بحضور وفود ورؤساء وممثلي كافة الطوائف الدينية .

 ولكن يبدو ان امتعاض اردوغان وغضبه لم يأتي فقط من رفض عائلة الراحل وضع قطعة كماش من كسوة الكعبة وقرائة القرآن على جثمانه بل كان بسبب إزالة منظموا الجنازة اسم أردوغان من قائمة المتحدثين بحجة ضيق الوقت بل من المفارقات التي ذكرت ايضاَ وجود غريمه اللدود فتح الله غولن وحضوره لتقديم واجب العزاء والذي كان على علاقة وطيدة بالملاكم كلاي على ما يبدو.

وجدير بالذكر انه تم الطواف بجنازة محمد علي كلاي في شوارع مدينته الصغيرة ومسقط رأسه لويزفيل في ولاية كنتاكي ووضعوا باقات من الزهور والصور على متحفه ومنزله وموكبه الجنائزي في أجواء مفعمة بالحزن واصطف اهالي المدينة وعشرات الآلاف من القادمين خصيصاً لألقاء النظرة الاخيرة عليه على طرفي الشارع ملقين الورود على السيارة التي تقل جنازته المتوجهة الى المقبرة حيث تم دفنهبطقوس اسلامية حسب وصيته في مقبرة (كاف هيل) بحضور اكثر من عشرين الف مصلي في جنازته.

كما اقيم حفل تأبيني مهيب في قاعة رياضية تسع لعشرين الف شخص حضره الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون والقى كلمة مؤثرة جداً في الحفل بعد ان قدمت زوجته كلمة عددت فيها مناقب محمد علي كلاي الخيرة والمحب للانسانية كما حضر حفل التآبين الممثل الكوميدي بيلي كريستال والممثل الأمريكي ويل سميث والبطل السابق في الوزن الثقيل لينوكس لويس بالاضافة الى قائمة طويلة من السياسيين والزعماء الدينيين والرياضيين والفنانين البارزين في امريكا والعالم.

 

ويعد محمد علي كلاي الملاكم الاسطورة والناشط المناهض للحرب الذي استحوذ على اهتمام العالم في عقدي الستينات والسبعينات والذي توج بلقب العالم ثلاث مرات وكان بطل الاوليمبياد في روما عام 1960 واصبح رمز تجاوز النطاق الرياضي وعلامة للكفاح من أجل الحقوق المدنية بسبب معارضته للحرب في فيتنام حينما رفض تجنيده في القوات المسلحة عام 1966، ونتيجة لذلك، تم سحب رخصة الملاكمة منه، ولم يتمكن من اللعب بين 1967 و1970 أي وهو بين 25 و29 عاما، ولم يتمكن من العودة للمنافسات حتى سحبت العقوبة قد غير اسمه الى محمد علي بعد اعتناقه الاسلام في 1964 والتقى بالعديد من الشخصيات الدينية في العالم الاسلامي بالاضافة الى لقائه بزعامات سياسية عالمية كانت رسالته الحض على السلام والمحبة والوئام وحب الآخر ونقد الكره والبغيضة والعنف كما انتقد بقوة التمييز العنصري في الولايات المتحدة مثل مارتن لوثر كينغ، وتوقف كلاي عن اللعب نهائيا بعد 56 فوزا في 61 مباراة بينها 22 في بطولة للعالم و37 بالضربة الفنية القاضية.

وفي 1996، الم به مرض باركينسون (الشلل الرعاشي) أضعفه ذلك رغم كل ذلك شارك في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في اتلانتا وفي 2005  منح وسام الحرية الرئاسي وهو ارفع وسام مدني في الولايات المتحدة وبقي من ذلك الوقت منشغلاً بالاعمال الخيرة وتقديم المعونات الانسانية للمحتاجين في العالم وبهذا طوت صفحة افضل ملاكم في العالم وبقيت ذكراه واعماله الخيرة ونضاله من اجل رفع الظلم واحلال الخير والسلام في العالم.