Share |

طموح ومشاريع حيوية في خطة استراتيجية بلدية دهوك -رئيس بلدية دهوك يتحدث للتآخي

لسيد شوكت محمد أمين عثمان رئيس بلدية دهوك

تحقيق خاص من اعداد : هوزان أمين

تاريخ دهوك

دهوك تلك المدينة التي المشهورة بمقولة (دهوك الملونة) دلالة على الكثير من الاشياء التي تمَيز دهوك وتدل على تنوع سكانها ومكوناتها، حيث تعتبر مدينة دهوك من المدن الكوردستانية الجميلة والمعروفة بطبيعتها الخلابة، وهوائها النقي ومياهها الوفير والتي تنام بين احضان جبلين شامخين من الطرف الشمالي والجنوبي ونتيجة لموقعها الحساس ووقوعها بين ذلك الجبلين الذين كان يحتم على القوافل التجارية المرور منها ودفع ضريبة الجمارك فكان يأخذ صاعين من القمح أو الشعير أو الخ، ونتيجة لذلك جاءت تلك التسمية بحسب بعض المصادر تعني صاعين أو مكيالين (دو)(هوك). وويفسر البعض تسميتها بشكل آخر، ويمر فيها نهرين صغيرين يسمى الأول نهر دهوك والثاني هشكه رو .

يرجع تاريخها القديم إلى العصر الحجري، وقد أصبحت جزئأ من الإمبراطورية الآشورية ومن ثم البابلية والأخمينية قبل أن تقع بيد الإسكندر المقدوني والرومان. أصبحت مركزا هاما للمسيحية السريانية حيث عرفت باسم"بيث نوهدري" أو نوهدرا،قبل أن تتلاشى بعد غزوات تيمورلنك، بحسب ما يشير اليه التنقيبات الاثرية التي وجدت في بعض المواقع الاثرية والكهوف المتاخمة للمدينة، وخاصة كهف جارستين أي (كهف ذو اربعة اعمدة) الواقع في وادي دهوك، والذي تؤكده بعض المصادر للمؤرخين والباحثين الذين زاروا المنطقة انها تعتبر من احدى الكهوف القديمة التي عاش فيها الإنسان.

محافظة دهوك

تحتفل دهوك هذه الايام بالذكرى الخامس والاربعون على تحولها الى محافظة، بتاريخ 27-5-1969 حينما اصبحت دهوك محافظة رسمية، وبهذه المناسبة تزينت واقيمت العديد من النشاطات الفنية والتراثية والفولكلورية بمشاركة مؤسسات رسمية وكل حسب اختصاصه وعمله بحيث قامت مديرية الثقافة والفنون بتنظيم ذلك الكرنفال في حديقة بانوراما آزادي بمشاركة رسمية واسعة وعروض فنية وفلكلورية واقامة معارض لمطبوعات جديدة لمديرية الطباعة والنشر ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية والاشغال اليديوية والحرف المحلية ...الخ   

أهمية دهوك

تقع محافظة دهوك في إقليم كوردستان أقصى شمال غرب العراق، تبتعد مسافة 460 كم عن بغداد وعدد سكانها قرابة الميلون نسمة، وتتميز بموقعها الجغرافي الهام على حدود دولتين (تركيا – سوريا) إضافة إلى مرور خط مواصلات دولي استراتيجي فيها يربط العراق بتركيا والعالم الخارجي، وكذلك مرور خط انبوب النفط المار من كركوك إلى تركيا في زاويتها الشمالية الغربية،ويقع فيها معبر ابراهيم الخليل الحيوي مع تركيا حيث استطاع ذلك المعبر تحريك السوق في الاقليم وحتى في العراق عموماً، وتأمين الاحتياجات اللازمة من ادوات ومواد تساهم في التطور العمراني وتأمين حاجات السوق العراقية من مختلف المواد، وهذا ما اثر ايجابياً على دهوك لتصبح مركزاً تجارياً واسع النطاق وارتقائها الى مستويات عالية، كل ذلك اثر ايجابياً على حركة التجارة والاستيراد وكذلك عمل تأثيرات ايجابية على الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لابناء هذه المحافظة .

كما تتميز بتضاريسها المتنوعة من جبال شاهقة وبالغة الوعورة، وتشكل الحدود السياسية مع الجمهورية التركية بالإضافة إلى السهول الفسيحة والغنية بمواردها الزراعية والتي تشكل المنطقة الجنوبية للمحافظة حيث تكثر فيها وتشتهر بمزارع وبساتين الكرم والتين واللوز وجميع انواع الفواكه الفواكه ولا سيما التفاح منها في منطقة برواري بالا.

ونتيجة الى جوها وطبيعتها وهوائها النقي تدفع بالمصطافين والسواح من بغداد وجنوب العراق الى زيارتها، نظراً لما تتمتع به هذه المدينة الخيرة والمعطاءة من توفير سبل الراحة والامان بالاضافة الى كثرة الاماكن الطبيعية الجميلة وحتى الاثرية التاريخية فيها، لهذا تصبح محل وقبلة السواح من داخل اقليم كوردستان والعراق وحتى من الدول المجاورة للعراق.

