Share |

دهوك تستذكر عظماء وقادة الكورد ( إحسان نوري باشا)

الجنرال احسان نوري باشا وزوجته ياشار خانم

هوزان أمين - دهوك- دهوك التي عودتنا دوماً على احياء المناسبات الوطنية الكوردية ، وابراز الشخصيات التي قدمت الخدمات الجليلة للشعب الكوردي سواء من الناحية الثقافية او قادة سياسين ورواد في الادب والثقافة ،

اختارت هذه المرة شخصية كودرية كبيرة ، كان قائد لثورة دامت 5 سنوات وراح ضحيتها عشرا الآلاف من ابناء الشعب الكوردي واول من رفع العلم الكوردي شامخاً عالياً وانتهت بمؤامرة دولية ، ادت الى اخمادها ، انها انتفاضة جبل آرارات ( آكري) وقائدها إحسان نوري باشا ، حيث كان المثقفين الكورد على موعد في صالة الادباء الكورد بدهوك، مع بعضهم البعض لاجل احياء ذكرى تلك الانتفاضة .

تحت شعار " دهوك عاصمة احياء المناسبات الوطنية" وتحت رعاية الدكتور كاوا محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة اقليم كوردستان ، وبتنظيم من المديرية العامة للثقافة والفنون وبالتعاون مع مديريتي الطباعة والنشر والمركز الثقافي والفني بدهوك .

بدأت مراسيم الافتتاح صباح يوم الاربعاء في 25-نيسان -2012 بافتتاح معرض الصور الفوتوغرافية والوثائقية عن تلك الثورة ثم انتقل الجمهور الكبير الى صالة المهرجان لاجل بدأ المراسيم الرسمية للمهرجان الذي استمر ليومين متتالين .

وقد غصت قاعة اتحاد الادباء الكورد، بجمهور غفير  من المثقفين والصحفيين والمؤسسات الرسمية والاهلية والحزبية ، وبتغطية مباشرة من فضائية كوردستان وراديو دهوك، بدأت مراسيم الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء مع النشيد القومي الكوردي ( أي رقيب) .

وقد قامت اللجنة المنظمة بدعوة العديد من المؤرخين والمختصين والشخصيات المثقفة التي اجرت ابحاث ودراسات عن تلك الثورة من داخل وخارج اقليم كوردستان ،لاجل تقديم العديد من المحاضرات بهدف تسليط الضوء على تلك الشخصية وتلك الثورة ، وفي خضم حديثه الذي افتتح به المهرجان قال السيد كريم بياني عضو اللجنة العليا للمهرجان واحد منظميها ، اننا سنقدم ابحاث ومحاضرات ودراسات عن تلك الثورة واهميتها في تلك الحقبة من تاريخ الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية ( تركيا) ثم قرأ على الملئ مقتطفات ومحطات مهمة من تاريخ حياة الجنرال إحسان نوري باشا .

ثم قام السيد عادل حسن مدير الثقافة والفنون في دهوك ممثلاً السيد وزير الثقافة بإلقاء كلمة بالنيابة عنه ، وابدى اعتذار واسف الوزير لعدم تمكنه من الحضور لاسباب قاهرة، وقال بعد ان نقل تحيات السيد الوزير للاخوة الحضور جميعاً ، ان وزارة الثقافة والشباب تولي اهتماماً كبيراً باحياء المناسبات الوطنية واستذكار الشخصيات العظيمة التي خدمت الشعب الكوردي ، ومن جملة اهدافها الاهتمام بالفكر الوطني والقومي والعيش المشترك والمنظمات الاهلية ، والاعلاء من شأن الثقافة والفنون والرياضة والشباب لاجل اعمار كوردستان وتقدمها، وما هذا المهرجان إلا ثمرة تلك الافكار التي تعطي الاولوية للشخصيات والقادة الوطنيين وكانت باكورتهم هذه ثورة آكري والجنرال إحسان نوري باشا ، حيث سيلقى الضوء على هذه الثورة ولماذا قامت والى ماذا كانت تهدف وماذا حققت !؟؟ وسيتم الاجابة عن تلك الاسئلة جميعاً باسلوب اكاديمي ، ومن الضروري تذكر ماضينا لان ما نشهده اليوم هي نتيجة نضال الماضي وفضل تلك القادة والثورات ، وهناك نقاط غامضة في تاريخنا الكوردي يجب على هذه المهرجانات ايضاحها وتفسيرها ، وهذه المهرجانات تصبح وسيلة لمعرفة مدى النضال الذي تم خوضه من قبل اجداد الكورد حتى وصلنا الى هذه المرحلة وهذه نقطة مهمة يجب على الشباب والجيل الجديد معرفته، وهذا النعيم الذي يتحلى به الاقليم اليوم نتيجة نضال وكفاح طويل ، وهذا المهرجان رسالة الى اعداء الشعب الكوردي على انه مستمر في نضاله ولن يستطيع احد يوقف الكورد حتى تحقيق اهدافه ، واشكر كل من ساهم في انجاز هذا المهرجان وكل من لبى الدعوة وحضر واتمنى النجاح لكم .

