Share |

حساء اليقطين …سلسلة قصائد للشاعر عبدالمقصد الحسيني

الشاعر عبدالمقصد الحسيني
الشاعر عبدالمقصد الحسيني

دثريني......

دثريني...

بأهازيج عطرك

بحندس رموشك

أنا الحاضر

الغائب

والشريد في جنان بهائك

الحياة بازار

سأقتفي الليلة النيازك الشريدة في متاهات الريح

يرتجف كأسي النبيذ من البرد

وأنحني في بساتين الهلالين لأقطف زهور البابونج

والجلنار

وأسرق قوس قزح من سواد الأهداب

دثريني...

بسحابة عاجلة من رعشات الغيم

قبل الفجر

قبل أن يتسلل البرد للستائر

أنا الحاضر

والغائب

لم يعد قلبي جمرة

ولم تعد الحياة مزار سلام

القصيدة مرعى للغزلان

والفاتنات

ولا زلت أطمر قلبي على ضفاف الحزن

على ضفاف الدهشة

سأعود...

شريداً في هذا الخراب

فأنا لا أشبهك في الحقول لأعبر مرافئ الوقت

وأنثر بين يديك أسماء الفاتنات

وبرزخ الوفت

أعلم...

تبحثين عن المرايا وأنحت تضاريس الأهداب بأزميل المكحل

بأزميل القصائد

أعلم...

يتهاوى ندف الإثمد

فوق ضريح الغفوة في سرير الحيرة

أعلم...

نحن موتى

في بيانات الله

 

-----------

 

 

حساء اليقطين

سأطوي قلبي وخيالات الليل هذا الصباح وأطمره في أهوار عزلتي المفترسة

وحدي...

أقتفي ظلالك

وحدي...

أحتضر مثل العوسج في الغربة الموحشة

الموحشة

أشبه بكلب مسعور

لا تتركنا ياالله بين لسعات السفهاء وطرس الجبناء

وحدي...

في حقيبتي ريش الهدهد وانتكاسات الرسل وشمعة من الوجد

وتتمايلين كالخوط

وترتمين كنيزك في صحراء العاصفة

سأقول لظلك

وداعاً

تحاصرك اللغة وحضور القافية

وتحوطني الغربان...

والقبرات

وحدك...

تشبهين قوس قزح

تشبهين الحزن الطويل بين يدي أحاول الفه بالدمقس والبكاء

تتمايلين كخوط في صباحاتنا المتعبة

المتعبة

كأنني أنتظر قارب من الورق المقوى

لأدفن قلبي

في مزار الوهن

سأطوي الريح وهزيم الرعد قبل الوداع...الوداع

بين خصلات شعرك

بين الغمازة

وتتمايلين كزنبقة

كوزة

بين جنون القصيدة

في أقليم الفردوس المنكوب

----------------

حساء اليقطين

فقدنا حتى متعة الغيهب

متعة الخلوة

ربما...مفاتيح بين يديك متعبة..متصدئة

تحتضر من الانتظار

من الفقد

فقدنا خفايا الوقت في القرى النائمة بجانب الحجر

فقدنا حتى الرغبة

مراسيم طفولتنا

وصايا الأباء

نتقاسم شروحات التأويل

في الحرب

والوطن

والإثنيات

والأديان

لأخبر الغرباء..وأسياد السفهاء

أننا

في طابور يمنحنا الطغاة وثيقة أننا على قيد الحياة

من يخبرني

كحل عيونها منكوب في ديوان المكحل

برسائل الموتى المفقودين

نضع بين أيديهم زهور من بساتين القدر

أعلم

فقدوا أصابعهم في الحرب

فقدوا

عشيقاتهم

لازلنا بخير

والهواء بين أيدينا كسمكة وبخير ويشع الفرقد في سماء البلد

نحن

بخير

بخير

بخير

لم تحتضر قلوبنا من الوجع والنزوح نحن أمة نعلق أوجاعنا على

سياج العاصفة

 

----------------

حساء اليقطين

جئت متأخراً

فقدنا الإتصال بكم

لأخبركم

سائق القطار ضل الطريق في البادية

ويتسلل الليل بين شعرها الهائج كالسحب

أعلم..

تبدين كالفرصاد الناصج في الظهيرة القاتلة

جئت متأخراً

قبل الحرب بدقائق

الموتى اكثر من النجوم

والغروب كجمرة ناضجة أشبه بلون عينيك الدامعتين في الغلس

تنتظرين حمام الزاجل

هديل اليمام

جئت متأخراً

أعلم

بيدي دجلة والفرات لأحمي نبضات المساء من الأنين

جئت متأخراً

لم ينشف البكاء من الأحجار

من الأهداب

أعلم

الحزن طويل.. طويل

كبير ...

وبأيدي الجزراويين نبضات الفجر الأخير

-------------

حساء اليقطين

 

جئت متأخراً

وجدتك تسقين النارنج في حدائق الفردوس وسرقت من مروج

الهلالين نجوم

ورائحة عطر

من خديك الناضجتين كالسفرجل

ونلتف بدمقس العاصفة

والليل

والصلوات

جئت متأخراً

هذه البلاد كليلة وغير صالحة للغفوة دقائق

أخبركم...

