Share |

حوار مع الكاتب والباحث الكردي وصفي حسن رديني

الصحفي هوزان امين اثناء الحوار

 

حاوره : هوزان أمين- دهوك- وصفي حسن رديني، من مواليد قضاء آميدي ( العمادية ) عام 1959 وبدأ اول مراحله الدراسية في العمادية وشنكَال ودهوك حيث انهى فيها دراسة الاعدادية عام 1980 دخل دورة صحفية لنقابة الصحفيين-

بغداد عام 1981 واسهم في العديد من الصحف والمجلات الكردية (هاوكارى- به يا ن- ره نكين- العراق- الثقافة- كاروان- روزى كردستان- خبات- برايه تى- ثه فرو.. وهو عضو في نقابة صحفيي كردستان واتحاد الادباء الكرد بدهوك، وصدر له العديد من الكتب الادبية والتوثيقية ،ومن اجل معرفته اكثر وتسليط الضوء على نتاجاته ونشاطاته ، قمنا بزيارتة في مقر عمله ، حيث يشغل منصب مدير الاعلام في محافظة دهوك ، واستقبلنا ورحب بنا ، واستجاب للاسئلة التي وجهت اليه بكل رحابة صدر .

-          وصفي حسن رديني كيف يعرف نفسه  ؟

 

-          في البداية اعبر عن سروري بزيارتكم هذه واشكركم جداً ، اما بالنسبة لي فاعتبر نفسي قلماً وكاتباً كردياً ، من بين جميع الكتاب والمثقفين الكرد .

 

-          متى برزت لديك موهبة الكتابة والاهتمام بالادب ؟

 

-          اتذكر نفسي مع جملة من الاصدقاء في قضاء آميدي ( العمادية ) عام 1977 ، عندما نخرج الى الطبيعة والرحلات ، فقد كنت انعزل عن اصدقائي الذين كانوا يلتهون باللعب والاكل ، في حين كنت منهمكاً بقراءة مجلة او كتاب ، وهكذا لغاية عام  1981، حيث وجدت ايعازاً في نفسي يلح علي و يدفعني نحو عالم الكتابة والصحافة والمطالعة لحد العشق ، وبتشجيع من الاصدقاء ومنهم الشاعر مؤيد الطيب ، والاخ اديب جلكي ، وبعد ان وجدوا لدي هذه الرغبة في المطالعة وحب الثقافة ووجود هذه الارضية لدخول ميدان الكتابة بدأت الكتابة ، و نشرت اول مقالة لي في جريدة ( هاوكاري) التي كانت تصدر في بغداد عام 1981 .

 

-          مالذي شد انتباهك في البداية ، هل وجدت نفسك شاعراً او قاصاً او ماذا اخترت من علم الابداع لتخوض فيه ؟

 

-          في البدايات قمت بجمع بعض القصص الفلكلورية ، حيث دونتها نقلاً من افواه كبار السن وعجائز منطقتنا ، وقمت بصياغتها ونشرها في الصحف المتاحة آنذاك في بغداد .

 

-          في اي خانة تصب نفسك من عالم الابداع ، واين تجد نفسك ضمن صنوف الادب ، نعلم بانك باحث وتبحث عن ما هو مخفي من شخصيات ادبية ووطنية، وكذلك انت كاتب وصحفي وتقوم بكتابة القصص  ؟

 

-          في البدايات كما ذكرت قمت بجمع القصص القديمة ، وبعد ذلك قمت بترجمة القصائد الكردية الى اللغة العربية ، بعد ذلك صارت لدي اهتمامات بالنقد ، سواء في عرض الكتب وتناول الادب الكردي ، لكنني في عام 2002 ، وجدت ان الكتاب الكرد مقصرين جداً بحق اولائك الذين ناضلوا في ثورة ايلول وصنعوا هذا المجد وهذا الكيان ، ولولا وجودهم ونضالهم لما وصلنا الى هذه المرحلة في الحرية ، لهذا توجهت الى الكتابة حول تاريخ ثورة ايلول ، فاجريت العشرات من اللقاءات مع اللذين صنعوا ثورة ايلول ومقاتليها ، وصدر لي العديد من المراجع بصدد ثورة ايلول ، ولا زلت مصمماً على تركيز جل اهتمامي بثورة ايلول والمجال البيبلوغرافي، وطبعت عدة كتب في ذلك المجال ومنها ( البارزاني الخالد في المراجع العربية والفارسية والانكليزية ) ، ومنها ايضاً ( الكرد وكردستان في المصادر الارمنية  )  ، ( الكرد وكردستان في المصادر السريانية   )  وحالياً انا بصد د كتاب آخر وهو ( الكرد وكردستان في كتابات كبار الكتاب والمؤرخين العراقيين ) وكذلك في عام 2010 قبلتني اكاديمية كردستان ( المجمع العلمي) كعضو في لجنة البيبلوغرافيا.

