Share |

غليون أو صبرا...لا يهم ...بقلم: درويش محمى

 

الامر برمته غير مهم ولا يستحق المتابعة، ولا فرق ان جاء صبرا او بقي غليون، وحتى لو حصل وتم التغيير لن يكون له أثر يذكر، لا على مسار الثورة السورية ولا على مصداقية المجلس الوطني السوري، فالجميع يعلم حقيقة المجلس المذكور ومن يتحكم فيه، طبيعته، تكوينه، طريقة عمله، المتنفذين فيه،

والدور الرئيسي لجماعة "الاخوان" باعتبارهم القوة المنظمة الاكثر تحكما بالمجلس، الجماعة التي كانت تستجدي الاسد ونظامه الصفح والعفو والمغفرة قبل انطلاق الثورة السورية بقليل، بحجة دعم المقاومة والممانعة، اما الحضور والدور الكردي فلا يتجاوز الا اسمه وهو مجرد حضور للحضور، والشخصيات والقوى الاخرى المعارضة من ليبرالية ويسارية وديمقراطية وغيرها، الكل منشغل وعلى مدار الساعة بتوزيع الحصص والمناصب والكراسي، وحدث ولا حرج.    

عندما كان البعض يحزم حقائبه بغية التوجه الى اسطنبول، للمشاركة في تأسيس المجلس الوطني السوري المبجل، وحرصا منا على وضع الامور في نصابها، وحرصا على سلامة ونجاح الثورة السورية، نصحنا بعضهم ولوجه الله، بالحاق كلمة "الموقت" على المجلس المذكور، وقلنا لهم : يا جماعة الداخل هو الاصل والخارج مجرد فصل، ومن دون الداخل لا معنى ولا وجود للخارج، لكن قد اسمعت لو ناديت حياً ولا حياة لمن تنادي، وظهر المجلس الوطني السوري على العلن في الخارج ولم يتفاعل مع الداخل، وبعد ان كان في بداياته "يمثلني"، اصبح اليوم "لا يمثلني".

السيد غليون وصحبه من المقربين المتنفذين في المجلس الوطني السوري، طالما اعلنوا في تصريحات تلفزيونية موثقة، عن انشغالهم بالتحضير لفترة ما بعد السقوط، لكن في اجتماع تونس وفي صلب احدى وثائقه، يظهر هذا الانشغال والشغف بالسلطة لدى رئيس المجلس وصحبه بوضوح اكبر، فقد اتفق اهل المجلس على حكم سورية لفترة انتقالية لمدة عامين بالتمام والكمال، من دون سرد او توضيح للاسباب والمبررات المستوجبة لطول هذه الفترة الانتقالية.

المشكلة لا تكمن في بقاء السيد غليون او رحيله، ولا في من يقود المجلس او يسيطر عليه، لانه مجلس موقت بطبيعته، سواء رغب اهله والقائمين عليه او لم يرغبوا، المشكلة الحقيقية تكمن في العقلية الاقصائية الاستئثارية التي يدار بها المجلس الوطني السوري الموقر، واعتباره مجلساً ابدياً دائماً، والطامة الكبرى هو ما يجري في اروقة هذا المجلس من عملية تدجين طموحة ومدبرة، لصناعة رجال دولة من رئيس ووزير وسفير، ليحكموا في سورية المستقبل.

عدم قدرة المجلس الوطني السوري على محاكاة الحراك الثوري في الداخل، وتأخره الدائم في اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب، وطريقة عمله ودوره لا من يقوده او يترأسه، هي المعضلة الحقيقة التي يجب معالجتها وتداركها، والمسألة اكبر بكثير من مجرد اسماء اشخاص، وقطعاً لا يهم ان جاء صبرا او بقي غليون.

*كاتب سوري

 

d.mehma@hotmail.com

 

 

جريدة السياسة