بلهفة

سنعود نيازك حائرة

جئت متأخراً

أخبركم عن فقهاء الضوء المسروق من حقائب الغرباء

عن وطن شريد

مثلي

في متاهات البلاغة

---------------

حساء اليقطين

 

ربما...

بين أيدينا أصيص أمل من ثريات الفردوس ونرتب في قاع حقائبنا رسائل الغرباء

وطن للنزوح

مواويل الحداد

ربما...

لأنك قلق

مثل البحر والصيادين

الموت أصدق من الحرب وقلبي أضيق من خرم الأبرة

أنا مرتبك

فقدنا أصابعنا من الوجع

ربما....

نستغيث

ربما...

ننتظر الاَلهة

ربما...

الموت أجمل قصيدة رثاء في الفهرس

--------------

حساء اليقطين

 

يتلذذ السوريين والموتى بحساء اليقطين الساخن في صباحاتهم

الغامضة

الحزينة

المتعبة

ربما....حساء اليقطين المتعة الأخيرة للإشباع السوريين بحزمة

من المواعظ الغامضة

ثم يمضون إلى مثواهم

إلى متاهات الوداع وأيديهم مضمومة على لمحة ضوء لإنارة بوابات العبور

فشاخ الإثمد في المكحل

وشاخت القلوب من الحداد والوطن من جمهوريات العابرة

والرايات الممهورة بخواتم الغراب

ربما...الأمم العجوزة وطهاة منظمات الوهن سيوزعون حساء اليقطين المركز

والمشبع بالبروتين

والحديد

وهتافات

يتلذذ السوريين بحساء اليقطين لكتابة مواسم الوداع والنزوح

في التقويم

صبراً....

صبراً....

الحرب صكوك بين أيدي المهربين

ونستنجد بطنجرة حساء

صبراً

نحن أحياء

نحن أمة نحتمي بالريح والحجر وقدرنا شموع في أرض السواد.

 

--------

حساء اليقطين

 

 

نص جديد

 

بقلوب حائرة أستمتع بعزلتي وخوفي الأزرق يشبه شالك المزخرف بهسهسة الخريف

لا تسرع...

يكفيك دقائق من يزيل البكاء والغيهب من عيون السوريين أخر الليل

في الغلس أستنجد كزقزقة الدوري

صباح الخير

أيها السوريين...الغائبون..العائدون..الموتى

كأنهم يبحثون عن أكفانهم في منظمات التنمية

تأخرت عليكم

لم نستمتع بنكهة الوقت

نص جديد...

سأكتفي الليلة بكأس نبيذ وشمعة منطفئة من النكبات

والأعوام قطيع شرغوف

أتركونني

في خلوتي لأنقش بجدران العزلة نقوش فيحاء قلبي

سأكتفي الليلة بكأس نبيذ وشمعة منطفئة سأبحر نحوك لأضع بين

يديك ثقل البلد

براهين الوهن

سأحاول الليلة نمضي قرونا من البهاء والعبور نحو الغموض

حتماً

نهدهد العاصفة

سأعلق بين سبج عنقك هلال من الصندل

سأكتفي... أبلل الليلة بوصايا يسوع

هل يفيق الموتى الليلة الإحتفال بالحرب

سأكتفي الليلة بكأس نبيذ وشمعة منطفئة وخيبات طويلة

هل نلتقي الليلة تحت إشراقات الفجر ونرمي الفجعية في النهر

نمشي على ضفاف الغيم

حاضنين الوقت

العالم قذر

أشبه ببيضة فاسدة وأنا أخربش كقطة مدارات قلبي

أيقونات الفقد

في الجحيم المركون بجانبي الليلة

نص جديد

أشبه بكومة بهارات

بوطن مفقود في سجلات الله

سأكتفي الليلة بكأس نبيذ وشمعة منطفئة

هل سيفيق الموتى الليلة مثلي في هذ البلاد الموجعة

كأنني الاَن

أنتظر نيازك مقتولة بين أيدي الجزراويين وينظرون من نوافذهم

البعيدة

البعيدة

سأكتفي الليلة بكأس نبيذ وشمعة منطفئة من الحسرات

وأطمر العتمة تحت المخدة لنجد فجر من الياقوت فوق كوخي

سأكتفي الليلة بالوداع

ربما...أتبعك

ظننت أنك كورق الخريف في الغربة

أعلم عبورك

طيفك في بلاغة القصيدة حديث الساعة

سأكتفي الليلة بكأس نبيذ وشمعة منطفئة بأيدي الجزراويين

أنا المجنون

التائه

في الحرب

بين عقارب الساعة كأنني أقف أمام بوابات القيامة لأحشر المستحيل

واليانسون في حقيبتي الفارغة حتى من ظلالي

أعصر السنوات من البكاء

من الوهن

لم أعثر على وطن في الفهرس

ربما...بات الوطن غراب

 

 

----

من صفحة الكاتب والشاعر الكردي عبدالمقصد الحسيني على الفيسبوك