Share |

مجزرة السلام والديمقراطية في أنقرة...هوزان أمين- تركيا

صورة قبل الانفجار بلحظات

مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة في تركيا والتي ستجري في واحد تشرين الثاني القادم، وانتظار الشعبين الكوردي والتركي ومنظمات المجتمع المدني لمبادرة سياسية تغيير الاوضاع التي تعيشها تركيا ووسط دعوات من الاكراد وحزب الشعوب

الديمقراطية لإعلان وقف لاطلاق النار من قبل حزب العمال الكوردستاني وذلك قبيل الانتخابات المبكرة لاجل مساعدة حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي لتعزيز مكاسبه والحفاظ عليها وتوفير اجواء ملائمة للعملية الانتخابية بعدما حصل على تمثيل برلماني كبيرلأول مرة في الانتخابات التي جرت في السابع من حزيران الماضي وكمبادرة سياسية لوضع حد للحرب الدائرة رحاها في العديد من المناطق الكوردية في تركيا حدثت مجزرة كبرى في ميدان محطة القطار بالعاصمة انقرة اثناء مظاهرة كانت قد دعت اليه عدة جهات نقابية ومنظمات مدنية وبرعاية حزب الشعوب الديمقراطي للمشاركة في المسيرة تحت شعار "من أجل السلام والديمقراطية" وعلى اثر ذلك انطلقت الحافلات من جميع المحافظات التركية باتجاه العاصمة انقرة للمشاركة في تلك المسيرة التي تهدف الى اشاعة السلام والامان والديمقراطية ومنادات الجهات المسؤولة عن وقف الحرب الدائرة في تركيا وتقوية اواصر الاخوة والمحبة بين الشعبين الكوردي والتركي ولكن اثناء التظاهرة حدثت تفجيرين بفارق عشرة ثواني بينهما وسط الجموع المتجمهرة ذهب ضحيتها 96 متظاهراً وجرح المئات في مشهد في غاية الالم وتقشعر لها الابدان حيث غطت اشلاء الضحايا بأعلام الحزب وخلق حالة من الهلع بين المتظاهرين ادت الى تدخل قوى الامن ورش الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين واغلاق الطرق وتأخر سيارات الاسعاف واهمال واضح من السلطات التركية بلملمة الجراح واسعاف الجرحى.

تعتبر هذه المجزرة هي الاكبر في تاريخ تركيا بعد مجزرة سروج التي وقعت قبل ثلاثة اشهر واستهدفت ايضاً طلاب وشباب من الديمقراطيين واليساريين الاكراد والاتراك كانوا متوجهين الى مدينة كوباني لتقديم المساعدة ومد يد العون لاهالي كوباني حيث قام انتحاري بتفجير نفسه بينهم اثناء المؤتمر الصحفي ادى الى مقتل 33 شخصاً، وتأتي هذه المجزرة بعد اشهر من الحرب ومقتل المئات من قوى الشرطة والجيش ومقتل مئات المدنيين من الاكراد، وقال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي المعارض صلاح الدين دميرتاش بعد وقوع تلك المجزرة إن أعضاء  من حزبه استهدفوا بشكل خاص في الانفجارين أثناء التجمع الحاشد بوسط العاصمة أنقرة وحذر من أن عدد القتلى قد يرتفع لأن كثيرين من المصابين اصيبوا بجروح خطيرة وحالتهم حرجة، وادان المجزرة ووصفهما "بالهجوم البربري" إن ما حدث "مذبحة كبيرة" ونشر على موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت وتويتر:"هؤلاء الذين يريدون السلام، يجري قتلهم" في الوقت الذي اعلن فيه وقف جميع النشاطات والبرامج الانتخابية واكد استمراره بالسلام والديمقراطية واعتبرها اهم من الانتخابات وقال الحزب في بيان له "بمجرد بدء المسيرة حوالي الساعة 10.04 صباحاً وقع انفجاران وسط موكب أعضاء الحزب ولهذا السبب نعتقد أن الهدف الرئيسي من الهجوم كان حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي.

