Share |

كتاب موجز تاريخ الكُرد _الطبعة الثانية 2015.

يقدم كتاب «موجز تاريخ الكرد»، لمؤلفه شفان خابوري، موجزاً بانوراميّاً عن الكرد، حاول عبره الباحث، عرض صورة علمية ومعرفية، وافية وموضوعيـــة، حول: لغتهم، صفاتهم، جغرافيّتهم، أديانهم، إمبراطوريّاتهم ودولهم في مختلف الأزمنة والمراحل، قبل الميلاد وبعده. إذ يسعى بذلك، إلى الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي لا تتوقّـــف حول هويّة الكرد، وموقعهم الحضـــاريّ والتـــاريخيّ والجغـــرافيّ، وأسبـــاب التشتّت والاندثار..

 

ويصف تلك الأسئلة بأنّها كانـــت تقابَل ببعض الحيرة والقلق، وتنعدم معهـــا الوسائــل من قبل البعض للإجابة عنها، أو تقديم إجابات شافية عنها، ما كان يزيد الغموض والتشكيك، ويدفع إلى افتراضات غرائبيّة حول الكرد وتاريخهم. كما يذكــر خابوريّ أنّ انعدام المصـــادر والمعلومـــات، وغياب العمل المؤسّـــساتي بهذا الجانب، أسهم في خلق نوع من الفوضى في المعالجة والطرح،.

 

ويؤكّد أنّه حرص على العودة إلى كتب مختلف المؤرّخين الذين انهمّوا بالتـــــاريخ الكرديّ وكتبوا فـــيه، وقارن بين طروحاتهم وافـــتراضاتهم، وأورد آراء المؤرّخين الكرد والعرب والمستشرقين، كما أدرج تضارب الرؤى والمعلومات التـــي تعالج التاريخ الكرديّ.

 

ويتحدّث خابوريّ عن دول وإمبراطوريّات كرديّة تاريخيّة، بأسماء ومسمّيات مختلفة، كانت منسوبة إلى حكّامها أو قبائلهم، ويعرّف بها مذكّراً أنّها كانت تقدَّم الحضارات بطريقة منفصلة عن التاريخ الكرديّ، كحضــــارات قائمة بذاتها، منقطعة عـــن ما قبلهـــا وعن ما بعــــدها وعن معاصراتها.

 

ويحاول المؤلف أن يمد القارئ، بتفاصيل شاملة في هذا الخصوص، معرّفاً بالتاريخّ الكرديّ، وذلك رغبة منه في تقديم مفاتيح للبحث والتنقيب. وهكذا نجده يقسّم كتابه إلى ستّة فصول، هي على التوالي:

 

أصل الكرد، اللغة الكرديّة، جغرافية كردستان، أديان الكرد، الدول والحكومات الكرديّة قبل الميلاد، الدول والحكومات الكرديّة في العهد الاسلاميّ.

 

كما يورد خابوري موجزاً عن الدول والحكومات الكرديّة قبل الميلاد، وأيضاً عن الإمبراطوريّة الميديّة التي تلت تلك الدول والحكومات، ويلفت إلى ملاحظة مهمة، مفادها، أنّ أسماء الدول الكرديّة آنذاك، كانت تندرج تحت اسم القبيلة، أو العائلة الحاكمة.

 

وأنّها كانت تمتدّ(الدول تلك) على مساحــات متفاوتة، فأحياناً كانت تتوسّع رقعة حكمهـــا، لتشمل أجزاء كبيرة من بلاد آشور أيضاً، لكن لم تقـــم الدولة الكرديّة الكبيرة إلا في عهد الميديّين والسيتيّين، حين تحالف كي خسرو (قائد الميديّين) مع (مادايس - قائد السيتيّين)، لإنهـــاء حكـــم نينوى، ليبدأ لبعدها عهد الإمبراطوريّـــة الكرديّــــة الميديّة 612 ق.م.

 

كما يورد، توضيحا وتوثيقا مفصلين، يبين ماهية الدول والإمارات الكرديّة في العهد الإسلاميّ، ابتداء بالحكومة الرواديّة (230- 618) هـ.

 

ومروراً بالحكومة السالاريّة بأذربيجان (300- 420) هـ . وكذا الحكومة الحسنويّة البرزكانيّة في همدان (330 405) هـ. والحكومة الشدّاديّة في أرّان (340 465)هـ. وغيرها العديد من الحكومات، وانتهاء بالحكومة الحسنويّة = البرزكانيّة في همدان.

 

ويركّز خابوريّ على دور الأيوبيّين وإسهاماتهم الحضاريّة، ومنها اهتمامهم بتشكيل جيش قويّ لمواجهة خطر الصليبيّين مــــن جهة، ولتوحيد الجبهـــة العربيــــّة الإسلاميّة من جهة أخرى، شارحـــا كيــــف بدأ تشكيــــل الجيش الأيّوبيّ منذ حملة شيركوه الثالثة على مصر.

 

ومشيرا إلى انه، ومع أنّ عدداً من الأمـــراء الأتراك التابعين لنــــور الدين انسحبوا مع فرسانهم، بعــد تولّي صلاح الدين الــــوزارة سنة 564هـ، فإنّ الأسدية وغـــيرهم من الفرسان الأكراد التابعين لشيركوه، ظلّوا في خدمة صلاح الدين، وقبل مضـــي عام واحـــد كان صلاح الدين قد ألَّف حرساً من العساكر عُرفوا بالصلاحية، تحت إمرة أبي الهيجـــا، ثمّ أخـــذ جيشه يـــزداد زيـــــادة مستمرة، بتجنيد العساكـــر في جيشه وجيش أمرائه، ليصل إلى درجة من القوّة يمكّنه من تحرير القدس.

 

ونجد أن المؤلف يعلّق على بعض الأحداث والوقائع والافتراضات، ضمن فصول كتابه، مقدّماً وجهة نظره في تحليلها، ومحاولا تفنيد بعــض الرؤى الغالطة.

 

الكتاب: موجز تاريخ الكُرد

 

تأليف : شفان الخابوري

 

مراجعة وتقديم : آلجي حسين

 

الناشر : دار كردستان للطباعة والنشر - هولير 2015- الطبعة الثانية

 

الصفحات : 292 صفحة

 

القطع: المتوسط

 

الرابط//

 

http://www.albayan.ae/paths/books/2012-12-16-1.1785373

المصدر: هيثم حسين

جريدة البيان الإماراتية - دبي