Share |

اقليم كوردستان والمشروع الديمقراطي… سربست بامرني

 

تابع المواطنون الكورد في الرابع من هذا الشهر وعبر وسائل الاعلام الاجتماع الذي عقده السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء الاقليم الحالي والمكلف ايضا بتشكيل الحكومة الجديدة مع رئيس البرلمان ونائبيه والسادة رؤساء الكتل البرلمانية حول تصدير نفط كوردستان والخلافات مع الحكومة الاتحادية حول الموضوع.

 

الاجتماع هذا رغم ما شابه من حدة يشكل نقلة نوعية في العلاقة بين السلطة و ممثلي الشعب اذ لم يسبق وان طرحت السلطة الحكومية موضوعا على هذا القدر من الاهمية والحساسية والسخونة مباشرة أمام المواطنين إذ كانت مثل هذه الامور تناقش وتحسم وراء الابواب المغلقة ومن المحرمات التي لا يجوز لعامة الناس الاقتراب منها ولذلك فإن طرح ملف النفط والغاز بهذه الشفافية مع كل التحفظات دليل من بين ادلة اخرى على ان المشروع الديمقراطي في اقليم كوردستان يسير بالطريق الصائب ويتطور بهدوء نحو الاحسن وإذا كان الفضل في هذا يعود الى كلا الطرفين السلطة والمعارضة فهو يعود بالدرجة الاولى الى الدور المتنامي الذي يلعبه المواطن الاعتيادي في تقييم وتقدير ونقد الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هذا الدور الذي ينمو باطراد في أقليم كوردستان اكثر من اي منطقة اخرى في العراق الذي يعيش حالة من التراجع الشامل في كل مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ناهيك عن الحالة الامنية بسبب عقلية الهيمنة والتسلط والغاء الاخر الذي تمارسه حكومة السيد المالكي والذي احتار البرلمان العراقي في كيفية استضافته او استدعائه اوحتى اللقاء به حول اي من القضايا المصيرية الملتهبة.

 

انها خطوة صغيرة وإعتيادية جدا في الانظمة الديمقراطية ولكن في شرقنا وفي عراقنا بالذات الذي اصبح عنوانا لشرق التكايا والبخور والطائفية والقتل على الهوية فانها تعني الكثير، تعني ان وعي الالاف المؤلفة من المواطنين بحقوقهم وواجباتهم قد بدأ مرحلة جديدة في ترسيخ المفاهيم الديمقراطية في إقليم كوردستان وإجتماع رئيس الوزراء العلني مع ممثلي الشعب وامام وسائل الاعلام المرئية جزء من هذا الوعي الذي بدأ بتشكيل صورة المستقبل وسواء كان المرء مع رئيس الوزراء ام ضده فلابد من الاشادة بهذه الخطوة التي يجب ومن الضروري ان تصبح تقليدا برلمانيا وطنيا في كوردستان تقليد الرجوع الى الامة وإنهاء مرحلة السلطات المطلقة والقادة المعصومين والقرارات التي تتخذ خلف الابواب المغلقة.

 

•           sbamarni@hotmail.com

 elaph.com