Share |

صدور رواية جرس إنذار للكاتب إبراهيم اليوسف

 

 

صدرت مؤخراً عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر رواية "جرس إنذار" للكاتب الكوردي السوري إبراهيم اليوسف في حوالي 330 صفحة من القطع المتوسط وهي الرواية الرابعة له بعد رواياته: شارع الحرية -2017  شنكالنامه 2018- جمهورية الكلب 2020|.

 وتدور أحداث الرواية في مرحلة ما بعد انتشار وباء كورونا، إذ تدور أحداثها في عمارة سكنية تقيم في بعض شققها أسرة الراوي وأبناؤه وبناته، بالإضافة إلى فتاة سورية تدرس في مجال التمريض، ويصاب جميع قاطني العمارة بالذعر والهلع بعد انتشار وباء كورونا إذ  يلتزم جميعهم في بيوتهم بشروط الوقاية والتباعد اللذين تتم الدعوة إليهما، في ظل تصاعد مؤشر الإصابات اليومي في ألمانيا، والعالم، بعد الإعلان عن انتشار الفيروس عالمياً، في الوقت الذي تعج المستشفيات بالمرضى، وتشاع حكايات مرعبة عمن تتم معالحتهم في المستشفيات نتيجة نقص أجهزة التنفس وأسرة المرضى وغياب  أدوية العلاج، حيث استسلم بعض قادة العالم لحالة الرعب، فلم يخفوا هواجسهم ومخاوفهم بل راحوا يعلنونها على الملأ!

تبدأ الرواية بنص يكاد يكون مستلة من كتاب، مكتوب بلغة سردية،يتم خلاله تناول حالة الطبيب الصيني الذي نشر على صفحته الفيسبوكية عن فيروس كورونا، إلا إن الجهات المعنية وبخته، وأهانته، إلى أن أعلن عن تعرضه لهذا الوباء نتيجة عدوى مريضته التي سبقته بالإصابة، وليدفع حياته ثمن ذلك، وينتشرالفيروس خارج مدينته ووهان الصينية، في سرعة البرق، لتكون قارات العالم كلها ضمن مجال تهديده الحقيقي، في الوقت الذي يختلف فيه كثيرون: أهو فيروس طبيعي أم بيولوجي؟ وراحت مخيلات كثيرين تتصور الكرة الأرضية مسرح  كائنات أخرى غير البشر!

وإذا كانت الرواية ترصد الستة أشهرالأولى لانتشار فيروس كوفيد 19 إلا إن الروائي يتيح لأبطاله التحرك بحرية في زمن ما قبل الفيروس وما بعده، كما إن المكان لم يعد العمارة الصغيرة ذات الطوابق السبعة فقط وإنما ثمة أمكنة كثيرة تتواءم معه: الوطن- السويد، بل قارات العالم كله وكأن العمارة هي العالم كاملاً.

لم يترك الروائي عمله السردي الجديد أسير عوالم قاتمة كما يفترض ذلك وإنما تتشابك مع العمود الفقري للرواية  حكايات ثانوية أو رئيسة من بينها نوستالجيا بعض شخصيات الرواية تجاه الوطن، بل نكون ما يشبه حكاية حب بين بطل الرواية وزميلة مدرسة كان يكبرها بسنوات، بعد عقود من بدايتها الأولى، دون أن يتم حسمها وتسميتها.

وبالرغم من أن هناك تقنيات سبق واستخدمها الكاتب في بعض أعماله الروائية السابقة وهي تظهرهنا إلا إنه يحاول خلال عمله الجديد الاستفادة من تقنيات أخرى، وإن  سبق واستخدمت في أعمال سواه، ونعنى هنا: توظيف النص الرديف. الذي يخدم العمل، ولا ينتمي إليه.

عمارة الرواية تجمع بين لاجئين سوريين وعراقيين وجنسيات متعددة. ألمان وعرب وكرد إلخ، إلا إن حالة الذعرالكوني تصيب جميعهم دون استثناء، لاسيما بعد أن يتسلل الفيروس إلى بعض بيوت العمارة ومن بينها بيت أحد أبنائه، لنكون أمام بطولة طفلة صغيرة تكسرجدار عزلة صديقتها التي أصيبت أمها، التي تعيش معزولة في غرفتها، لتبدد معاناتها منذ أن أبعدت عن والدتها.

الرواية مكتوبة بلغة بسيطة بعيدة عن التقعير اللغوي الذي تكتب به فصول من أعمال أدبية، أو أعمال أدبية كاملة!

 

من صفحة الكاتب ابراهيم اليوسف