Share |

حرب أردوغان مثيرة للاشمئزاز ، مدعوة للسخرية…يوسف حمك

 

جزيرة بوطان هي مدينة العظماء و الحضارة أتاها المخاض فولدت ( المؤرخ ابن الأثير - و المخترع المهندس الجزري - و السياسي الكردي شرف الدين آلجي - و آخر الأمراء بدرخان بك - و عملاق الشعر و الشعراء ملا جزيري)

كما تسمى جزيرة ابن عمر.
و حسب المصادر الإسلامية : هي موقع ثمانين البلدة التي أسسها النبي نوح على سفح جبل الجودي حيث أرست سفينته ،
و حيث يوجد قبره ،و قبر ممو زين أيضا".

جزيرة بوطان بإرثها الديني و الحضاري و العلمي تتعرض لحصار القوات التركية لليوم الثامن على التوالي.
لمنع دخول الآلاف من الوافدين من شرناخ و سلوبي يتقدمهم زعيم حزب الشعوب الديموقراطي دمرتاش ، تضامنا" مع أبناء الجزيرة متجاوزين الحواجز الأمنية التركية

حي النور هو أحد أحياء هذه الجزيرة ،لكنه نور متلبد بعتمة غفلة تحجر الإسلاميين ، و جمود أفكارهم تعاطفا" للحركات الإسلامية المتشددة ، أو تأييدا" للحزب الإسلامي الحاكم.

أعمال شغب - سماع أصوات الرصاص بين الفينة و الأخرى تحصد بعض القتلى - سواتر ترابية و حواجز بالأكياس - قلة الطعام و الشراب تزيد من معاناة الجوع.

منذ تسعينيات القرن الماضي و هذه المدينة اعتاد سكانها على أصوات الرصاص
بين أنصار حزب العمال الكردستاني من جهة ، و السلطات التركية و التيارات الإسلامية من جهة ثانية.

أحداث تمخضت من حرب عمياء عرجاء مجنونة أشعلها أردوغان ضد الكرد متورطا" دون معرفة ما آلت الأوضاع و ستؤول إليها.

مما خلق حالة غضب جماهيري ضده ،
و الخسارة من نصيبه حتما" بدلا" من جني الفوائد تحقيقا" لحلمه الرئاسي وتفرده بالحكم / لكن السحر انقلب على الساحر/

جنود قتلى بأعداد لم تكن بالحسبان ، و داخل عمق الأراضي التركية.

زعيم حزب الحركة القومية / دولت باهتشلي /القومجي التركي الأكثر تشددا" حمل أردوغان مسؤولية هذه الحرب قائلا" هل أردوغان الذي لم يستطع أن يحقق / 400/ نائب ، غير الهدف ليصل بعدد الشهداء إلى / 400/ شهيد بحيث يضمن له مقعده بالدم)

مضيفا" : ( فقد كسر الرقم القياسي لجهة انعدام الضمير و عليه يجب إما قطع لسانه ،أو يترك موقعه

و هتافات أثناء تشييع جنازة الجنود بمدينة أضنة ارسل ابنك إلى الجيش يا أدوغان)

و هذا أحمد وارلي ابن عم أحد قتلى الشرطة ، الكردي الأصل يقول في مراسم جنازته : ( كل ذلك بسبب رغبته في الحصول على -400- نائب برلماني ... ابعدوا إكليل الزهور الذي أرسله هو / أردوغان / من هنا)

و هذا ما أخذتني به ذاكرتي إلى بداية الغزو الأمريكي على العراق و سقوط نظام الدكتاتور صدام ، لاسترجاع رسالة سندي شيهان والدة الجندي الأمريكي / كاسي أوستن شيهان/ الذي قتل في العراق في / 4/ نيسان عام / 2004/
و هي عضو مؤسس لجمعية عائلات النجمة الذهبية للسلام مخاطبة" الرئيس الأمريكي آنذاك و نائبه دك تشيني العزيزان جورج بوش و دك تشيني ، أنتما تثيراني اشمئزازي إلى حد لا يصدق.
ارسلا أولادكما إلى الحرب في العراق ، أو أعيدا لنا ما تبقى من أولادنا)

حقا" إنها لحرب تدعو للاشمئزاز ، و مثيرة للسخرية ، و في وقت لا يناسبها.
إلا في بصيرة أردوغان التي خانته . و زادته وساوس الحيرة ، ومتاهة ورطة لا تحمد عقباها ، و لايعرف الخروج منها و لو مع نقطة من ماء الوجه.