Share |

قصائد قصيرة ... بقلم : مناف محمد

 

1

 

المكان يوحي أنَّه مهجورٌ منذ زمن بعيد

هذا ما قاله الرجل الذي لم يدخل

لذلك لم يرني

أنا الذي أنتظر منذ ذلك الزمن البعيد

أحداً ما يُنبِّهني أني ما زلت حيَّاً.

 

2

على أحدٍ ما أن ينبه العابرين من هنا

أن هناك قبراً في طريقهم

على أحدٍ ما أن ينبههم

وفي الطريق الآخر قبرٌ..أيضاً.

 

3

بيني وبين الموت، الشوك الذي يجرح الرؤيا

حين أحاول أن أقطف وردةً من عينيك.

بيني وبينه كثافة الهواء

وأنا أمدُّ يديَّ كي أضمك

بيني وبينه زجاج نافذة مُباحة لغرفة ٍفي

الطابق الألف لمبنىً يطل على الخراب

وبيني وبينك ،  هو

موتٌ مصاب بالصرع لم تعد تفيد معه المهدآت

في الطرف الآخر من النافذة

فضاء سيَّضمني وإلى الأبد.

4

تُطارد الضباب ببندقية لصيد الطيور التائهة

تطارد الضباب،

وكلبك السلوقيُّ شُلَّت أقدامه من القبض على الأنين

أفواه جائعة تترقب عودتك

أيادٍ تمتد إلى جرح الهواء

والعيون، العيون تنثر الملح على مائدة الانتظار

وأنت صيادٌ و طريدة

تطارد الضباب بقدمين مغروستين في مستنقع المشيئة

أفواه جائعة، أياد ممتدة

العشاء قد يكون وهماً..أو أنت.

أنت الذي تطارد الضباب كصياد متعب.

5

منظر طبيعي

 

لن تُّميزه لأنه يشبه غيره

وهو لن يُبدي لك ما يُضمره

لأنك تشبه غيرك

إن لم تميزه أنت

ولم يُبدي لك ما يُضمره

فلا تتوقع مني أنا....

أن أكون جسراً بينك وبينه.

الشجرة الوحيدة..

السماء الزرقاء..

وخط الأفق الذي رسمه

الطفل بلا دقة, لن تعني شيئاً

إن أنت لم تبتسم للطفل وأخبرته:

حاول أن ترسم الشجرة زرقاء

ولتدع أمر السماء مرهوناً بالفصول

وليكن خط الأفق أدنى...أدنى يا صغيري

فالأرض أصغر من رغباتنا

وكذلك السماء.

الشجرة الوحيدة..

والسماء الزرقاء..

 وخط الأفق...

 لن تعني شيئاً.

لأنك لن تستطيع أن تبتسم

وإن ابتسمت....ستنفجر بالبكاء.

6

بين الضوء الصادر من مصباح الجيران

والضوء الذي تستطيع أن تبعثه ُ أنت

بتجاوز بعض الخوف، مسافة صغيرة

تُعَّودُ الأذن على نباح كلب

 أو على صوت بندقية ٍ مُفاجئ.