Share |

الكاتب الكوردي عمر كوجري ( الشعر يعيد التوازن إلى الحياة خلال الحروب والدمار )

  الكاتب الكوردي عمر كوجري

 

عمر كوجري كاتب كوردي. يكتب في النقد الأدبي والمقالات السياسية وينشر في الصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة. نشرت له مؤسسة سما كرد بالإمارات مجموعة شعرية بعنوان إنها الريح. حاصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق،

نتيجة الظروف التي تمر بها سوريا من ثورة ، ومقاومة شعبية ، وقمع وتنكيل من قبل النظام قل نظيره في العالم ، سنحاول عبر هذا الحوار تسليط الضوء على عمر كوجري كإنسان  شاعر مرهف الحس والوجدان ، وعلى عمر كوجري السياسي الذي لا يبخل على إظهار موقفه و تحليل الظروف حسب ما يمليه عليه حسه الوطني الكوردي والغيور على مصلحة شعبه الكوردي ، وعدم الخجل من فضح الممارسات الخاطئة ، مواظب على الكتابة باستمرار وله حضور اعلامي مميز .

اجرينا لجريدة التآخي الحوار التالي:هوزان أمين

 

  -1 اولاً كيف تعرف نفسك، عمر كوجري بإختصار ؟

أنا بدوي من سلالة الكوجر الراحلين أبداً صوب الشمس والدفء المكين، أدمن الاحتراق بالحروف ككل البداوة في سهوب دشتا هسنا، كم حاولت أن أجترح معجزة لأتخلص من هذا الداء الرجيم، ففشلت، لهذا تراني أتمتع بهذا الاحتراق على آخر مديات الجمال.

باختصار أنا وردة منهوبة لبرية الله وقفاره الوارفات..

-2هل تعتبر نفسك شاعراً او كاتباً او سياسياً ، عمر كوجري في أي خانة يجد نفسه ؟

الشعر مائي الناعم وأنا سمكته الشقية، حتى أتصالح مع ذاتي، حتى أعود إلى حقيقتي ومسكن قلبي الأول علي العودة للشعر مهما ابتعدت بي الشطآن، وصرت حبيس روحي التعبة.

الشعر يعيد الألق لروحي بعد رحلة تعب في الحياة طويلة، أما الكتابة في السياسة فهي موقف أسجله لنفسي أمام خيارات شعبي، أسجل اندغامي معه، وأعطي العنان لأفكاري لتطير كما يحلو لها. 

-3نتيجة الظروف المعاشة اليوم في سوريا ، يبدوا انها اثرت عليك وجعلتك تخندق في خندق السياسيين ، ولم نعد نرى لك الحضور الادبي والشعري المعهود كالسابق ، هل هذا الوصف دقيق ام لا ؟

في زمن الموت والقتل المجاني اليوم عزيزي، يتوارى حسن الكلام .. تتوارى القصيدة إيذاناً بمقدم ربيع أجمل للشعر ولكل شيء ورغم هذا الدمار الرهيب، وحتى لا تتفحم روحي انسقت وراء إغواء الأنثى القصيدة.. علني أستعيدُ قلبي وحواسي بعدما وصل وهج الحرائق على رؤوس أصابعي وشعري

-3هل سنرى لك مستقبلاً نتاجاً آخر يضاف رصيدك الشعري والى ديوانك الوحيد ( انها الريح ) ، ام ان الثورة وتبعاتها جعلتك تؤجل هذا الامر ؟

الشعر يعيد التوازن إلى الحياة خلال الحروب والدمار، الشعر اوكسير الحياة في ممالك الجمال، ستموت الكائنات دون الشعر، لكن الطائرات أحياناً وهي تخترق جدار صوت القصيدة، تجعلها تنزوي قليلاً تحت سرير الوطن، ليكون للكلام غداً مزاقٌ آخر..

نعم في جعبتي وبين أدراجي أكثر من مجرد حلم، وأكثر من مجرد ديوان يرغب في التحرر من غبار الدرج، ولكن ولكن ولكن!!

