Share |

الكاتب: عبدالحزب عبدالقائد!... هوشنك أوسي

هوشنك أوسي

 

-1العقول الحزبويّة العكرة، والسياسات الحزبويّة العكرة، والأداء السياسي الحزبوي العكر، والقواميس السياسيّة العكرة، ولغة التخوين والاتهامات المابعد عكرة، لا غرابة أن يصدر منها موقف عكر، ازاء كتّاب ومثقّفين؛ "خانوا المسيرة" و"انتقلوا للضفّة الأخرى"، فغدوا؛ "أعداء الأمّة والقضيّة والوطن"، ودوماً، بحسب هذه العقول، التي ترى في النقد عدوّاً، وفي الكتّاب – النقّاد، أعداءاً، وأن كتاباتهم ومحاولاتهم التعبير عن رأيهم هو "الاصطياد في الماء العكر".

 

 2

 

لا يسائل الحزبوي حزبه؛ لماذا يعكّر المياه، ويلوّثها، وهل مهمّة حزبه تعكير الاجواء والمياه والمجتمع وأمزجة البشر، عبر فرض الاجندات والطروحات والمشاريع والسياسات، كرهاً وعنفاً!؟. ولكنّ الحزبوي، يحاول تحطيم المرايا التي ينصبها له النقد والكتّاب!.

 

الحزبوي، إن كان لديه ثمّة عقل، فهو بائس ومريض وعصابي، إذ يرى في كل من ينتقده، صطيّاداً في الماء العكر، وعدو وخائن، يجب ان يصمت، ويكتم كلامه ورأيه، وإلاّ؛ الويل ثمّ الويل ثمّ الويل له، وبعدها الثبور وعظائم الأمور!.

 

 2

 

العقل الحزبوي، يقرأ الرأي المختلف على هواه، ويجده هراءاً، وعديم الضمير!. ويرى العقل الحزبوي، المدجّن والمقنن والملجوم، ان أداء حزبه وسياسات حزبه، وخطابات حزبه، وأعلام حزبه وإعلامه، فوق النقد، ومن ألقى كلمة رأي ناقد حيال ذلك، فالتشويه والتكريه والتذميم والتخوين، هو لسان حال الحزبوي تجاه الكتّاب، وبل يدعو لصبّ الرصاص على الأقلام والحناجر، إن لم تستطع إخراسها.

 

 

3

 

خبر

 

أقام حزب الاعتقاد الوطني الاشتراكي الديمقراطي حفلة فنيّة في مدينة قامشلو، بمناسبة ميلاد الحزب. وشارك في الحفل ما يزيد عن مئتي ألف شخص. وأحيا الحفل، فنانون موسيقيون كرد، من مسرحيين كوميدين بارزين، كبافي هاوار، والفنانون زنار ديرسمي، ومارسيل خليفة وماجدى الرومي وفيروز...!. وأصدر الحزب بياناً، ذاكراً بأن الحشود التي حضرت الحفل، انما هي تعبير عن حجم الشعبيّة والجماهيريّة التي يتمتّع بها الحزب. وأن من يقول بان قسماً من هذه الجماهير، أتت لسماع ورؤية هؤلاء الفنانين، كل من يقول هذا، هو: خائن وعميل، وانتقل للضفة الأخرى، وباع نفسه لقاء حفنة من الدولارات الاردوغانيّة!. كل من أتى وحضر الحفل، هو مناصر ومؤيد للحزب، وكفى بالكتّاب شرّ السؤال والرأي.

 

4

 

كيف تصبح كاتباً، وفق الوعي الحزبوي؟

 

على الكاتب، ألاّ يكتب في السياسة، إذا كتب في الثقافة أو الفن او الموسيقى او الفكر. على الكاتب، عدم استحضار التاريخ، كمعلّم ومرايا. على الكاتب ألاّ ينتج أفكار جديدة، تناقض او تختلف مع أفكاره السابقة. على الكاتب ان يكون مؤدلج وحزبوي حتى يوارى الثرى. لا يجوز للكاتب ان يكون كاتب إلا وفق الدروس والاملاءات والتوصيات التي يصدرها الحزب!. ذلك انه لا ضمير إلاّ ضمير الحزب. خير الكتّاب، من جعلوا الحزب أعلى من الوطن والشعب والقضيّة. خير الكتّاب من تعامى عن عيوب وقيائح وفظائع حزبه. خير الكتّاب، من يعطي ضميره الوطني والثقافي إجازة مفتوحة ريثما تزول غيوم الفوضى والبلبلة والمرحلة الانتقاليّة!.

 

5

 

الكاتب الحرّ، يلقي كلمته في وجه كل من يحاول التغطية والتعمية على قبائح وفظائع السياسة.  الكاتب الحرّ، يقول كلمة الحقّ أمام سلطان جائر.

 

الذي يقول ان الكاتب المؤدلج الحزبوي، هو كاتب حرّ، فهو كاذب ومفتري على الكاتب الحزبوي!.

 

 

 

6

 

الكاتب، حين يحصل على الحريّة، فهو غير مستعدّ للتخلّي عنها. ولو عرف الكاتب الحزبوي أنه عبد الآيديولوجيا، وعبد الحزب، وعبدالقائد...، لما تطاول على الكتّاب الأحرار!.

 

 

 

وربما يكون للحديث بقيّة أو لا يكون

 

 

 

 

 

25/07/2012