ثم القى السيد عبدالله زنكنه ممثلاً لنقيب الصحفيين السابق فرهاد عوني، الذي سافر لاسباب مرضية الى خارج العراق ، تحدث بدلاً عنه وقرأ ما كان سيقوله السيد فرهاد عوني ، حين التقى بالجنرال إحسان  نوري باشا في طهران اثناء زيارة له الى هناك عام 1974 ، حيث جاء  في بعض النقاط التي اشار اليها الى مدى حرارة الاستقبال الذي حظو به من قبل الجنرال في شقته بإحدى ضواحي طهران و مدى حرص الجنرال آنذاك على الثورة الكوردية وقائدها البرزاني الخالد ، حيث كان هناك اتفاقية آنذاك وقال لقد ابدى الجنرال خشيته من المؤامرات والدسائس لاجل اجهاض ثمرات ثورة ايلول المباركة ، وبالفعل حصل ما حصل وجاءت اتفاقية الجزائر لتجهض ثمار الثورة وتعرضت الحركة التحررية الكوردية لمؤامرة ذهب ضحيتها الكثير .

وبعد ذلك قام السيد عزيز شريفبتقديم تحية اجلال واكبار لروح الجنرال الخالد وتحدث عن بعض ذكرياته ، والقى بعض الابيات من الشعر كان قد القاها على ضريحه .

ثم قدم فيلم وثائقي قصير عن ثورة آكري مع اغنية الفنان الكبير شفان برور ، وبعده قدمت اغنية مصورة للفنان الكوردي كمال آمدي تصور ثورة آكري ونضال ثوراها في وجه السلطات التركية .

ثم قدم الكاتب مصدق توفيمؤلف كتاب ( سنوات الغربة في حياة إحسان نوري باشا) الذي طبع بهذه المناسبة ، وشرح النقاط العريضة للكتاب واهمية ما يحتويه من معلومات قيمة عن الجنرال وثورته في آكري .

وقد كانت التآخي حاضرة في المهرجان واستطلعت لقرائها بعض آراء الحاضرين من المنظمين والضيوف .

وأولهم السيد كريم بياني ، مدير الطباعة والنشر في دهوك واحد منظمي المهرجان ، حيث سألناه عن تنظيم هذا المهرجان والغاية منه ، تحدث قائلاً" لقد اولت مديرية الثقافة والفنون في دهوك اهتماماً بالغاً لاحياء المناسبات القومية والتاريخية من هذا المنطلق جاء فكرة تنظيم مهرجان ثورة آكري وقائد الثورة احسان نوري باشا، انا اعتقد انه آن الاوان ، لنهتم بعمق الاشياء كما ذكرت ذلك في كلمتي التي القيتها بإسم اللجنة العليا، ليس على مستوى التاريخ بل على مستوى الثقافة العامة، لا نهتم فقط بالمناسبات والمهرجانات المظاهراتية ولنهتم قليلاً بالنشاط النوعي، وهذا النشاط يصب في تلك الخانة ، وهي بادرة حسنة من المديرية العامة للثقافة والشباب ، لاحياء ثورة كوردية مهمة ولنتعلم منها ولنعلم الاجيال ونأخذ العبر والدروس من هذه الثورة وتاريخها.