 -5سؤال متمم لما قبله ، ام ان مشكلة الطبع والنشر لا زالت مشكلة لديكم سواء من قبل السلطات بالرقابة و من قبل دور النشر ؟

الرقابة في بلادنا مومياء وعجوز شمطاء تتعكز الأحقاد لهذه هي مغلوبة دائماً، الرقابة عملها أن تقمع الجميل، وتزهق الوردة الوحيدة لو كانت حمراء أو بيضاء، .. المشكلة الكبرى هنا في صعوبة الطباعة لأسباب مادية أكثر، فأنت ستطبع، وعينك تعرف أن لا أحد يرغب في شراء عملك.. هو عمل خاسر من الناحية المادية، لذا الإقدام على طباعة عمل أدبي هنا مخاطرة عواقبها غير محمودة..

-6أي لا يوجد مؤسسات او دور نشر تعنى بالكتاب والكاتب وتصدر مجهوده على غرار مؤسسة سما ؟

مشروع مؤسسة سما بالنسبة للكتاب الكرد السوريين كان أكثر من رائع، ونجحت المؤسسة في التسويق لبعض الأسماء التي لولا نشر أعمالها لبقيت حبيسة أدراجها وغيابها المر، لكن مشروعها توقف بكل أسف، رغم أن ازهاراً كثيرة كانت تتجهز لاقتراف الجمال والعبق..

لا لا البتة لا توجد مؤسسات ترعى مواهب الشباب السوري.. دور هذه المؤسسات تنحصر في الطابع التنفيذي الربحي،  هي مؤسسات تجارية تتعامل مع الكتاب كتعاملها مع الألبسة الداخلية والدخان والخضار والمعلبات.

-6فلنأت الى موضوع الثورة في سوريا ، من وجهة نظرك ككاتب ومثقف كوردي كيف تقرأها ؟

القراءة تبقى مبتسرة لأن مقام وصفها والوقوف على منابع جمالها وروعتها، وملحميتها يطول ويطول، أي كلام لا يفي هذه المرأة الجميلة حقها، وطالما هي جميلة فطلاب يدها وقلبها كثر، العديد يعرف معدنه المزيف، ويعرف كم قبيح هو في المرآة، الكثير المزيف تهاوى، وسيلحقهم مزيفون آخرون، أما عشاقها وأحبابها الكثيرون فماضون في رسم معالم الجمال لهذه الثورة حتى إشراقة الشمس صباحاً..

ككاتب سوري وكردي أرى انها ذاهبة على مآلاتها المرسومة رغم حجم الألم وأنهار الدموع السورية.

-7 كيف تقيم الوضع الكوردي في ظل هذه المعمعة والضوضاء الحزبية ، وعدم التوافق على الاهداف القومية ، بالرغم من اتفاقية اربيل وتأسيس هيئة كوردية عليا ؟

الضوضاء الحزبية التي تراها لافحة وزاخمة، هي هكذا لأن عينها على ماض تعب وحاضر أقرب للبلادة، لهذا ترى التململ والتبرم في كل خطوة، رغم الضوضاء التي نراها، إنها ضوضاء وهمية منسلخة عن الواقع يا صديقي.. أنا متشائم، قلت هذا في وقتها، سيوقعون نعم، لكن آلية التنفيذ ووووو هنا المقتل لكل تطلع كردي حقيقي وعلى أسس واضحة وبيّنة.  

 -8سؤال اخير كيف ترى مستقبل سوريا ، ومن خلالها مستقبل الكورد فيها ؟

سوريا ستمر بهذا المخاض الذي قد يطول، وقد يكون منسوب الدماء أفظع وأكبر لكنها بالنهاية ستختار طريقها بنفسها، لن تشبه سوريا أحداً، قدرها أن تبقى متمايزة حتى في منسوب لون وشكل دمها الغالي جداً..

مصير الكرد ومستقبلهم مع سوريا الجديدة والمتجددة، ويتوهم كل من يقول إن الكرد سيخرجون من هذه الوليمة جائعين خانعين.. الكرد شركاء حقيقيون، وهم من أهل الدار فلهم الحظوة والإحسان دون شك..

 

جريدة التآخي