Share |

الشاعر والفنان الكوردي نزار يوسف (أشعاري مثل طيف قوس قزح كثير الألوان ومتشعب المواضيع)

حاوره: هوزان أمين

شاعر وفنان في الآن معاً يتحلى بصوت وحس جميل، يكتب القصائد ويلحنها بالاضافة كما انه عازف ماهر. انه الشاعر نزار يوسف المولود في قرية به روج (قره جوخ) التابع لمنطقة ديركا حمكو في روزآفا كوردستان، ترعرع في بيئة فولكلورية محافظة على التراث والغناء الكوردي الاصيل المعروف بالكوجرات وتأثر بها منذ صغره كبر وكبرت معه مواهبه الفنية حيث تعلم العزف والغناء و كتابة كلمات الاغاني.

تأثر بالكثير من الفنانين الفولكلوريين ولا سيما بفولكلور منطقة بوطان الغني. كما تأثر بالشعر الكوردي الكلاسيكي، يكتب الشعر الموزون لحاجة اللحن إليه حسب وصفه. ولكنه خلق اسلوباً خاصاً به حيث يمزج القديم بالحديث ويكتب الشعر بأسلوب حديث ليتيح له التعبير عن ما يراوده من احاسيس بشكل افضل. صدر له في الآونه الاخيرة ديوانان شعريان باللغة الكوردية في مدينة هه ولير بهذه المناسبة ولاجل معرفته اكثر اجرت معه جريدة التآخي الحوار التالي.

-          الشاعر نزار يوسف أهلا بك، حبذا لو تحدثنا عن بداياتك، اين ومتى بدأت بالفن والشعر؟

 

-          نعم لي تجربة طويلة مع الفن وتعود بداياتي الفنية الى المراحل الدراسية الاولى، فقد بدأت بالرسم وكنت شغوفاً به وازداد حبي وممارستي لها يوم بعد آخر، رسمت الكثير من اللوحات كما شاركت في العديد من المعارض المدرسية. و ما زلت أرسم و لكن بشكل قليل.

اما بالنسبة للغناء والشعر فاني اراهما توأمان ينبعان من اللاشعور نتيجة المكتسبات و المؤثرات و ما اختزنه الذات من البيئة المحيطة ويخرجان مع الومضة الاولى بفضل جهد وعمل وبهندسة من قبل الشاعر او الفنان مع  التكوين المجاذي ليبني صور فنية جميلة.

لذلك دفعني فن الرسم الى آفاق الغناء و التأثر بالكلمة المفيدة و الجملة الجميلة، اضافة الى غِناء البيئة البوطانية المحيطة بثروتها التراثية و الفلكلورية. سهرات الليالي و الغناء الشعبي والمطربين المحليين بآلاتهم الموسيقية زرعوا الموهبة بداخلي واثروا على كياني. وهكذا ارتبطت بآلة الطنبور (ساز) والغناء وزاد لهفتي بها الفنان الكبير محمد شيخو، سعيد يوسف و ارام تيكران... وآخرين. مما جعلني ابحث عن الكلمة الموزونة و المعبرة حيث كنت الوحيد بين مجموعة من الاصدقاء بإمكاني العزف و الغناء بينما الآخرين كانوا يدونون القصائد، وكنا جميعاً نحسب انفسنا تلاميذ في مدرسة الشاعر الكبير جكرخوين وقدم لي الكثير من القصائد حيث قمت بتلحينها وغنائها، مما كون لدي أرضية لكتابة الشعر ايضاً وهذا ما كنت اصبوا اليه وهكذا وصلت الى مبتغاي وتطورت الامور ووصلت الى ما انا اليه اليوم.

 

-          هل نستطيع القول ان الفولكلور واغاني الملاحم الكوردية كان لها الاثر البليغ في تكوينك الفني؟

 

-          بكل تأكيد كما قلت ان المجتمع بجميع جوانبها و ما يحمل في ثناياها و خاصة الجميلة منها لها تاثير فعال على تلك الموهبة و مما لا شك فيه ان أي انسان منا ابن بيئته يؤثر و يتأثر بها. أما صاحب الموهبة برهافة حسه و رقة نفسه يتفاعل مع كل ما هو جميل و معبر. كما يدرك بحدسه قبل الاخرين.