 

-          كيف تمارس البحث والتجميع ، كيف تجد الوسيلة لمعرفة اولائك الشخصيات وتتصل مع اهلهم وعوائلهم ؟

 

-          عندما تركت جميع الاعمال الكتابية وتفرغت لابطال ثورة ايلول وابراز اولائك الشخصيات كبيشمركة وقادة ، فقمت بالبحث والتحري عنهم، وزرت ثلاث مرات الارشيف المركزي للحزب الديمقراطي الكردستاني ، ولكن للاسف الشديد ، نتيجة ما تعرض له هذا الارشيف من حرق وتدمير نتيجة المعارك واثر الكر والفر ، فلم يبقى منه اثراً مؤثراً ، فلجأت الى المقالات الشخصية ، ومنها على سبيل المثال ملحمة ( عين زالة ) فقد صنعها البيشمركة الابطال في 20 -10-1962 فقد وثقت ذلك عبر اجراء المقابلات مع عشرات المشاركين ، فقد كنت اضطر الى اجراء اللقاء عدة مرات مع شخصية واحدة نتيجة الشيخوخة ، والعوامل الاخرى مثل النسيان وعدم التركيز ، بالطبع هذا عمل مضني ولاجل الحصول على معلومة كان يتطلب اجراء عدة مقابلات ، واسأل عن حدث معين عدة اشخاص وابحث في المصادر الاخرى ، من ثم ادقق واقارن واصيغ النص ، حتى ينتهي بي المطاف بتدوينها بالشكل المطلوب ومن ثم اكتب اسماء اولائك الاشخاص فرداً فرداً ومع صورهم ليبقى اثراً للاجيال القادمة .

 

-          بالاضافة الى كتاباتك وابحاثك ، انت صحفي قديم ، وانت عضو اتحاد الصحفيين الكردستانيين ، حبذا لو تحدثنا عن هذا الجانب من عملك ايضاً ؟

 

-          نعم طبعاً ، فقد قمت في العام الماضي بنشر كتاب عن ( الاذاعات والتلفزيونات الكردية) بين عامي 1939 لغاية عام 2003 ، فقمت بالبحث والتنقيب عن كل الاذاعات الكردية التي اسست في جميع انحاء العالم ، مثلاً الاذاعة الكردية والقاهرة وبغداد وييرفان في ارمينيا وفي يافا  ، مروراً بالاذاعات المحلية في سرسنك وسنه ومهاباد   .

 

-          هل كانت هناك اذاعة كردية في يافا بفلسطين ؟

 

-          نعم نعم بدأ العمل بها في عام 1945 واغلقت عام 1949 وكان يعمل فيها كل من السياسي الكردي نورالدين ظاظا ، والشاعر الكردي الكبير كوران و الشاعر دلزار ، وكاميران بدرخان ، نعم انا اعشق الكتابة عن هذه الامور ، واكتب التفاصيل بدقة من حيث طاقمها وزمن استمرارها ...الخ .

وقريباً سيصدر لي كتاب في مجال العمل الصحفي كتاب ( تاريخ الصحافة في بهدينان) من عام 1950 لغاية عام 2005 ، وسيشمل جميع المطبوعات والمجلات وحتى النشرات الحزبية السرية ، فقد قمت بجمعها وتوثيقها.

 

-          لديك كتاب عن بيبلوغرافيا الادباء في منطقة بهدينان ، حدثنا عن هذا الكتاب ؟

 

-          نعم طبع الكتاب مشكوراً من قبل اتحاد الادباء الكرد فرع دهوك ، فقد قمت بحصر وجرد كل من قام بالكتابة في منطقة بهدينان منذ الثلاثينات من القرن الماضي .

