Share |

ما كان متوقعا قد حصل... آزر شويش

 

عدم أو قلة معرفة الواقع لهو مصيبة كبيرة في القدرة على مواجهة التحديات العظيمة وخاصة فيما يخص شعبا أو ثورة والحالة السورية مثال واضح على ذلك.

منذ بدء ثورة الحرية والكرامة في سورية, توقع الكثيرون من السوريين بمختلف انتمائاتهم الاثنية والمذهبية والطائفية بالسقوط السريع للنظام البعثي الأسدي في سوريا.

القراءة كانت خاطئة. ناسين ما فعله هذا الحكم طيلة الخمسة عقود من الزمن.

طيلة الخمسة عقود من عمر النظام, كان الخوف منه مسيطرا على الجميع أي البشر بما فيه حتى الحجر.

المعارضات بأجمعها كانت مفككة والواحدة منها كانت لا تثق بالأخرى.

النظام كان يحسب ليوم ينتفض الشعب في وجه, لذا جاهد وعمل بشتى الوسائل على تفكيك الوحدة الاجتماعية في المجتمع ونجح في ذلك بمهارة فائقة.

الشعب انتفض وسطر الملاحم البطولية لكن معارضات الداخل والخارج لم تكن على قدر المسؤولية التنظيمية والتاريخية الملقاة على عواتقهما.

المصيبة الكبرى تكمن في عقلية وذهنية البعض من الشخصيات المعارضة العربية تحديدا وخاصة فيما يتعلق بقضية مكون أساسي من الشعب السوري والتي له قضية قومية لشعب يعيش آلاف السنين على أرضه التاريخية ألا وهو الشعب الكردي والمقدر عدده حوالي الأربعة ملايين نسمة. فعقليتهم اقصائية كعقلية البعث ومنهم من ارتمى في أحضان حكومات وهذه الحكومات اقصائية وعنصرية ولا تهمها حقوق الأقوام في بلدانها ولا حقوق الانسان أيضا.

كل هذه الأمور صبت  في مصلحة النطام السوري وهو ماكان يتمناه أشد الامتنان.

هل كان ينتظر من حكم كهذا ( استبدادي, قمعي, تسلطي, عنصري, شوفيني, عائلي, مافيوي ) بالرد الايجابي على مطالب الشعوب السورية المحقة دون اراقة الدماء والمجازر, طبعا لا!

للحالة هذه ولوضع معقد كهذا, تتطلب معارضة واعية, مثقفة, تحترم وتعترف بحقوق الأقليات القومية وتعترف بحقوق كل الأديان, لأن الذي يريد التغيير عليه أن يتغير أولا, لأن الذي يريد العدالة عليه أن يكون عادلا, لأن الذي يريد الحرية عليه أن يقر بحرية اللآخرين وعدا عن هذا فهذا هراء واللعب بعقول الآخرين.

الوضع لم يتحمل أكثر من ذلك وخاصة بعد مجزرة الحولة, فهذه الجريمة بشعة بكل ما للكلمة من معنى.

جريمة بهذا الحجم تتطلب نهضة جديدة وتتطلب الغسيل الدماغي للذين لهم أحقاد على حقوق الكرد وقضيتهم العادلة, لأن الكرد لقوا من هذه الأفعال الشنيعة والتي يندى لها الجبين.

التجربة العراقية أمام أعين الجميع. الذي يحب سوريا عليه أن ينتبه الى الحالة العراقية البائسة.

سوريا تخص السوريين وحدهم( كردا, عربا, سريانا, تركمانا, دروز, آشوريين......الخ ) وعدا عن ذلك ستصبح سوريا ساحة لصراعات الآخرين والذين لا يريدون الخير للشعب السوري كما هو حاصل اليوم.

سوريا يتسع للكل. الاعتراف بالآخر هو اعتراف بالذات. وسوريا هو بلد الفسيفساء الجميل.

الاقرار بالحقوق الكردية الكاملة هو الخطوة السليمة والصحيحة في

 بناء سوريا المستقبل, سوريا الموزاييك.

فهل ما نحلم به هو خارج سياق التاريخ أم ماذا؟

 

 

 

azer10@hotmail.de