Share |

الكاتبة أمل محي الدين الكوردي للتآخي " نحن بصدد الاعداد لمؤتمر عن تواصل الاجداد مع الاحفاد في الاردن هذا العام"

الكاتبة أمل محي الدين الكورد

اجرى الحوار: هوزان أمين-أمل الكوردي كاتبة وباحثة من مواليد مدينة السلط الاردنية عام 1968، وهي من اصول كوردية من عائلة قره شولي او قرجولي حيث هاجر اجداداها من كوردستان تركيا الى دمشق ومنها الى الاردن، تحمل الدكتورا الفخرية للقيادات الانسانية والعالمية،

وهي امينة سر الجمعية الاردنية الكردية للثقافة سابقا وهي المؤسس الرئيسي للجمعية، وعضوة في أتحاد الكتاب الأردنيين وعضو في جمعية صلاح الدين الايوبي بيت الاول بيت الاكراد وعضو ورئيسة لعدة هيئات وجمعيات اردنية، ولها دور بارز مذكور على مواقع الانترنيت، وهي غنية عن التعريف ونشطة ومشاركة فعالة في عدد كبير من المؤتمرات والمنتديات في العالم، وهي منسقة برامج ثقافية واجتماعية و لها عدة كتب متنوعة، حاصلة على دروع واوسمة وشهادات تقدير وابداع في الاردن وخارجها، واخر نتاجاتها كتاب بعنوان "دور النساء في الخلافة العباسية "، ولتسليط الضوء على الاكراد في الاردن طرحنا عليها عدة اسئلة حيث جاوبتنا مشكورة.

س1- في البداية نشكرك على اتاحتك الفرصة لنا ونتمنى منك ان تتحدثي لنا عن اجدادك في الاردن متى قدموا اليها ومن اين ؟ واين قطنوا وما هي اسباب هجرتهم؟

جاء الجد الاول الى الاردن عام 1890 تقريباً بغرض التجارة قادماً من حي ركن الدين وهو من أقدم أحياء دمشق والذي أنشأه الأيوبيون عام 1169م، كما ينسب جدي الى عائلة قره جولي وهي من العائلات القديمة في حي الاكراد بدمشق، و"قره جولي" تعني لغوياً "البيداء السوداء"، والظاهر أنها أرض أجدادهم التي اشتهروا بها، وهم فرع من عشيرة الظاظا الكوردية الأصل المنتشرة بتركيا في منطقة قره شول، هاجر أجدادهم إلى دمشق قديماً، وعرفت العائلة بالتدين والوجاهة والفضل والعلم والثقافة والوعي وخرج من كنفها العديد من النوابغ والمتميزين.

س2- نعلم ان الكورد يقيمون في الاردن منذ فترات طويلة، حبذا لو تحدثينا عن تاريخهم، منذ متى قدموا اليها ومن اين واين سكنوا ؟

يقدر عدد الكورد في الاردن بحوالي ثلاثين ألف نسمة، وقد قدم الكورد واستقروا في الأردن منذ بداية العصرالأيوبي، ثم العصور اللاحقة خلال العهد المملوكي، العثماني، والعصر الحديث، وبحسب المصادر التاريخية،  فقد استوطن الكورد مدينة السلط (غربي عمان ) منذ أوائل العصر الأيوبي، ولا تزال محلتهم ( حارة الأكراد) قائمة إلى اليوم في هذه المدينة، وتحمل اسم الكورد وتبقى رمزاً معروفا كأحد أقسام مدينة السلط الجغرافية والتاريخية والعشائرية، وتنسب نصف عشائر السلط إلى هذه المحلة ويعرفون بها (الأكراد) هذا بحسب بعض المصادر التاريخية ونتيجة الابحاث التي اجريت مؤخراً.

س3- هل ابناء الكورد في الاردن يجدون انفسهم غرباء عن ذلك الوطن، ما زالوا محافظون على عاداتهم وتقاليدهم الكوردية، ام انصهروا في بوتقة المجتمع الاردني، ولم يعد هناك شيء يدل على اصولهم الكوردية سوى القابهم ؟؟

نعم انسجم الكورد مع المجتمع الاردني نتيجة انتشارهم في العديد من المدن والقرى الأردنية، وشكلوا مع الزمن جزءاً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي الأردني، وساهموا في بناء ورقي مملكة الاردن.

ومن العوامل التي ادت الى انسجام الأكراد مع الأردنيين، هو تشابه العادات والتقاليد، والدين الواحد، والتقارب الجغرافي بينهما، وعامل المصاهرة والنسب.

