Share |

قصيدتان بعنوان (خمسة أصابع) و (لحظات الاحتراق ) للشاعر الراحل صديق شرو: ترجمة : بدل رفو

المترجم بدل رفو مع الشاعر الراحل صديق شرو
المترجم بدل رفو مع الشاعر الراحل صديق شرو

 

خمسة أصابع

 

1 ـ ألأصبع ألأول( الذكرى)

 

مَن بوسعه أن يَخطف

 

كلمة (سلمت يا ذهب)

 

التي نقشها استاذي

 

في دفتر فؤادي؟

 

2 ـ ألأصبع الثاني (ألبُكاء)

 

لو استفاقت أشواقي

 

مَن بوسعه ان يُخمد ثورة قلبي

 

وان طبعت شامة اللا حياء

 

فوق جبيني بدون وعي

 

فأي سبيل لإزالتها ....؟

 

3ـ ألأصبع الثالث (التعود)

 

عودت نفسي على القراءة

 

كما عودتها على النهوض والجلوس

 

لكني لم اعودها

 

على رؤية الدموع في عيني...!

 

4 ـ ألأصبع الرابع ( الغروب)

 

في كل مساء

 

يعتصر قلبي

 

لأن الحقيقة تختنق

 

ويفتح دفتر ذكرياتي على مصراعيه...

 

5 ـ ألأصبع الخامس ( ليلة الخميس)

 

في ليلة الخميس

 

تتحرر الجميلات من الخوف بالمئات

 

وحينها يكشف النقاب

 

وفي الميدان أمام الجمع

 

مَن ألأسد ومن الثعلب.

*********

 

 

لحظات الاحتراق

 

ترجمة: بدل رفو

 

أيها الطائر النقار

 

تَمنَحُ العقود والمواثيقَ ليلا ً

 

وتَرجع كما كنت

 

مع تَلابيب النهار.

 

يا هالة القَمَر القرمزية…

 

يا مَن تَختَبئين تحت عباءة الليل

 

الآن! تسألين عن ماضٍ دموي

 

لتَغدي بدوية،

 

تَنصِب خَيمة همومها ومكابداتها

 

عند واحة قلبي.

 

ومن جديد…

 

تتحدثين كتلميذةٍ عن ألفباءِ

 

حبٍ بدائي، سطحي

 

الآن... أدركتِ أن تردّي على

 

خراباتِ قلبٍ

 

أدماهُ حب كلاسيكي

 

وأيّ شيء ظل عندي

 

كي تَأخذيه معك؟

 

أيام عديدة، أوقات طويلة

 

لحظات تُداس تحت قدميك.

 

أحببتِ أن تَستحيلي قصيدتي

 

كلماتي

 

ديوانٌ يقرؤُه الناس،

 

كي يُرددوا: هلا ّ سمعتم بها!

 

تمنحينني عشقاً ولطفاً

 

تبدين لي عذراء

 

كالطاووس

 

تختالين.

 

تهملين مَشاعري،

 

ترفضين حرارة اشتياقي،

 

وهيام سؤالي

 

بتجاعيدك الممزقة وعيناك الغائرتين

 

ووجه كئيب مغطى

 

بألوان مهرجان المكياج

 

تتباهين بذلك الزيف

 

ارحلي… ارحلي

 

وأخيراً أدركتُ مكائدكِ وألاعيبك

 

بِكم من أرقام الهواتف تتصلين؟

 

إذهبي…

 

فالصدر الذي جعلتيه

 

مَترعاً لتيسٍ كهل

 

أتعبه التِرحال البدوي،

 

استغله مرعى ومَلهاة

 

أنا أيضا أرفضهُ ولا أطيقهُ

 

هناك… في مروج "زوزان"

 

وربيع وطني

 

صبايا، براعم، بِكر

 

لم تدنسها الأيدي.

 

ذلك الجسد المُتَرَهِّلُ

 

المُتَواري خَلفَ الملابس

 

المزركشة،

 

شِباك وفخاخ ومصائد

 

جديرة بكِ…

 

أولئك الذين تُخادِعينهم

 

أوغادٌ مثلكِ، تُجار المشاعر

 

أنا أسدُ الغابةِ

 

حين تَلمَحينني،

 

تُقدمين جيدكِ قرباناً لي

 

وتَستَسلمين

 

فأنا الذي حين يجوع

 

يجد فريسته جاهزةً.

 

تيقني…

 

بأني لست من تلك الجوارح

 

التي تنهش بقايا

 

لحم العظام.

 

وإن صَممتُ على هَجركِ

 

فليس بوسعكِ

 

أن تُلملمي بقايا

 

ذكرياتكِ

 

مِن بين أنامل يدي،

 

تقدمينها لغيري

 

لميلاد هَم ٍ جَديد.

 

-------------------------

 

الشاعر صديق شرو: مواليد 1954/ قرية الشيخ حسن- كوردستان العراق

 

ـ خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية/ جامعة الموصل

 

ـ عمل سنوات طويلة مدرساً للغة العربية في دهوك

 

ـ عضو اتحاد الأدباء الكورد/ فرع دهوك

 

ـ عمل في هذه المجالات (الشعر، النقد، المقالة التربوية)

 

ـ عمل في إعلام مديرية تربية مدينة دهوك

  ودع الحياة يوم ١٤/٧/٢٠٢٠ بعد صراع طويل مع المرض