Share |

عبداللطيف الحسيني المطلوب نصّاً وشخصاً.

 

مُجدّداً وعبرَالفيسبوك الكسيح أقدّمُ اعتذاري لوسائِل الإعلام العربيّة والكرديّة ( مرئيّة - مسموعةً- مقروءَة) حيث طلبتْ منّي مشكورةً لقاءاتٍ أدبيّة "تخصُّ" كتابي ( ظلال الاسم الجريح) ومضافاً إليها مجموعات المجتمع المدنيّ التي تأسّستْ حديثاً عندنا,هنا أنوّهُ : الكِتابُ يُقرَأُ دونَ المُؤلّف

,مُشدّداً على (النّصّ لا الشّخص) , ومن هنا تكمنُ أهميّةُ المكتوب وتبديد أوتنحية أوإقصاء المُؤلّف الذي يموتُ مجردَ أنْ كَتَبَ أوألّفَّ نصّاً ,وعلى سبيل التّقدير أُزجي تحيّتي إلى (لطيفة لبصير -فريدة العاطفي- نادية خلوف - عمر كوجري -هيبت معمو) الذين تناولوا الكتابَ بمحبّتهم , فهي عندي نجوم ٌ بعيدة , لكن مضيئةٌ في سمائِي البعيدة أوالقريبة المُعتمة , وليسمحْ لي القرّاءُ – الكُتّابُ - المتابعون أنْ أركّزَ على أهميّة القراءة التي نكادُ أنْ نقولَ لها وداعاً : ليس من المعقول أنْ يبقى القارئُ أوالقرّاءُ عندَ المستوى البخس فَهْماً وتأويلاً وتحليلاً حين يصادفُه كتابٌ يحلّل واقعَه أويحلّل نفسيّته المقهورة والمهدورة معاً ,ولا أُرجِعُ بالسبب إلا إليه وحدَه أوإلى مَنْ تبنّاه , حزباً كان أو أيَّ اتجاه تعليميّ - تدريسيّ- تلقينيّ , وهذا عائدٌ إلى أنّ العقلَ المؤسَّسَ على الاستعجال والبساطة يُمكنُ تسييرُه والتحكّمُ فيه ليبقى متبوعاً وقانعاً بما فيه من السّذاجة الفكريّة والسّياسيّة والحزبيّة  , هنا تكمنُ المشكلةُ مزدوَجَةً , ألا تكفي العقودُ المُظلمةُ التي غيّبتْ شجاعةَ العقل لدى القارئ لتستجدَّ استهانةٌ جديدةٌ من قِبَلِ عقلٍ لا يعرفُ إلا البعدَ الواحدَ للقراءَة والتفكير ؟ وفي كلتا الحالتين لا توجدُ أمامَنا إلا ضحيّة أو كبشُ فداءٍ واحد وهو القارئ نفسُه الذي ارتضى لنفسِه الخنوعَ الجديد , وكانَ بالأمس تبجّحٌ نظريُّ على مستوى الشعار والقول لا الفعل - ولا يتعدّاه- بأنّ الإنسانَ الجديدَ ليسَ أمامَه إلا تفجيرُ طاقاتِهِ الإبداعيَة : الفنيّة والفكريّة .

ظلالُ الاسم الجريح دخلَ ( بإذن أوبدونِه) أغلبَ المكاتب والبيوت والمجموعات التي صفعته بأبشع قول وأشنعه , وهذا ما فرّحَ مؤلِّفَه لأنّ نصوصَ الكتاب لا شخصَه حلّلَ سرقاتِ وانتفاعاتِ أشخاص ووضعَها أمامَ استخفافهم واستهتارهم بالإنسان في هذه الفوضى العارمة التي وجدوا فيها مكاناً أثيريّاً للسّرقة ( سرقةِ وامتصاص أيّ شيءٍ وأيّاً كان ) ,أؤلئك المتطفّلون الذين تعوّدوا على إخفاء ونبذ أيّ نقدٍ يَطَالُهم , فكيف بنصٍّ يمدّ لهم لسانَه الصارمَ - البتّار ويضعُ كلَّ مثالبهم أمامَهم وخلفَهم دونَ أيِّ إذنٍ منهم ؟.صحيحٌ أنّ الكتابَ لا يُسمّي أحداً باسمهِ الصّريح وبعلاماته الفاضحة , لكن صحيحٌ أيضاً أنّ القارئ الذي تعنيه نصوصُ الكتاب فَهِمَ جزءَاً من الكتاب , ذاكَ الجزءُ الذي يفضحُه ويعنيه هو بالذات , فَمَا كانَ منه إلا إخفاءُ الكتاب أو تقليلُ قيمته مُتذرّعاً بأنّ الكتابَ يوحي ولا يفصحُ أو يبسّط , ولعلمه لم أجدْ "مدحاً" للكتاب كهذا القول الذي أرادَه صاحبُه قدحاً وذمّاً للنصّ والشخصّ معاً .

alhusseini66@gmail.com