Share |

الدكتور أوميد في محاضرة له عن أحمدي خاني وجلادت بدرخان في الإمارات

بدعوة من الجالية الكوردية في دولة الإمارات، وبالتنسيق مع رابطة أحمدي خاني، أحيا الدكتور أوميد محاضرة تحت عنوان" الأمير جلادت بدرخان امتداد واستمرارية لفلسفة أحمدي خاني"، سلط الضوء من خلالها على جوانب مهمة في حياة الفيلسوف والشاعر أحمدي خاني.

بداية، تناول المحاضر الأدب الكوردي، وعراقته بشكل عام، مستشهدا بـ ملاي جزيري و فقيه طيران و ملاي باطي، ليتوقف مطولاً عند الشخصية المحورية في المحاضرة " أحمد بن إلياس بن رستم " والملقب بـ أحمدي خاني، مفنداً المزاعم التي تنسبه إلى عشيرة خانيان، بل ربط لقبه هذا باسم قريته " خان".

 اتفق الدكتور أوميد مع الرأي السائد، حول عدم التأكد من تاريخ ميلاد أحمدي خاني، وقد عزا بذلك  وفق ما قاله في إحدى كتاباته العربية  إلى" أن أحداً لم يبال به  حتى يدون يوم مولده"، مؤكداً أن تاريخ ميلاده كانت إبان فترة الحروب الضارية بين السلطنة العثمانية والدولة الصفوية، والتي زهقت خلالها أرواح الآلاف من الكورد من الجانبين، لسببين أولهما إن الحروب تمت في أراضي كوردستان والتي أطلق عليها " مناطق التماس" أو "Buffer Zones"، أما السبب الثاني فهو متعلق بالتقسيم المتعمّد للكورد بين الجانبين، والذي بدا جلياً في معركة جالديران 1514م   وماتلاه في العام 1639م حيث أعلن عن إمارات وولاءات.

 نشأ أحمدي خاني، وترعرع في أجواء ريفية بسيطة، تلقى ألفباء معارفه في الكتاتيب وحلقات المساجد، على أيدي أئمة الجوامع، لينتقل إلى مدارس المدن الكبرى كـ تبريز وبدليس.

لم تقتصر رحلته العملية على مدارس المدن المجاورة، بل قام بجولات إلى مدن وعواصم منها: اسطانبول "أو الآستانه، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك" ودمشق و مصر، و استنهل من معارف عصره، وجمع بين الشعر والفقه والتصوف، وقد نظم الشعر، وهو في الرابعة عشر من عمره، وقد أتقن لغات المنطقة السائدة " العربية والتركية والفارسية" بالإضافة إلى لغته الأم " الكوردية ".ب

لم يتوان أحمدي خاني عن تقديم النصح والإرشادات لأبناء جلدته من الكورد، محذراً إياهم من مغبة الوقوع في الصراع الصفوي – العثماني، وضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام باللغة الكوردية والتي تعبر الخلاص الوحيد للشعب الكوردي، من نيّر الظلم والعدوان،  لتكون –حسب رأي كاتب الخبر – بداية بزوغ فجر اليقظة القومية لدى الكورد.

 

 

اعتبر المحاضر ديوان أحمدي خاني الشهير " مم و زين" نواة الفكر القومي الكوردي والتي استوحى الكثير من أفكارها من حكاية " ممي آلان"، و التي سطت  تفاصيلها المثيرة والمشوقة على أماسي الكورد في جبال ديرسم إلى لورستان، وتغنى بها الصغار والكبار نساءً ورجالاً.

 يعتبر المحاضر أن " مم آلان" مستوحاة كذلك من حكاية شهرزادية " حكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان" مع فارق ضئيل، في بعض التعديلات وذلك باستبدال جنيين ميمونة، والعفريت دهنش بثلاث جنيات، جمعن مم و زين في سرير واحد، لليلة واحدة، ثم يفرقن بينهما، بعد تبادلهما الخواتم، إلا أن " مم وزين" جاءت بصيغة شعرية منظمة خالية من العبارات الرتابة المملة والتكرار .

أسهب المحاضر مطولاً في الحديث عن ديوان " مم و زين"، وعن أهميته كوردياً، مما استحوذ على إعجاب المستشرقين، والقيام بترجمته إلى لغات عالمية كثيرة، منها الإنكليزية والروسية و الأرمنية والتركية و الفرنسية و الفارسية، و أخيراً العربية على يد الشيخ محمد رمضان البوطي.

من أشهر الأدباء في العالم العربي الذين أشادوا بديوان " مم و زين" بدوي الجبل حيث قام بتقديمها على شكل مسرحية .

سلط المحاضر الضوء أخيراً على جانب مهم في حياة خاني، ألا وهي التربية والتعليم من خلال قيامه بافتتاح المدارس والتعليم، وتعليمه للغتين العربية والكوردية، ولحرصه الشديد على التعليم قام بتأليف قاموس كوردي – عربي " الربيع الجديد للصغار" الذي يرتقي ليكون مادة أدبية بامتياز .

إلى جانب التزامه وإيمانه بقضية شعبه وتصوفه الديني. لا تخلو بعض قصائد خاني من الغزل، وله قصيدة مشهورة جمع فيها اللغات الشرقية "الكوردية والعربية والتركية والفارسية".

أخيراً – وليس آخراً – تطرق المحاضر إلى تاريخ وفاة خاني، إذ يعتقد بأنه قد توفى في سنة 1708ميلادية.

وقام المحاضر بشرح بعض من قصائد خاني ،

ثم تدرج للحديث عن  الأمير جلادت بدرخان الذي اعتبره امتداداً للشاعر أحمدي خاني .

أبدى الحضور في نهاية المحاضرة إعجابهم بمحور المحاضرة ،والأسلوب الشيق والمتميز الذي اعتمده الكاتب.

 

فائق اليوسف

رئيس اللجنة الإعلامية للجالية الكوردية في الإمارات

fayq87@gmail.com

 

 موقع الجالية الكوردية في الإمارات

http://www.revendakurda.com