Share |

وجوه حائرة في رواية "سرى كانيه – الحب والحرب"

عن دار(AVA) للنشر والتوزيع، صدرت رواية «سرى كانيه- الحب والحرب» للكاتب السوري عبد المجيد خلف وتقع في 155 صفحة من القطع المتوسط. سرى كانيه، هي الاسم الكردي لمدينة رأس العين، وهي حكاية الحب والحرب، حكاية مدينة ماتت قبل أن ترى النور، وقبل أن تتمكن من تحذير أبنائها وحثهم على الرحيل، كي لا يقعوا بين براثن آلة الموت التي نهلت من معين دمائهم في ما بعد. وعاشقان يحاولان أن يعيدا لروحيهما الابتسامة التي فقداها في هذه الحرب، ويرسما بريشة الأمل شمس غدٍ لم ينجلِ بعد في مدينة (سرى كانيه).

وجوه أبنائها حائرة، أمام امتحان الحياة الأصعب، هي لعبة الوجود واللاوجود، ونحن في حيرة من أمرنا، هل سنعرف إتقان تلك اللعبة أم لا؟

ظروف غامضة جديدة طرأت على حياة أهلها، لم يعرفوا ماذا سيفعلون حيالها، وكيف سيتصرفون، ليعيشوا في تناقضات كبيرة لا نهاية لها، ولدت في داخلهم؛ بسبب الأوضاع التي ألمت بهم، وحكمت وجودهم ومصائرهم بها، فلا استطاعوا أن يغيروا أقدارهم التي وضعتهم في مواجهة صعبة مع امتحان الحياة. لتبدأ محاولات الخلاص مع ذلك من كل ما يعتريهم حيالها، وليتهم يستطيعون ذلك، لأنهم محكومون بالألم، ويبدو أن تاريخ البشرية ليس إلا تاريخ الحرب والعدوان والدمار والكراهية! فلعنة الحرب لا تكفّ عن مطاردتهم، وآلتها المدمرة تحاول أن تحصد ما تبقى من أرواح من تبقى في المدينة التي طاف الرحيل في شوارعها، وباتت الأرواح تبحث عن خيط دخان في الأفق، وعن بارقة أمل للخلاص، ليدركوا أن الخلاص وهم، وحلم جميل يرتدي ثيابه البيضاء، ويلوح لهم في السماء كسراب بعيد، دون أن يتمكنوا من بلوغه، والإحاطة به.

القدس العربي