وحول سؤال عن ابرز المحاول التي سيتوقف عندها المهرجان قال " هذا هو المهرجان الاول بخصوص تلك الحقبة التاريخية ، لا بد من تعريف تلك الحقبة وتلك الثورة ، ولاجل ذلك قمنا باستضافة العديد من الكتاب والباحثين من كوردستان ايران وتركيا ومن داخل الاقليم وتتوزع المحاضرات على ثلاث محاور خلال يومين ، سيتطرقون من خلال تلك المحاضرات على تفاصيل الثورة المتاحة ، وعلى سبيل المثال هناك احد المحاضرين الذين عاش في منزل الجنرال احسان نوري باشا سنوات طويلة وكان يعتبره كإبنه، وهو رحيم شنوي وسيتحدث عن اشياء كثيرة ومنها علم الثورة الكوردية وربما عن مواضيع تعلن لاول مرة كما قال هو قبل قليل، وربما يعلن مفاجئة ايضاً متعلقة بعلم كوردستان آنذاك ويبدو ان هناك شيء في حقيبته، كل تلك الاشياء سنراها في محاضرته هذا المساء "

الكاتب والباحث مصطفى بالبال ( تركيا)

 انها مناسبة مهمة نلتقي هنا في دهوك ، واستطيع القول ان هذا الوضع في اقليم كوردستان هي فضل تلك الثورات وقياداتها من الشيخ سعيد وقاضي محمد و ثورة البارزاني الى ثورة آكري ، هم اصحاب فضل علينا ، وللاسف اقول ربما تم نسيان ثورة آكري واهميتها في تاريخ الشعب الكوردي ، ولكن هذه المهرجانات تعيد وتذكر الجيل الجديد بهذه الثورات ، الثورة التي استمرت سبع سنوات وراح ضحيتها عشرات الآلاف ، وقد قمت لعدة سنوات بالبحث عن ثورة آكري وقد ألفت كتاباً عن الثورة كما انني الفت سناريو وصورت فيلم عن تلك الثورة وقدمتها الى فضائية كوردستان ، واتمنى ان يعرض على شاشة الفضائية لاهميتها .


 ثم تحدث لنا الكاتب مصطفى سفر وهو حفيد خالد بك جبري احد قادة انتفاضة شيخ سعيد .

" لقد تأخرنا في اظهار مثل هذه الشخصيات المهمة في تاريخ الشعب الكوردي ، وهذا المهرجان الذي نحضره اليوم بالتأكيد مهم جداً واشكر القيمين عليه ، لاجل تعريف تلك الثورة وقائدها بالجيل الجديد ، فقد كان إحسان نوري باشا قائداً حتى قبل ثورة آكري فقد كان عضواً في جمعية الاتحاد والترقي ، وضابطاً في الجيش التركي قبل الاستقلال عام  1920 وقام بتنظيم الضباط الكورد ضمن الجيش التركي لاجل مصلحة الشعب الكوردي تحت اسم لجنة الاستقلال وقاموا بالتمرد ايضاً ، وكان على علاقة بجمعية " خويبون" ومناضل في سبيل الشعب الكوردي ، واتخذ قرار الانتفاضة في وجه الاتراك الذين انكروا حقوق الشعب الكوردي ، وبدأ عام 1925 واستمر لغاية 1930 ، وساقدم هذه الحقائق في محاضرة سالقيها في هذا المهرجان ، وبشكل خاض ساتحدث عن علاقاته ما قبل الثورة جمعية خويبون وتنظيم الحرية .

 

برنامج المهرجان الفترة المسائية من اليوم الاول

المحاضرات

- "  احسان نوري باشا وسنوات الشقاء في ايرا ن " قدمها  رحيم شنوي

- " خويبون ثورة آكري "قدمها مصطفى بالبال

- " احسان نوري باشا وثورة آكري "قدمها مصدق توفي
 

اليوم الثاني

صباحاً – محاضرة للدكتور عبدالفتاح بوطاني عن " قراءة في كتاب إحسان نوري باشا "

- كما سيقدم الكاتب احسان جولمركي محاضرة بعنوان " دور إحسان نوري باشا في ثورة آكري "

- "الدور العسكري ل إحسان نوري باشا " للكاتب نزيار باجلوري

 مساءً – " مقارنة بين انتفاضة 1925 للشيخ سعيد وثورة آكري " للدكتور محمد صالح زيباري

 - " إحسان نوري باشا وتنظيم الحرية " للكاتب تحسين سفر .