هذا لا يعني انصهارهم وانحلالهم في بوتقة المجتمع الاردني، وانكارهم لاصولهم وجذورهم الكوردية لا على الاطلاق فهم يشكلون اقلية عرقية اسوة بالشركس والشيشان والأرمن، لان الشعب الكوردي يختلف عن العربي بعدة صفات اهمها انحدارهم من العرق الآري ولهم لغتهم الخاصة بهم، والكثيرون منهم مازالوا متواصلين مع اقربائهم في الوطن لغاية اليوم .

س5- حسب ما نعلم ان السلطات الاردنية وملوكها ائتمنوا على الاكراد ووثقوا بهم حتى ادخلوهم الى قصورهم وسلموهم مهام هامة ضمن العائلة المالكة ، هل تعديدن لنا بعض منهم؟

نعم هناك الكثير من الشخصيات المعروفة في الاردن خدمت في المجال السياسي، وتقلدوا مناصب سياسية عليا في الحكومة، حيث كان السيد رشيد المدفعي وزيراً للداخلية والدفاع سنة 1939م، والأستاذ سعد جمعة رئيساً للوزارة الأردنية مرتين عام 1967م، والمهندس صلاح جمعة وزيراً للزراعة والتموين بين أعوام 1967 –1979 م، والدكتور يوسف ذهني وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل عام 1973م، وشغل معالي سعد الدين جمعة منصب أمين عام رئاسة الوزراء الأردنية عشرات السنين، وشغل منصب وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء، والدكتور أشرف الكردي وزيراً الصحة، واختير عيناً في مجلس الأعيان.

وفي السلك الدبلوماسي، شغل السيد علي سيدو الكوردي وزيراً مفوضاً في وزارة الخارجية، فخدم في سفارات الأردن في أنقرة ودمشق وجدة واليمن، والسيد مدحت جمعة سفيراً للأردن في أميركا وألمانيا الغربية والمغرب وبريطانيا وأسبانيا وتونس.

واللواءعبد الإله الكوردي سفيراً للأردن لدى ماليزيا وروسيا، وهو يشغل اليوم منصب رئيس ديوان المظالم الاردني والسيد مازن مدحت جمعة سفيراً لدى ماليزيا.

س4- ذاع صيت العديد من الشخصيات في العديد من الجوانب ولا سيما الثقافية منها، حبذا لو تعددي لنا بعض الاسماء التي برزت وما هي مجال شهرتهم ؟

نعم لقد وضع علي سيدو الكوردي أول كتاب في أدب الرحلات في الأردن وهو كتاب " من عمان إلى العمادية : أو رحلة في كوردستان الجنوبية". صدر عام 1934م، كما وضع " معجم كوردي- عربي " صدر في عمان 1985م، وشغل عضواً في المجمع العلمي الكوردي العراقي، واصدر الدكتور محمد علي الصويركي كتباً عن تاريخ الأردن، ذكرنا جوانب منها في هذا اللقاء، كما هناك شخصيات ثقافية واقتصادية ودينية وحتى طبية عديدة لا سبيل لحصرها وسردها هنا .

س6- انت عضو مؤسس في جمعية صلاح الدين الايوبي الكوردية، هل الجمعية مازالت قائمة وتمارس نشاطاتها، وماهي ابرز نشاطاتها ؟

الجمعية هي بيت الاكراد هي بيت العشيرة  وتمارس نشاطاتها تحت مظلة الحكومة الاردنية تساعد الكورد من شتى المجالات تهتم بالمثقفين الكورد لها نشاطات متميزة سنوية ومنها عيد النوروز الكوردي وسيعقد هذا العام مؤتمر عن تواصل الاجداد الى الاحفاد في 6\4\2014 في قاعة دائرة المكتبة الوطنية واعلن هذا الخبر لاول مرة ولاحقاً ساوافيكم ببيان اعلان المؤتمر.

س7- على الصعيد الشخصي لديك نشاطات متعددة في المجالات الادبية والانسانية، ماهي نتاجاتك وابحاثك في ذلك الصدد؟

الان احضر لهذا المؤتمر وسيكون هناك مهرجان كوردي في المجال الانساني والاعلان عن مبادرة جواد للسلام وتجديد مبادرة اقرأ وتعلم لهذا العام  وطبعا كتابي دور النساء لا زال بيد الناشر وسأقوم بعمل حفل توقيع قريباً

8- هل تريدين ان تضيفي كلمة أخيرة؟

أتمنى الاهتمام بالمثقفين الكورد الحقيقيين بالاردن وليسوا من يدعوا الثقافة وأتمنى مشاركتي عبر مهرجانات الكورد في كوردستان وهنا أناشد القائد مسعود برزاني للقائه واهدائه نسخة خاصة عملت خصيصا له من كتابي والتحدث اليه عن واقع المثقف الكوردي حول العالم، وشكرا لكم لأتاحة  الفرصة لي للتعبير عن آرائي.

 

ألمصدر جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6801 ، 2014-03-11