Share |

جان دوست يعيد الحياة الى القصيدة الكلاسيكية عبر -ديوان جان

 غلاف ديوان جان

 

إعداد : هوزان أمين  -  ديوان جان(Dîwana Jan) ويمكننا ترجمته بديوان الألم أيضاً لأن من معاني اسم الشاعر جان دوست هو الألم أيضاً، كتبه الشاعر بين عامي 1987 و1995 هو قطعة أثرية يتركها لنا جان دوست لنتمعّنَ فيها ونجولَ رحابها ونتذوّقَ القصيدة بطعمها الحقيقي الأصيل حسب رأي البعض ، وهو النتاج الشعري الثالث من حيث الترتيب من سلسلة نتاجات جان الشعرية ،

حيث سبق وأنْ نشر ديوان ( أغنية لعيني كردستان) في عام 1993 وكانت خاتمة اهتماماته الشعرية , وعزوفه عن الشعر واتجاهه نحو الترجمة والأبحاث في الأدب الكردي الكلاسيكي , كما نشر  قبل ديوانه المذكور عام 1991 قلعة دم دم(Kela Dimdimê ) الذي كُتِبَ بأسلوب شعري قريب إلى النفس الملحمي وأصدرت منها ثلاث طبعات في كل من ألمانيا و اسطنبول و دمشق.

يعتبر الكاتب والأديب والشاعر الكردي جان دوست من الكتاب الكرد المعروفين وله باع وتجربة طويلة في الكتابة الأدبية بجميع أجناسها.

بعد تركه الشعر، ومِنْ ثَمَّ ولوجه طريقَ الترجمة والبحث  نشر قرابة عشرة كتب ما بين قصائد و أبحاث مترجمة بـاللغتين العربية و الكردية ، إلى أنْ سلك طريقاً آخر حيث دخل محراب الرواية وكتب حتى الآنَ ثلاث روايات لا تقل شأناً بمضامينها وأسلوبها المميز عن أسلوب كبار الكتاب الكرد، (   Mijabad - 3Gav û 3darek – Mîrname)

نستطيع بهذا السرد القصير لمراحل حياة جان الأدبية تقسيم حياته الأدبية إلى أربع مراحل:

1-      التأثر بالأدب الكردي الكلاسيكي منذ نعومة أظافره وتأثير الجو الصوفي من حوله ، أدى به إلى كتابة القصيدة الكلاسيكية في بداياته.

2-      التأثر ولو مؤقتاً بالحداثة التي طرأت على الشعر جعله يتجه بذلك الاتجاه ، لعله لم يجد فيها ضالته , فتركها  سريعا ,  وتابع كتابة القصيدة الكلاسيكية إلى إشعار آخر.

3-      سلوك دروب الترجمة والبحث في كنوز القصيدة الكلاسيكية والولوج إلى أغوار معاني التصوف في قصائد ملايي جزيري والخاني وفقي طيران...الخ) وشرحها وترجمتها الى اللغة العربية وكذلك ترجمة  روائع أدبية عربية إلى اللغة الكردية.

4-      الوصول الى نهاية المطاف ، والانجذاب إلى حقل الرواية , كونها أرقى أجناس الأدب , وأصعبها وفقَ تصور البعض.

توصلت الى هذه الحقائق حول شخصية جان دوست من خلال المقدمة التي كتبها بنفسه في بداية ديوانه ( ديوان الألم) حيث يؤكد  أنه لم يكن يخطر على باله أنْ يعودَ يوماً ويمسحَ الغبارَ عن تلك القصائد التي بلغ عمرُ بعضها أكثرَ من ثلاثين عاماُ ويجمعها في ديوان مطبوع.

في الوقت الذي تراجع فيه جمهورُ وشعبية الشعر الكردي الكلاسيكي يوماً بعد يوم يصبح كما السلعة الفاقدة للصلاحية والتأثير وازدياد الهوّة بين أنصار الفريقين ، القلة القليلة المحافظة والمتمسكة بالتقاليد الشعرية القديمة ، واعتبار القصيدة الكلاسيكية  روح الشعر وقلبه النابض حيث يعتمد على التشكيل والتفعيلة وعمود الشعر ويتبع قواعد وأصول معينة تبني عليها أبياتُ تعطي معانيَ جميلة وتخلق ابداعاً قلَّ نظيرُه، ووصل الحد بهم إلى الرفض المطلق للحداثة حتى الوصول  حدَّ السخرية منها ونعتها بالهابطة والأعجمية وعدم فقه أصحابها اللغة.

