Share |

(شيرين) ...قصّة قصيرة...سفيان شنكالي

لم أكن أدري حينها هل كنتُ آلهٍ أم إنسان أومن عالم الجان.

لم يكن لدي اعتراض على من يمدني يد العون والمساعدة إن كان من السماء أو من الأرض , من السياسيين أو من المستقلين الجبناء  .

  لكون ما مررت فيه كان خارج كل المفاهيم ولايخضع لبرودةٍ أو احتراق , ربما كنتُ في وضعكان فيه الخالق يغط في غفوة عميقة لذلك أغفلق ديستي الصغيرة (  شيرين ) وجعلها فريسة سهلة بين أنياب مؤمنيه المميزين.

كان صوت انفجار مماثل لانفجار الدرة لحضة نشوء الكون لتبدأ بعده حياة أخرى أعيشها فيكونٍ تافهٍ وخالِ من الإنسانية.

أخترق الصوت مسامعَ روحي فلم أكن أعرف هل سمعتْ أذني أم قلبي الذي كان جزءا منه هناك حيث كانت قصة يوم القيامة في غياب الخالق الأعظم تمثل على مسارح مدينتي الثكلى،سيباي .

 

لم أكن في يقين أو خيال , كل ما كنت أعلمهأنني كنت اصرخ بجنون وأحاول بلع ريقي لأتمكنمن الاستجابة لوكزات قلبي الهائجة التي أوحت لي أن صاحب العرش العظيم بات في مرمى الشرك والإلحاد والنكران لدي , وأن طفلتي(

شيرين  ) التي لم أكن أملك سواها في دنيا الله الشاسعة , حيث كانت فلذتي ذاهبة راكضة فرحة وراء زوجتي ..  كانتا في لهفة ودهشة وسرورللخبر السعيد التي وصلنا : أن البطاقة التموينية وغاز الطبخ قد جاء من حكومة مدينة الموصل ,  كان عين الإلحاد لكوني لم أعد أعرفالأسباب والمسببات فهل فعلا قتل الله ـ الطفولة ؟ أم أن الطفولة قتلت الله ..؟ 

كنت بحاجة لمن يكون مغيثا وجاهزا ليبدي العون والمساعدة , فالكل كان يبحث كمثالي عنبقايا ضفيرة شقراء أو حنائية , أو عن زوجة أوطفلة , عن أخٍ أو أبا , كلنا كنا في حالة هستيرية لا يفهمها سوى من تذوق طعم البكاءالذي يشبه إلى حد بعيد نشوة الضحك في أجواءالفرح والسرور.

 

حتى لو كنت عاريا لكنت هرعتُ إلى حيث ( شيرينتودع ) , ولو كنت إبليسا لظهرت في خضم الموتوالكفر والعويل شفقة بالإنسانية, لو كنت أعلم أن صديقي ( حمو ) كان حيث كنت..

لعلمت انه سوف يساعدني في البحث عن بقاياضفائرها وبقايا نقودي الورقة التي أعطيتها لتشتري لها الحلوى ولم أكن أملك سواها في جيبي القاحل منذ  أمد , لكن هي حبيبتي الصغيرة وبكارة شبابي وحدقة العين ,  فكيف أرفض لها طلبا  .

 

ربما رحمني الله ونظر إلي برحمته الواسعةعندما كنت أبحث عن بقايا أشلاء طفلتي التيكانت جائعة ولم يزل خدها يحفظ آخر قبلاتي, وكانت الفرحة تغمر قلبها الصغير لأني أعطيتها نقودا,شعرت بحرارة الدمعة في أعماق روحي ..  تلكالتي تشبه رحمة الله عندما رأيت صديقي الوفي(  حمو ) الذي هو الآخر كان في مسرح الدمالمعجون بالتراب يبحث عن بقايا حياة كانت

تدب هناك  .

ركضت إليه بجنون ولم أكن اعرف بماذا أنطق.. في بادئ الأمر أمسكته من عنقه كأنما امسك مجرما لأني أعرف أن حمو سيأتي بطفلتي شيرين.

سألته دمعتي قبل أن أنطق ببنت شفة فربت علىكتفي وأمال بعنقه نحوى الأسفل كراية في سوح الوغى , ولم يقل شيئا أخر , فعلمت حينها أنصديقي حمو هذه المرة لن يفي بعهد الصداقة بيننا , ولن يبحث معي عن قطع السكر .. عن تراب البرات الطاهر ..عن بقايا إنسانية في عهدالآلة المسعور المصطنع  ,, عن أشلاء متبقية من طفلتي صاحبة الأعوام الأربعة تلك

اليرقانة كانت تركض وراء أمها التي هي الأخرى قيل أنها كانت قبل قليل في طريق المقبرة ودفنت في غيابي ولم استطع توديعها بقبلة مماثلة للقبلة التي انشطرت عنها( شيرين  .