Share |

مازلنا نعيش في زمن السلاطين… عباس عباس

مازلنا...وأعني بذلك الأكراد حصراً..

أحببت أن أذَّكر بالزمن الغابر، حيث كنا نعيش للسلطان، ونأكل للسلطان، وندفع للسلطان، ونرفع أرجلنا للسلطان...فقط لأنه سلطان الدين الإسلامي...

حتى ولو كان منغولياً أوتترياً أو تركياً...كل هذا لم يكن  مهماً لأن العرف الذي تبنيناه عن طيب خاطر أو غصباً كان يشرِّع لذلك، أو بالأحرى وضع لهذا العرف أساس لم تكن هناك قوة مهما كانت أن تتخطاه، وأي تفكير حتى مجرد تفكير بتخطيه، كانت عاقبته وخيمة، بل كانت تجلب الشؤم، من دمارٍ وخراب ونهب وإغتصاب ومشانق...والتاريخ يثبت لنا كل هذه الأمور.

لم تنقطع بنا صلة الرحم مع السلاطين قط ، حتى حين ذهب أخرهم ليعيش في لندن بعد أن جرفته الماسونية العالمية بقيادة الباشا مصطفى كمال، ترك ورائه العرف ذاك ليستمر عليه أتاتورك ومن جاء بعده من السلاطين على وزن أردوغان.

الغريب في الأمر أننا حمِّلنا الذنب كل الذنب على هؤلاء، أي على كاهل السلاطين ومن جاء من بعدهم من أبناء الذئبة الغبراء، بدون أن نسأل أنفسنا عن السبب الحقيقي الذي دعانا نقبل بهذا الشرع أو اللعنة الأبدية التي تمرغنا بنجاستها  طوال تلك الفترة وحتى اليوم.

إستقراء منطقي للواقع منذ بدايات السلطنة العثمانية وحتى أخرهم السلطان أردوغان، نستنتج أمراً غريباً أو بالأحرى شاذاً إعتمد أولئك عليه عبر التاريخ الذي طال أكثر من ستة قرون متتالية.

إنتبه لهذا الأمر العديد من الشعراء والمؤرخين والفناين الأكراد، مع ذلك لم يؤخذ الأمر بتلك الجدية حتى اللحظة، أو بالأحرى لم يتمكن أحد من محاربة هذا الأمر الغريب بجدية، وعلى الرغم من أنه كان السبب في أنكسار أي عملٍ عسكري قمنا به ولكل الثورات والتمرد التي جرت خلال تلك الفترة على هذا السلطان أو ذاك، إلا أنه لم يؤخذ على أن الأولوية تتطلب التخلص من السبب الأساس، بل الواقع يتطلب محاربته قبل أي تمرد أو أية ثورة على نفوذ السلطنة نفسها أو من جاء من بعدهم.

أفضل من طرح هذا الأمر النشاذ، المغني الكردي الشهير ( كويس آغا) في أغنيته الشهيرة التي يتذكر فيها الشخ محمود البرزنجي، أو ما يقوله المغني الكردي سعيد أغا...وهم يكررون بين كل جملة وأخرى..التالي : كرد خاينه...خيانة الكردي لأهله وعشيرته ...حتى أصبحنا نلقب بأمة الحَجَل..لأن الحَجَل فقط وبطبعٍ فيه يدفع إنثاه للوقوع في شباك الأعداء.

من هم الخونة في التاريخ الكردي؟...سؤال لا تحتاج إلى عبقري للإجابة عليه، وكما قلت إستقراء بسيط لهذا التاريخ سنرى أن كل الذين تسببوا في إندحار الكرد كانت مهنتهم الأساسية اللصوصية..أو بالأحرى لصوص حمير...أو اشقياء وقطاع الطرق على القوافل التجارية والتي كانت ستجلب الخير للعباد والبلاد لو تسنى لها الإستمرار.. أما الغريب الذي أحببت أن تستنتجوه هو، أن وراء كل هؤلاء كان يقف شخصية قذرة، لحيته بيد مسؤول تركي، وأقدامه في فراش إمرأة كردية مغتصبة، قد يكون لقبه أغا أو بك أو شيخ طريقة...طبعاً هذا لا يعني أنه لم يكن هناك شرفاء وأبطال من تلك الطبقات.

اليوم لم يختلف قط الأمر عن سابق عهده، فقط الذي تبدل أمٌر في غاية الهزل، هو أن اللصوص أنفسهم أصبحوا أغوات وشيوخ دين بأسماء زعماء أحزاب، وقد تخلصوا أو خلصتهم التطورات الإجتماعية السياسية من الأغا والبك والشيخ، إلا أن الشرع ذاته بقي مسيطراً على ذقونهم ولم يتجاوزوه أو يفكروا بمحاربته قط كأولوية في النضال، وما هو أسخف من كل هذا أن هؤلاء مازالت أقدامهم القذرة في فراش إمرأة كردية مغتصبة،  ويشار إليهم بالبنان كزعماء.