وقد صرح العديد من زعماء العالم ونددوا بتلك المجزرة ووصفوها بالجبانة في الوقت الذي اعلن فيه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الحداد لمدة ثلاثة ايام وضرورة كشف الجناة ومعاقبتهم.

حزب العمال الكوردستاني يوقف نشاطاته العسكرية في تركيا

تأتي هذه المجزرة كجواب ورد على اعلان حزب العمال الكوردستاني وقف جميع النشاطات العسكرية مع الاحتفاظ بحق الرد اذا ما تعرضت وحداتهم للهجوم وجاء في بيان لمنظمة المجتمع الديمقراطي هذه الهيئة التي تشرف على جميع منظمات حزب العمال الكوردستاني الذي يأخذ من جبال قنديل كمقر له " بتعليق أنشطتهم قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية التركية والتي ستجري في بداية الشهر القادم وجاء في البيان: "استجابة للنداءات التي أتت من تركيا والخارج، فإن حركتنا أعلنت وقف نشاط مجموعاتنا المقاتلة لفترة، إلا إذا تعرض مقاتلونا وقواتنا لهجمات "

وجاء في الإعلان، الذي نشر على موقع الهيئة الإلكتروني: "خلال هذه الفترة لن تنفذ قواتنا عملياتها المقررة، ولن تقوم بأي نشاط باستثناء الأنشطة التي ترمي إلى حماية مواقعها الحالية، ولن تتخذ أي خطوة تمنع تنظيم انتخابات نزيهة وعادلة في المناطق الكوردية"

 وكان قد اعلن القيادي المشترك لحزب العمال الكردستاني جميل بايك، عن "مبادرة" لمساعدة حزب الشعوب الديمقراطي (الموالي للأكراد) قبل الانتخابات التشريعية المبكرة في حديث له لوكالة فرانس برس وقال بايك "إننا مستعدون لوقف إطلاق النار الآن، ومن الضروري مساعدة حزب الشعوب الديمقراطي .

يأتي هذا في الوقت الذي تجري في العديد من المدن الكوردية إعلان الادارة الذاتية وحماية المناطق التي يسيطر عليها الاكراد من هجمات عناصر الجيش والشرطة التركية ومنها سلوب وجزيرة بوطان اللتين تعانيان من حصار و منع للتجوال فرضه قوات الجيش التركي اثر انتفاضة لاهالي تلك المدن ورفضهم حكم الاتراك واعلان ادارتهم الذاتية الديمقراطية، والتي ادت الى اغلاق معبر ابراهيم الخليل الحدود مع اقليم كوردستان العراق وتوسعت دائرة الرفض واعلان الادارة الذاتية الى العديد من المناطق الاخرى حتى نصيبين و شمدنلي ولجة وفارقين وآمد والعديد من المدن الاخرى وسط اغلاق للطرق ومظاهرات تطالب الاتراك بالكف عن هجمتها الوحشية على الاكراد وضرورة العودة الى رشدها واعلان وقف اطلاق النار وبدأ مفاوضات السلام مجدداً ومعتصاعد حدة الهجمات التي شنها مقاتلي حزب العمال الكوردستاني على قوى الامن والجندرمة والشرطة التركية ووقف اطلاق النار من الجانب الكوردي تبقى فيها الانتخابات القادمة ونتائجها هي الحكم هل اكتسب حزب العدالة والتنمية وجنى محصول ما قام به من نسف لعملية السلام والبدء بالحرب في سبيل تحقيق مكاسب سياسية واصوات الجماهير ام سيبقى خاسراً ويفقد اكثر من قدرته وقواه البشرية ومقاعده النيابية جراء ما اقترفه من سياسات ادت الى الحرب وفقدان الامان في تركيا.

 

 

التآخي