Share |

وفاة الشيخ حمدي بن عبدالمجيد الكردي السلفي

الراحل يدون ملاحظة على مخطوطته مذكراتي
الراحل يدون ملاحظة على مخطوطته مذكراتي

 

 

 

توفي يوم الخميس 4 تشرين الاول 2012  العالم الشيخ حمدي بن عبد المجيد السلفي، محقق التراث المعروف، إثر مرض ألم به في الآونه الاخيرة واجريت له عملية جراحية في لبنان اثر ذلك ، ولكنه توفي في مستشفى آزادي بدهوك ووارى الثرى في مقبرة قضاء سرسنك  مدينته التي طالما احبها ولم يفارقها في الفترة الاخيرة  .

المرحوم من مواليد قرية المصطفاوية بمنطقة ديريك ( سوريا) عام  1931م وهو الوحيد لوالديه ويعود باصوله  الى قرية (ئةنكه سوور) القريبة من (وان) في كردستان تركيا .

دخل المدرسة الابتدائية في قريته بعد ان افتتح اول مدرسة حكومية في منطقته  سنة 1940-1941، لكنه ترك المدرسة الحكومية ، وتوجه الى مدينة عامودا طلبا للعلم واقبل على طلب العلوم الدينية والشرعية  فدرس على يد الشيخ (ملا أحمد رمضان)  (الفقه والدين - النحو والصرف ) . والتقى بعدة مشايخ في عامودا والقرى المجاورة لها    ومنهم ( الشيخ فتح الله  والشيخ عبدالعزيز  والشيخ عبدالعليم  ).

وبعد ذلك درس عند شيخه ومجيزه الشيخ إسماعيل إلياس في قرية كؤم سوور وكان عالما كبيراً ونال الإجازة العلمية  في سنة 1954 وانتقل بعد ذلك الى قرية (سي كركا ميرو) وأصبح اماماً وخطيباً فيه .

وفي اواخر الخمسينيات من القرن الماضي ، انتقل الى منطقة كردستان العراق وهو اول من شكل تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في منطقة زمار وربيعة .

وهو احد المشاركين في ثورة ايلول المباركة عام 1961 الى جانب الزعيم الخالد الملا مصطفى البارزاني ، والذي كان يحظى بأمانة وصدق لديه ويكنه كل احترام وتقدير وكرم حسب ما تحدث عنه رفاقه البيشمركا القدامى .

 والشيخ الجليل كان طالب للعلم والمعرفة ولا يكاد يمر يوماً عليه دون قراءة ، وكان رحمه الله من محبي جمع واقتناء الكتب الثمينة والنادرة ويهوى السفر والترحال في سبيل العلم ، وكثيراً ما جاب الطرقات واجتاز آلاف الاميال في سبيل الحصول على كتاب او مخطوطات اسلامية نادرة ، واصبح بيته في مدينة سرسنك الواعدة والجميلة ، محطة للقراء ولباحثي العالم والمعرفة حيث خصص طابقاً كاملاً من بيته الكبير ، للكتب وجمع فيها عشرات الآلاف من المطبوعات والعناوين المهمة من الكتب القديمة والحديثة، بحيث اصبحت كتبه ارشيفاً وطنياً واسلامياً كبيراً وجهود المرحوم في إخراج الكتب الضخمة والنادرة معروف وشهور به مدى حرصه وحبه للحفاظ عليها ، وهو صاحب  وخرج المعجم الطبراني الكبير، ومسند الشاميين، ومسند الشهاب، وغيرها من الكتب التي كانت في عداد المفقودات واستفاد منها الناس والمسلمين، وكان قد انهى كتاب ( مذكراته الشخصية ) ولكنه لم يجدها ترى النور وافته المنية قبل ذلك حيث من المزمع طبعها من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية في دهوك  .

وللشيخ الجليل المئات من  المقالات القديمة كان قد نشرها في مجلة التمدن الإسلامي رحمه الله ، والمجلات والجرائد الكردية ، وحاضر والقى الدروس في العديد من الاماكن ،  وهو من اوائل الصحفيين المنتسبين الى نقابة صحفيي كردستان فرع دهوك وكرم هذا العام اثر ذلك .

الشيخ حمدي السلفي الوقور صاحب اللحية البيضاء الكثة كان عالماً فضيلاً و ذكياً ورعاً وتقياً كادحاً ومحباً للخير . رحمه الله وجعل مثواه الجنة وانا لله وانا اليه لراجعون .

 

هوزان أمين – دهوك -التآخي