Share |

الانتخابات التركية والمسألة الكوردية… هوزان أمين-تركيا

تشير أغلب التقارير الصحفية ووجهات النظر واستطلاات الرأي الى تراجع في مستوى التأييد لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في الأول من تشرين الثاني وفي آخر استطلاعات الرأي اظهرت تراجع التأييد للحزب  من 40.87 %  نسبة الاصوات التي حصلت عليها في الانتخابات التي جرت في حزيران إلى 39,3%.

وتشكك هذه النتائج في فرص حصول الحزب الذي أسسه رجب طيب أردوغان على أغلبية في البرلمان تخوله لتشكيل حكومة بعد الانتخابات المرتقبة، بعد فشل تشكيل حكومة أئتلاف وطني نتيجة فشل حزب العدالة والتنمية على الحصول على الاغلبية النيابية في الانتخابات التي جرت في السابع من حزيران الفائت.

وأظهر الاستطلاع كذلك تقدما كبيرا لحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي بحصوله على 28,1 % مقابل 25% في حزيران الماضي.

وحصل حزب الحركة القومي اليميني على معدل تأييد بلغ 16.8% مقابل 16.3% في الانتخابات الماضية، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد على 13.5% مقابل 13.1% في الانتخابات الماضية.

ولتوفير اجواء ملائمة لاجراء الانتخابات وبعد دعوات من منظمات مدنية وحقوقية ودعوة رسمية من حزب الشعوب الديمقراطية لإعلان وقف لاطلاق النار من قبل حزب العمال الكوردستاني لاجل مساعدة حزب الشعوب الديمقراطي الكوردي لتعزيز مكاسبه والحفاظ عليها وتوفير اجواء ملائمة للعملية الانتخابية بعدما حصل على تمثيل برلماني كبيرلأول مرة في الانتخابات التي جرت في السابع من حزيران الماضي.

بعد تصاعد حدة الهجمات التي شنتها مقاتلي حزب العمال الكوردستاني على قوى الامن والجندرمة والشرطة التركية يوم بعد آخر بعد فشل عملية السلام بين الجانبين حيث بدأت عملية السلام بين الطرفين قبل عامين ونصف بعد إعلان زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان القابع في سجنه بجزيرة امرالي لاكثر من ستة عشر عاماً بدء عملية السلام مع تركيا وعلى اثره استجاب قيادة الحزب المتواجد على قمم جبال قنديل لتلك المبادرة وكبادرة حسن نية وجدية من قبلها قررت انسحاب وحدات من قوات الحزب من شمال كوردستان ( تركيا) الى أقليم كوردستان العراق الذي أعلن مسؤولي الاقليم استعدادهم للمساهمة في حل تلك المشكلة بكافة السبل ودعم تلك العملية التي لن يجدي الحرب والعنف نفعاً للطرفين وعلى مدى العامين المنصرمين من بدء تلك العملية التي سميت (عملية السلام)  لم تبدوا في الافق اي نوايا حسنة من الجانب التركي وبقيت متمسكة بمقولة القاء السلاح، ولم تدم اجواء الهدوء والتفائل طويلاً وبقيت لغة تبادل التهم هي السائدة واتهام البعض بإحلال القرارات وعدم الجدية في حين كان الطرف التركي يعيش اجواء عسكرية ويقوم بالتحضير للهجمات وبناء المخافر والتمشيطات المحدودة واستمرار الاعتقالات بالاضافة الى ان الجانب التركي ايضاً كان يتحجج بوجود قوات الحماية الشعبية المعروفة بـ(HPG) داخل الاراضي شمال كوردستان وعدم انسحابهم ويطالبهم بإلقاء السلاح وما كانت لحادثة مقتل الشرطيين التركيين في منطقة جيلان بنار (رأس العين) في شهر تموز الماضي وهروب قاتلهم الى سوريا حسب مزاعم الاتراك الا ذريعة لبدء الهجوم على العمال اكوردستاني وكسر الهدنة وفشل عملية السلام وسط انكار الكوردستاني وعدم علمه بتلك العملية حسب ادعائه، في حين يصرالرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إنه من المستحيل مواصلة عملية السلام مع من يعرضون الوحدة الوطنية لتركيا للخطر.