 

-          مادمنا نتحدث عن  الادب في منطقة بهدينان ، ما رأيك بها ومستواها  مقارنة مع الامس ؟

 

-          فلو قارنا الامر من ناحية الكم ، فالحمد لله لدينا كم هائل من الكتاب والنتاجات الادبية سواء ( دوواين شعرية او قصص وحتى روايات )  ، اما اذا قارناها من ناحية النوعية فللاسف لا ترتقي الى المستوى المطلوب ، رغم ذلك المس ان فرص النشر قليلة وحتى دور النشر ايضاً قليلة ، وبالطبع هذه مشكلة وتشكل عقبة امام وصول المنتوج الى المتلقي ، ولدي ملاحظة اخرى عن الشباب ، فأجد لديهم نوع من التسرع ، فنحن عندما بدأنا بالكتابة كنا نتحلى بالطبر والتأني ، ولكنني اجد الشباب الحاليين بعكسنا يحاولون الوصول الى اقصى درجات الشهرة والجدارة في وقت قصير ، وبالطبع هذا لايجوز فادعوهم الى التأني واقول لان فرص النجاح امامكم كبيرة اليوم ، وكذلك اجد ان الصحافة الادبية في محافظة دهوك قليلة ، ففي المجال الادبي ليست لدينا اليوم سوى مجلة فصلية ( بيف ) الادبية التي تصدرها اتحاد الادباء الكرد ، فارى بانه هناك حاجة ماسة لمجلة او اثنتين ادبيتين للمحافظة  ، ومجلة متخصصة بالثقافة العامة باللغتين العربية والكردية، وقد توقفت بعض المجلات الجيدة مثل متين وغيرها ، وقد اقترحنا لاجل اصدار مجلة ادبية محضة وننتظر الموافقة عليها  .

 

-          كونك مدير اعلام في المحافظة كيف تنظر الى هذا الكم الهائل من الصحف والمجلات والتي تعج بها المكتبات في عموم كردستان ؟

 

-          انا بصفتي اعلامي ومتابع اجد ان تلك المجلات التي تتحدث عنها ، اغلبها تدور في حلقة واحدة ، ومضمونها متشابه ولا تشفي الغليل ، وهي اعلانية وخاصة بالدعاية والشباب والموديلات والطبخ ، فأسأل هنا اين الثقافة الرصينة ، اين الادب اين التاريخ اين الآثار ، فلا ارى شيئاً بينها .

 

-          لنأتي الى موضوع الاعلام ، ومديريتكم في محافظة دهوك ، بماذا تقوم اليس من وظيفتها الرقابة والتنظيم على الصحافة والصحفيين، او ما المطلوب منها من ناحية الاعلام ؟

 

-          تأسست مديرية الاعلام في محافظة دهوك في نهاية عام 2009، وهي مديرية تابعة لوزارة الثقافة والشباب في حكومة اقليم كردستان، وعملنا يتركز حول ما يلي ، منح الرخص للفضائيات التي هي في حدود محافظة دهوك ، بالاضافة الى الاذاعات والتلفزيونات المحلية، كذلك نقوم بطبع الكتب الاعلامية سواء باللغة الكردية او مترجمة الى العربية ، كذلك نقوم بفتح دورات اعلامية للشباب المتحمسين لدخول ميدان الصحافة ، مدتها اسبوع كامل في الاقضية والنواحي والمجمعات التابعة لدهوك ، ودورات لتعليم الفن الفوتوغرافي ، ونقوم بصنع الافلام الوثائقية والقصيرة ، وكذلك من ضمن جملة نشاطاتنا ، قمنا بتنظيم لقاء الصحفيين في شمال وجنوب كردستان العام الفائت، وكذلك قمنا بتكريم 22 فتاة ممن يعملون في مجال الصحافة في دهوك، وكذلك تكريم المذيعين الكرد ممن عملوا في الاذاعات الكردية زمن الثورة .

 

-          كلمة اخيرة تريد ان تضيفها ؟

 

-          نحن منهمكون الآن للاعداد لتكريم 15 جندياً مجهولاً ، من الاذاعة الكردية في القاهرة بين 1957 – 1965 ونحن نقوم بجمع المعلومات والوثائق عنهم في الشهر التاسع من هذا العام سنقوم باقامة ذلك النشاط،  واشكركم جزيل الشكر .

 

 

 جريدة التآخي