لا بدَّ لنا من إفصاح الرأي الآخر أيضاً بالرغم من أنني لا أريد الدخول من خلال هذه المقالة في تفاصيل تلك المدارس والآراء والخروج عن مضمونها ، ولا أريدُ الدخول في تفاصيلها أكثر إلا أني رأيتُ من الواجب توضيح الرأيين دون انحياز إلى أيّ منها.

إلا أنّ هدفي الأول والأساسي هو تعريف القارئ بهذا الديوان  والأسباب والدوافع من وراء نشرها والأجواء المحيطة بكاتبها وبعض سماته الاساسية.

في حين يذهب البعض من الحداثويين  إلى وصف الشعراء التقليديين وإطلاق أحكام اعتباطية عليهم ولا ينقدونهم وفق أصول منهجية صحيحة ويصفون أشعارهم بالبالية والقديمة والساذجة وقليلة المعنى وبأنّ لغتهم سطحية ويتسم شعرهم  بالفراغ والجمود ، وبأنهم لم يعودوا قادرين على ربط الشعر بعصره لأنهم لا يفهمون لغة هذا العصر وقصائدهم متحجرة ، وأن نجمهم قد أفلَ ، وزمانهم قد انتهى. 

حسب رأيي الشخصي كل شيء قابل للتطور والبقاء كما هو يعني الفناء ، لعل التطور الذي طرأ على القصيدة والتحديث الذي طرأ عليها ببساطة هي إضافة الابتكار والإبداع الحديث على الأصل القديم ، يعني التطور بشكل يتلاءَم مع العصر ومقوماته واضفاء صفة جديدة  على المعاني والمدلولات التي تجعلها يتلاءم مع روح العصر ، يضاهي التحول والتقدم الذي يجري على قدم وساق في جميع الميادين التكنولوجية  والعلمية ، والأدبية أيضاً كونه ينبع من روح وثقافة المجتمع ، لأنّ المجتمعَ متحولٌ دائماً نحو الأفضل والتغيير.

مهما يكن ومهما يفعل أصحاب الرؤى والنظريات ستبقى القصيدة التقليدية  جميلة في وقتها ومبدعة بتراكيبها الشعرية , وبالتالي لن يستطيعوا  القضاء عليها نهائياً  و تقليص مساحة  وتحديد دورها الفكري والروحي، وتأثيرها على الفرد والمجتمع في حين يغدوا الشعر الحديث  ايضاً جميلاً معبراً اذا استطاع الشاعر فقه اصولها وخلق اجوائها وعرف كيف يوظف الكلمة في مكانها ويخلق ابداعاً لا يقل عن الشعر الكلاسيكي.

تعريف عام عن الديوان:

-           ديوان الألم(Dîwana Jan) كتبه الكاتب والروائي الكردي جان دوست بين عامي 1987 و1995.

-           يحمل الرقم 34 من سلسلة منشورات مؤسسة سما للثقافة والفنون في دبي.

-           إخراج وإشراف : هوزان أمين.

-           تصميم صورة الغلاف  : الفنان مجو كندش.

-           يضم الديوان 13 لوحة (موتيف) موزعة بين صفحات الديوان  للفنان التشكيلي رشاد يوسف يزدان بها الديوان ويعطيها رونقاً وجمالاً أكثر.

-  وقد كتب الشاعر  بنفسه مقدمة الديوان تحدّثَ فيها عن بداياته ودراسته وتعلمه اصول الدين كونه خلق في وسط عائلة كردية وطنية محافظة ،وعن نشأته الأدبية وتعلقه بالقصيدة الكلاسيكية والشعراء الذين تأثر بهم وكذلك عن أثر عائلته في تكوينه الشعري. كما تحدث عن مسيرته الأدبية منذ نعومة أظفاره وإلى حين تحوله إلى كتابة الرواية , وتركه لساحة القصيدة والمراحل والمحطات التي تركت الأثرَ البالغ في مسيرته الأدبية ، لذلكَ فديوانُه يستحق الإمعان فيه والبحث عنه وقراءته.

