Share |

وفاة منارة التحرر في العالم نيلسون مانديلا... هوزان أمين

اعلن الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما أن زعيم حركة التحرر ضد التمييز العنصري ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون روليها لاهالا مانديلا قد توفي مساء أمس الخميس 5/12/2013 عن عمر ناهز 95 عاما بعد صراع طويل مع المرض.

وقال زوما في خطاب متلفز للجماهير في جنوب إفريقيا والعالم أن الوفاة حدثت في الثامنة و 50 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي، وأن مانديلا كان محاطا بأفراد عائلته وقت الوفاة.

وقد كان صدى رحيل نيلسون مانديلا مدوياً في العالم، حيث ترك وفاته اثراً كبيراً في نفوس كبار رؤساء دول العالم وجميع الشعوب في العالم، حيث لم يحظ أي رئيس دولة أو مقاوم سياسي أو حائز على جائزة نوبل أو سجين رأي بمثل هذا الكم من تحيات الاحترام والتعبير عن الحزن من كل أنحاء العالم، حيث اشاد فيه الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون، والرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، ولا زالت ردود الفعل تتوالى على رحيل تلك الشخصية الاستثنائية وشخصية القرن مانديلا.

 وقد نعى السيد  نيچيرڤان بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان عبر بيان صدر يوم الجمعة جاء فيه " بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل نيلسون مانديلا، كان مانديلا رمزاً للنضال من أجل كرامة الإنسانية والمساواة والعدالة،  فقد العالم اليوم رئيس سياسي كبير، رئيس كانت الحرية والديمقراطية لديه مهمتان وأمضى في سبيلها حياته في السجون.

 نيلسون مانديلا من مواليد 18 يوليه 1918 في منطقة ترانسكاي في أفريقيا الجنوبية، لأب كان من زعماء قبائل جنوب إفريقيا، ودرس القانون قبل أن ينخرط في الكفاح ضد سيطرة الأقلية ذات الأصول الأوروبية على بلاده، و شغل منصب رئيس الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطنى الافريقى (الكونجرس) المناهض لنظام التفرقه العنصريه الذي عرف بـ " الابارتهيد"  Apartheid مما دفع بحكومة جنوب إفريقيا العنصرية في عام 1962 لسجنه لمدة 27 سنة.  

سجن مانديلا في جزيرة روبن التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالطائرة، فقط كان يسمح لـ أقربائه بزيارته كل ستة أشهر رغم تكاليف الطائرة المرتفعة، وصل به الحد الى انه لم يرى احد من اقربائه طوال سنتين، وحاولوت الحكومة مساومته كثيراً بأن يطلقوا سراحه  بشرط أن يتخلى عن نشاطه وافكاره المناوئة للعنصرية فـرفض؟

 أفرج عن المناضل الإفريقي بضغوط دولية عام 1990 ليصبح بعد أربع سنوات أول رئيس أسود لبلاده خلال الفترة من 1994 - 1999. وكان قد حصل عام 1993 على جائزة نوبل للسلام تقاسمها مع آخر رئيس في نظام التمييز العنصري فريدريك دو كليرك، وذلك لإتمامهما بنجاح المفاوضات من أجل إرساء الديموقراطية.

وعلى الرغم من انسحابه من الحياة العامة منذ عام 2004، إلا أن مانديلا ظل من الشخصيات المحببة في بلاده والعالم بعد نجاحه في تفادي اندلاع أعمال عنف عرقية خلال عملية نقل السلطة بين نظام الفصل والنظام الديموقراطي في عام 1994.

لقد كان رجلاً أثبت للعالم أجمع أن التسامح الحقيقي يمنح صاحبه مقدرة استثنائية على السمو والترفع فوق الآلام والعذابات، كما أثبت أن الحقد والكراهية هي من أبشع الانفعالات والمشاعر المكروهة والتي ينبغي أن يتحرر الانسان منه، فقد كان نلسون مانديلا جوهرة القارة السمراء، ومناره التحرر للشعوب المضطهدة في العالم وأيقونة الإنسانية المعاصرة.

فقد رسخ ذلك الرجل العظيم قيم ومبادئ عاليه في حياته ورحيله، فتحية احترام وتقدير له ولشجاعته ونضاله ومؤازرته للشعوب المضطهدة والمناضلة في سبيل تحررها، وما كانت وقفته مع نضال الشعب الكوردي ورفضه تسلم جائزة بإسم ( جائزة اتاتورك للسلام ) عام 1992 منحتها له الدولة التركية،مشيراَ الى الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة التركية بحق الشعب الكوردي هناك،وقال بالحرف( لا استطيع قبلول هذه الجائزة، ضعوا انفسكم محل الكورد، حينها ستعلمون سبب رفضي لهذه الجائزة)هذا يدل على مواقفه النبيله اتجاه الشعوب والمضهدة، ويذكر انه نال خلال حياته اكثر من 250 جائزة دولية تقديراً واحتراماً لنضاله .

فقد كات شخصية مانديلا قوية ومبدئية ومؤمنه بحقوق امته، وصلبا متمسكاً بحقوق امته ولا يساوم عليها مهما بلغت التضحيات، وظل متمسكاً بتلك الحقوق طوال مسيرته النضالية، هذا ما جعل منه رمزاً لنضال شعوب جنوب أفريقيا على اختلاف أعراقهم ومحلاً لإجماعهم.

فقدت البشرية احد كبار شخصياتها، وفقدانه خسارة للعالم اجمع، والعالم اجمع حزين عليه اليوم،وشكل وفاته موجة ردود فعل في أنحاء العالم اجمع فألف تحية إلى تلك الشخصية الاستثنائية.

من اقواله المأثورة :

-          لا يوجد شيء مثل العودة إلى المكان…الذي يبقى بدون تغيير لتجد فيه ما عدلته بنفسك.

-          ان الانسان الحر كلما صعد جبلاً عظيماً وجد من ورائه جبالاً أخرى يصعدها.

-          الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حراً.

-          الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم ، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة.

-          إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها.

 

التآخي