في الوقت الذي اعلن منظومة المجتمع الديمقراطي الذي يقود حزب العمال الكوردستاني والمنظمات التابعة له في بيان له عن  وقف إطلاق النار وجاء في البيان “إن الأكراد لن يشنوا هجمات ولكنهم سوف يدافعون عن أنفسهم في حالة الهجوم عليهم خلال فترة وقف إطلاق النار”. وأعرب البيان عن رغبة الأكراد في إجراء الانتخابات التركية المقبلة في أجواء تتسم بالمساواة والعدالة و بغرض إتاحة الفرصة لإجراء الانتخابات التركية في أجواء من السلام والأمن .

اتت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الذكرى 92 على تأسيس الجمهورية التركية الذي ير ذكراها في 29 من تشرين الاول كل عام وأثناء تجمع لوفود رسمية في قصره بأنقرة أن بلاده ستواصل حملتها العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني "حتى لا يبقى إرهابي واحد".وأكد خلال حديثه " انه سنواصل قتالنا حتى إلقاء حزب العمال الكورستاني الارهابي السلاح (حسب وصفه)  وحتى لا يبقى إرهابي واحد داخل حدودنا"، مضيفا أن الحملة العسكرية الجوية المستمرة منذ أسبوعين ألحقت بحزب العمال الكردستاني "خسائر فادحة".

ومن التصريحات التي ترد على محاولات حزب العمال الكورستاني بترسيخ اسس السلام ووضع حد للحرب الدائرة ومد يد السلام وفتح آفاق جديدة لحل المسألة الكوردية في تركيا تصريح آخر لرئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بتحقق النتائج والانتصار في الحرب ضد الكوردستاني وذلك اثناء الحملة الانتخابية والدعائية امام نصار حزبه في العديد من المدن التركية حيث كان يقول انه قوات بلاده تحقق النتائج المرجوة من العمليات العسكرية الدائرة في البلا د ولا سيما الحملات الجوية منها.

تؤكد المؤشرات والتصريحات الرسمية على ان انقرة مصممة على القتال ضد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني حيث يستمر رئيس الوزراء داود أوغلو بالقول " إن على الجميع معرفة مدى تصميم تركيا على تحقيق اهدافها الامنية والسياسية من خلال معركتها ضد حزب العمال الكوردستاني"

تأتي هذه التصريحات وسط نفي من قيادات حزب العمال الكوردستاني بتلقيه ضربات موجعة على العكس تؤكد انتصارهم وتكبيدهم خسائر فادحة للجيش التركي في آخر بيان عسكري لهم صدر من قيادة وحدات حماية الشعب التابعة له، يستمر حزب العدالة والتنمية بالمراهنة على نتائج الانتخابات وفوزهم مقابل الأمن في تركياً مهدداً في الوقت نفسه المجتمع التركي بالفوضى وعودة سنوات الظلام وعمليات القتل المجهولة في حال هزيمتهم في الانتخابات.

وسط هذا الفوضى والدمار والعنف الذي خلفته هذه الحرب التي تدور رحاها في الكثير من المناطق والتي وصلت الى تصاعد موجات العنف بين الاهالي نرى بأن الحكومة التركية عاجزة عن ايجاد حلول لهذة المشكلة التي عمرها عقود من الزمن كلفت الدولة التركية مليارات الدولارات ودمار في البنية التحتية وهجرة سكان القرى نتيجة دمار اكثر من خمسة آلاف قرية كوردية  وسقوط عشرات الآلاف من القتلى من الجانبين، ورغم الفشل المتواصل لتركيا وسياساتها ولا سيما اتجاه الاكراد ورفضه للكورد وسياسية عدم وجود مشكلة كوردية في تركيا تبقى لتركيا هواجس قيام دولة كوردية في شمال سوريا وعلى الحدود المتاخمة لحدودها لمسافة مئات الكيلومترات وتوحد الادارات الكوردية الثلاث في سوريا ومحاولات تركيا البائسة في سبيل عدم تحقق وحدة الاكراد تبقى تركيا امام تحد صعب وامتحان خرجت منه خاسراً في أكثر الاحيان.

 

التآخي