Share |

رأيتُ الطائر… الوقتُ ليس فجراً… قصائد بقلم : عماد الدين موسى

 

رأيتُ الطائر

               - 1 -

ظلّ الطائرُ يعْبر الزقاقَ مترنّمًا؛

ترى؟

بماذا يفكّر القطُّ المتربّص؟!

 

               - 2 -

في بيتنا

ــــ الريفيِّ ربّما ــــ

أشجارٌ جمّةٌ

وما مِن طائر...

مُذ شجرةُ الكرزِ الوحيدةُ تيبّستْ.

 

               - 3 -

قُبيلَ الفجرِ بتغريدةٍ

رأيتُ الطائرَ يتسلّلُ

إلى العشِّ المجاورِ لعشّه.

 

               - 4 -

ناديتُ الفراشةَ الثملة

أنْ تكفَّ عن الرحيق،

ريثما تستردُّ أجنحتُها

عادةَ الزقزقة.

 

               - 5 -

إنّها تمطرُ في الربيع.

السماءُ الحنون!

 

               - 6 -

سأظلُّ يقظًا

ــــ وكذلك العصافيرُ ــــ

ما دامت تُجدِّدُ ألوانَها الحديقة.

 

               - 7 -

العصافيرُ في الصباح

ليست ذاتَها في المساء...

ثمّة أغصانٌ تتألّم

من شدّةِ الهُجران.

 

               - 8 -

الغصنُ ذاتُه

شديدُ الإزهار

هذه السنةَ أيضًا؛

الغصنُ

الذي

لمستِهِ بإصبعِكِ.

 

               - 9 -

في البيتِ

عددٌ كبيرٌ من التغريدات

وما من طائر.

المرأةُ في البيت المقابل

للتوّ

وضعتْ مولودَها.

 

               -  10-

هدوءٌ خفيفٌ يُجفّفُ أغصانَهُ

تحتَ جناحِ القمرِ الربيعيّ المُزهر.

أنينُ "مندولين" بعيدٍ

حنونٌ كنيْزك.

الأشجارُ الصامتةُ

شبيهاتُ المرأةِ الخرساء،

والغزلانُ العاشقةُ أيضًا.

في براري العزلة وحدها

يشتدُّ عزمُ الرماة.

****

الوقتُ ليس فجراً

  1

بينما تمرُّ الغيوم سريعةً

أقفُ على الناصيةِ

وقلبي في يدي، لا أرى سوى عربات الجندِ

- غير هادئة-

تنذر بساعةِ شؤمٍ،

الوقتُ ليسَ فجراً

لا

وما منْ شَفقٍ يلوحُ

كراية باهتة الألوان

فوقَ بناء مهجور،

أقفُ على الناصية

مسبل القلبِ واليدين

لكنَّ السماء

- المنخفضة أكثر مما ينبغي-

زرقاءَ

زرقاءَ.. كطائرْ.

 

2

طائرٌ ما

أخطأ الطريقَ

إلى هذهِ المدينة الميّتة،

المدينة

التي

تلفظ أبناءها

قبل أنفاسها،

بينما

الطائر يغرّد منفرداً

أنشودةً أخيرة.

 

3

أيّها الطفلُ النائمُ لتوّه

كنْ سعيداً كما ينبغي

كما ينبغي،

لا تدع ابتسامتكَ الساحرة

تنطفئ باكراً

كما لو هتاف،

كن طفلاً

كما ينبغي؛

فالحياة أشبه بعجلةِ

دراجتكَ الأماميّة،

الحياة

التي

كَكُرةِ ثلجٍ

تنتظر- بشغفٍ - لحظة زوالها.

****

عمادالدين موسى

شاعر وكاتب سوريّ. رئيس تحرير مجلة أبابيل. صدرتْ له الكتبُ التالية: طائر القصيدة يرفرف في دمي، حياتي زورقٌ مثقوب، كسماءٍ أخيرة، أن تتعطّر بقليلٍ من البارود.

 

موقع الآداب