-  يضم هذا الديوان بين طياته العشرات من القصائد الكلاسيكية والرباعيات ، تبلغ صفحات الديوان مائة وخمسين صفحة من القطع الصغير تتوزع عليها قصائد ذاتية وجدانية وقومية وطنية وقصائد غزلية وأحياناً كثيرة أبياتٌ فريدة يتيمة تشكّلُ خروجاً عن مألوف دواوين الشعر الكلاسيكي الكردية.

- تهدف مؤسسة سما الثقافية من وراء نشر ديوان الألم  إلى لفت الأنظار والانتباه  إلى أهمية الشعر الكلاسيكي واعتباره فناً أصيلاً من فنون الشعر الكردي وسيبقى بنيان الشعر الكردي الأصيل والحي ,وستبقى تستحسنُها  الألسن ويستسيغها الذوق ويحفظها المجتمع إلى الأبد مهما علتْ وامتدتْ قامة الشعر الكردي الحديث لن تفقد القصيدة الكلاسيكية لمعانها وجودتها  .

لمحة مختصرة عن حياة جان دوست:

 ولد في مدينة  عين العرب (كوباني) شمال سوريا في 12 آذار من عام 1965 ، أصدر العديد من كتب البحث والترجمة والدواوين الشعرية والروايات، حيث نال عام 1993 الجائزة الأولى في القصة القصيرة الكردية في سورية عن قصته حلم محترق( Xewna şewitî  )التي تحولت إلى مسرحية عرضت في بعض المناطق في تركيا. كما تحولت قصته حفنة تراب(Mistek Ax)وهي مكتوبة باللغة الكردية وتتحدث عن مشكلة الاغتراب الجغرافي، إلى فيلم سينمائي قصير.

يحمل الجنسية الألمانية , ويعيش في ألمانيا  منذ العام 2000

أهم كتبه المطبوعة:

الدواوين:

-1  أغنية لعيني كردستان1994

-2 قلعة دمدمKela Dimdimê. الطبعة الأولى ألمانيا- بون 1991. الطبعة الثانية اسطنبول 1991. الطبعة الثالثة دمشق 1995

3 - ديوان جان. شعر. مؤسسة سماكرد. دبي. 2010

 الترجمات:

-4         الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافيا كردستان. أربيل 2002

-5         مم وزين. دمشق 1995. بيروت1998.دهوك 2006. دمشق 2008 الطبعة الرابعة

-6         بدائع اللغة، قاموس لغوي. دمشق 1998

-7         أنشودة المطر. مختارات من شعر السياب. ترجمة إلى اللغة الكردية. اسطنبول 1999

-8         مهاباد إلى اولمبياد الله. قصيدة سليم بركات مترجمة إلى اللغة الكردية. اسطنبول 1996

-9         شعر وشعراء. مختارات من الشعر الكردي القديم والمعاصر. 1991 دمشق

-10       مم وزين باللغة الكردية المعاصرة. آفستا. اسطنبول 2008

الروايات:

Mijabad -11بالكردية. ديار بكر. 2003. الترجمة التركية ٍSisli Şehir: أنقرة 2004

3Gav û 3darek -12بالكردية. اسطنبول. 2007 دارAvesta

Mîrname - 13بالكردية. أسطنبول. 2008 دارAvesta

وله قيد الطبع:

1-      رسالة في عادات الأكراد. ترجمة عربية لكتاب ملا محمود بايزيدي. يصدر عن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث.

2-      ترجمة رواية متاهة الجن. للكاتب حسن مته.  تصدر عن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث.

3-      ميرنامه- سيرة شاعر. ترجمة رواية ميرنامه إلى العربية. تصدر عن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث.

4-      كتاب عادات الأكراد باللغة الكردية. يصدر عن دار نوبهار للنشر  في اسطنبول.

5-      قاموس (كردستاني) قاموس كردي كردي. يصدر عن دار نوبهار للنشر. اسطنبول.

6-      مم وزين. شرح وتفسير باللغة الكردية. يصدر عن دار آفستا. اسطنبول.

 

هوزان أمين

02 أيار, 2010 02:16:00