 

-          هل ترى انه من الضروري على كل فنان التمسك والمحافظة على تراثه وفولكلوره. وهذا ما يجعله ناجحاً حسب رأيك؟

 

-          التراث و الفولكلور نتاج و ابداع و ثمرة لمرحلة تاريخية معينة، ونتيجة العمل و الحاجة عبروا و ابدعوا لازمنتهم بشتى الوسائل و الطرق. لهذا فإن لكل مرحلة تاريخية طبقاتها الاجتماعية ومدارسها الفنية و الادبية، لها افرازاتها و افراحها و مآسيها و بطولاتها، يبدعون حسب متطلبات حياتهم. من هنا ليس بالضرورة التمسك والارتباط بالتراث واعادة ما هو بالي وغير صالح للواقع و البكاء على امجاد الماضي، علينا التعبير و مخاطبة الواقع بالأدب والفن حسب متطلبات الحياة المعاصرة و الواقع المعاش وان نكون ممثلين عن هذه المرحلة التاريخية وبنائها وتوجيهها بابداعاتنا لنكون مثالاَ للمستقبل. وهذه مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الفنان و الشاعر و الكاتب.

 

-          انت تكتب كلمات الاغاني وتلحنها وتغنيها، هل اعطيت من كلماتك والحانك لفنانين آخرين؟

 

-          نعم بكل تأكيد منذ البدايات سلكت اتجاه التأليف و التلحين و الغناء لذا لم اسعى بأن اكون عازفاً ماهراً فحسب. فقد كتبت الكثير من كلمات الاغاني ولحنتها، وغنى من كلماتي والحاني الكثيرين من الفنانين المعروفين ومنهم خليل غمكين مع الشهيدة مزكين سنة 1986، جومرد ، محمد بركو (بيوان) ، الفنان كاني نار ، روزلين بستان ، الفنان فرحان شرو ، علي كافان و فرقة جودي و فرقة نيركز و غيرهم.

 

-          وهل صورت فيديو كليبات ؟

 

-          نعم لدي ثلاث كليبات غنائية ونحن بصدد تصوير كليب آخر و هناك الكثير من المشاريع الفنية الاخرى.

 

-          صدر لك في الآونة الاخيرة ديوانان شعريان، حبذا لو تحدثنا عنهما؟

 

-          صدر لي أول ديوان شعري سنة 2008 بعنوان ( ريوي يى خه ونا افسوني )و منذ ذلك الحين و نتيجة لظروف خاصة لم اتمكن من طبع اي كتاب، ولكني لم اتوقف عن كتابة الشعر بالرغم من بعض الصعوبات فقد كنت مستمرا في ذاك، الى حين سنحت الظروف المناسبة في هذا العام وطبعت ديوانين في مطبعة كوردستان بعاصمة اقليم كوردستان العراق هه ولير.

الاول بعنوان ( كه ده را من ) كتب مقدمتها الاستاذ خليل مصطفى ( به ناف) تحتوي على 49  قصيدة.

اما الثاني( كيفه راتا  بايتختا  كور) كتب مقدمتها الاستاذ كوني رش وتحتوي على 53 قصيدة.

 

-          ما الرسائل التي توجهها عبر قصائدك وعن من ! وماذا تكتب؟

 

-          طبعا عن الانسان و الانسانية وهما الاهداف السامية لنا، ونسعى لمخاطبتهما و خدمتهما أدبياً و جمالياً نحو ما هو افضل  وأرقى. 

واتناول مواضيع مختلفة و متنوعة في اشعاري فعن الحب وعشق الوطن و المآسي وويلات الحروب و شجاعة و بطولات المقاتلين الكورد و المواضيع الاجتماعية و الغربة و العتاب و الأم فأشعاري مثل طيف قوس قزح كثير الألوان ومتشعب المواضيع.

 

-          هل ترى ان تأثير الغربة والهجرة عن الوطن له تأثير ايجابي على شخصيتك الادبية والفنية؟

 

-          أرى ان تأثير هذه المسائل تبقى نسبية، فمن ناحية تلعب دور سلبي على كياننا الشخصي من الألم و مخاض الغربة و التفكير بالواقع البعيد و ما حل بالإنسان و خاصة الاهل و الديار، و من الناحية الاخرى تفتح المجال امام  البحث و الدفع بمسوؤلية نحو تكوين الذات و بناء ما هو جديد ادبياً و فنياً. من هنا يمكن للمادة  الفنية و الادبية ان تلعب دورها في التعبير عن الجانبين او الحالتين.

 

-          كلمة اخيرة تحب ان توجهها في ختام هذا الحوار؟

 

-          علينا ادراك وظيفتنا ومسؤوليتنا الادبية والفنية في المجتمع، بقدر ما نتأثر علينا ان نكون مؤثرين أيضاً، لآداء هذه  الرسالة علينا التوجيه نحو ما هو اسما ليس الهرولة او المشي خلف القافلة. كما أقدم شكري الخاص لجريدة التآخي على اتاحتها هذه الفرصة لنا واتمنى لها النجاح و التقدم دوماً.

 

جريدة التآخي-تاريخ النشر: الثلاثاء 15-11-2016