 

 انتفاضة جبل أكري وقائدها الجنرال إحسان نوري باشا  ( 1925-1930)  

ولد البطل الثوري  إحسان نوري باشا في بدليس عام 1898  بعد الانتهاء من التعليم الابتدائي ،  التعليم الثانوي في بدليس دخل المدرسة العسكرية في  ارزينجان  ، ثم انضم إلى الأكاديمية العسكرية العثمانية. في عام 1910، وتخرج من هذه الأكاديمية برتبة ملازم أول وانضم إلى الجيش العثماني ، ولكن بعد انهيار الامبراطورية العثمانية وانتصار مصطفى كمال اتاتورك وتأسيسه للجمهورية التركية رقي الى رتب أعلى، لكن موقفه تغيّر بعد أن رأى بأُم عينيه بشاعة أعمال الحكومة التركية في اخماد ثورة الشيخ سعيد بيران سنه 1925 واعدام زعمائها الميامين وتدمير معظم قُرى تلك المناطق التي حارب الثوار فيها القوات الحكومية.

وعينه جمعية ( خويبون) لقيادة ثورة ضد الجمهورية التركية، و التقى مع العديد من الضباط  الأكراد واعلنوا الثورة من جبل آكري ورفع لاول مرة العلم الكوردي فوق قمة الجبل واعلن استقلال كوردستان .

 وحصل معارك ضارية بينهم وبين الجيش التركي ادى وقوع العديد من الضحايا وتدمير القرى والمدن في تلك المنطقة الى الى ان حل صيف عام 1930، قامت القوات الجوية التركية بقصف مواقع الثوار الكورد وجميع محاور القتال حول جبل آرارات . ونتيجة التفوق العسكري من ناحية العتاد والعدة والمؤامرة عليهم  اخمدت الثورة .

بالرغم من مقاومة الثوار تلك القوات المهاجمة بكل جدارة وبطولة، فأوقعوا في صفوفها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إلاّ أن أسلحتهم وتجهيزاتهم أخذت بالنفاد ولم تصل اليهم الإمدادات بسبب الحصار المفروض على مواقعهم. فعندئذٍ قرر الجنرال احسان نوري باشا ترك مواقعهم خوفاً من الابادة الجماعية فتسللوا الى داخل حدود كوردستان الايرانية، فقامت القوات التركية بمهاجمة تدمير مئات القرى الكوردية وقتل أُناس أبرياء بتهمة أنتمائهم للثورة في تلك الفترة العصيبة، وظن الاتراك على انهم   طمروا الشعب الكوردي وقضيتهم في التراب ولن تقوم وتندلع ثورات من جديد  .

بعد لجأ الجنرال احسان نوري باشا الى ايران واستقر به المقام في طهران بصحبة زوجته التركية ورفيقة عمره الوفية ياشار خانم . مع ولفيف من الثوار في شهر تشرين الاول 1930  .  حيث اقام هناك كلاجىء سياسي وقامت السلطات الايرانية بفرض القيود على تحركاته  خلال السنوات التي قضاها في طهران، الى أن توفي فى 25/3/1976 عن عمر يناهز 78 سنة في حادث سير لا زالت هناك شبهات على وفاته على انه حادث مفتعل من قبل الاستخبارات التركية والايرانية وليس قضاء وقدر ،وهكذا طوي سجل حياة مناضل ثائر كوردي كافح وحارب من أجل استقلال كوردستان وإقامة كيان سياسي للكورد.  

 

 انتفاضة آكري بإختصار

تشكل انتفاضة جبل أكري صفحة مشرقة من التاريخ النضالي للأمة الكوردية، في سبيل حريتها واستقلالها القومي.

 انتفاضة أكري هي صرخة حرية الشعب الكوردي الأسير والمحروم والمضطهد إلى كل الشعوب والمجتمعات ، انتفاضة أكري هي وثيقة كتبت بدماء شيوخ ونساء وأطفال الكورد وسلمت إلى ممثلي تطلعاتهم من الأجيال القادمة.

لقد اثبت المناضلون الكورد في أكري للعالم اجمع إن جذوة الشوق إلى الحرية والاستقلال متقدة في قلب وضمير هذه الأمة دوما وابدأ ولن تهدأ بالرغم من احلام الاتراك وقولهم انهم وضعوا قبر الشعب الكوردي على جبل آكري ولن ينتفض هذا الشعب ابدأ .

جريدة التآخي ..العدد والتاريخ: 6312 ، 2012-04-29

29

 

 .