بلدية دهوك:

بهذه المناسبة ارتأت جريدة التآخي ان تعد هذا التقرير عن مدينة دهوك وعن مستوى العمران والبناء والطرق والجسور والحدائق ...الخ ومدى الخدمات التي توفرها بلدية دهوك لمواطنيها، ولمعرفة كل هذه الامور عن واقع البلدية وخططها، قمنا بزيارة رئاسة بلدية دهوك، التي تأسست عام 1935 واول من ترأسها هو علي افندي ومنذ ذلك الوقت لغاية اليوم تقلد منصب رئاستها 19 رئيساً، ويترأسها اليوم السيد شوكت محمد أمين عثمان الذي رحب بنا وتحدث عن خطط وبرامج البلدية المستقبلية قائلاً " مدينة دهوك في تحول وتطور مستمر، ومن ناحيتنا نقوم بتقديم ما يقع على عاتقنا من مهام لخدمة ابناء المدينة، ولدينا خطة استراتيجية لتحسين واقع الطرق والجسور في المدينة، وافتتاح الحدائق العامة للمواطنين وتزويدها بأفضل الخدمات، وافتتاح طرق جديدة محيطة بالمدينة لتخفيف ازمة السير داخل المدينة، لتسهيل عملية التنقل داخل المدينة، لان دهوك مدينة جميلة وتحتوي على مناظر خلابة وفيها سدود ووفيرة المياه والانهر ويلفها الجبال و الخضار من جميع الجوانب كل ذلك يجعله من المدن القابلة لان تكون افضل المدن من حيث قلة التلوث وكثرة النظافة على مستوى العراق والدول المجاورة لهذا يتحتم علينا العمل كثيراً، ولدينا خطط لاقامة مشاريع حيوية هامة جداً، ولا سيما اننا بدأنا بالخطة من حيث انشاء (اوفر باسات) وبدأنا بانشاء ( اندر باسات) وشبكة طرق عصرية، وانهينا تصميم حديقة كبيرة بمساحة 900 دونم ونسعى الى انشائها في المستقبل، واكد جنابه على ان العمل في اندرباس دورة كوردستان التي تشكل شرياناً رئيسياً بالنسبة لحركة المرور في دهوك، سيعاود وسيتم انجاز المشروع بالرغم من كل المعوقات وما يجري اليوم من ازمة مالية .

واستمر في حديثه لنا" ان دهوك شهدت تقدماً عمرانياً كبيراً في السنوات القليلة الماضية ويتم المتابعة والاشراف عليها من قبل بلدية دهوك لتكون حسب المقاييس والمعايير العالمية، ونسابق الزمن في سبيل خدمة المواطنين، وقمنا بتمديد الطرق الى القرى المجاورة ومد شبكة المجاري والكهرباء والمياه، ونتمنى من المواطنين التعاون معنا لتخفيف الاحمال الملقاة على عاتقنا لتقديم افضل الخدمات لهم، كما تمنى ان يشهد التطور والازدهار جميع المدن.

مدينة الامن والاستقرار

كما جدير بالذكر بالاضافة الى رئاسة بلدية دهوك يوجد مديريتان للبلدية في دهوك احداها شرقي وآخر غربي، ولديهم جميع المؤهلات الخاصة بهم ويقومون بالنشاطات والانجازات باستقلالية، ولديهم مجلس ادارة ورئيس، وذلك نظراً لكبر المدينة وتوسعها ولاجل التقرب اكثر من هموم ومشاكل وشكاوي المواطنين اسست تلك البلديات، ولديهم كل واحد جغرافية محددة يقسمهما وادي دهوك ، بالاضافة الى وجود مديرية خاصة بتصميم الحدائق والمشاريع.

والزائر لدهوك هذه الايام يلاحظ مدى التغيرات التي طرأت عليها حيث توسعت المدينة وكبرت لتصبح احدى الاماكن السياحية الهامة في اقصى الشمال العراقي، وكذلك تمكنت من الصعود مالياً واقتصادياً نظراً لموقعها الجغرافي الهام، وهي مركز للتعايش والتآخي بين جميع مكوناتها وتسعى لان تكون دومة في الصدارة على الرغم من الانتقادات التي يوجها أهالي المحافظة بوجود اهمال او تأخر عن ملاحقة التطور الذي يشهده كل من العاصمة هه ولير ومحافظة السليمانية، إلا انها تبقى مميزة بمهرجاناتها الثقافية والادبية والسينمائية وهي ملتقى الكتاب والشعراء والمثقفين من مختلف اجزاء كوردستان والخارج وتسعى الى لعب أدوار مهمة في شتى المجالات، تسهم في الرقي والتطور والعمران الذي يشهده اقليم كوردستان ولكي يعكس واقع الامن والأمان الذي يعمه ويؤكده مختلف المراقبين على ان دهوك من افضل المدن من حيث الامن والامان والاستقرار على صعيد العراق كافة.

المصدر جريدة التآخي