Share |

اوصمان اسو.. حياة وراء عشق الثقافة الكردية

اوصمان اسو - بافي طيار

في الـ 15 من عمره فقد والده و حمل على كاهله عبء اعالة العائلة, إلا أن تلك الواجبات لم تمنعه عن العمل في صفوف حركة حرية كردستان.

وخلال عشرين عاما مليئة بالنضال سار خلف عشق الثقافة و الفن الكردي الى جانب عشقه للرقص الفلكلوري , المسرح والسينما دفعه حبه للطفولة الى تحضير افلام متحركة للأطفال إلا أن التفجير الذي نفذته المجموعات المرتزقة التابعة لداعش في الـ 19 من الشهر الجاري في تربه سبيه ابقت المشروع في منتصف الطريق.

المسرحي وعضو حركة الثقافة والفن الديمقراطي في غرب كردستان اوصمان علي اسو, بتاريخ 19 من شهر تشرين الاول 2013 واثناء زيارته في مهمة عمل الى مدينة تربه سبيه فقد حياته الى جانب اثنين من رفاقه في حركة الثقافة والفن و مواطن مدني الى جانب مقاتلين من وحدات حماية الشعب اثر تفجير نفته المجموعات المراتزقة التابعة لداعش وجبهة النصرة.

تميزت حياة المناضل اوصمان و منذ الطفولة بالكثير من المتاعب و مصاعب الحياة إلا انه لم يتوانى لحظة امام تأدية واجباته اتجاه عائلته رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها كان عضوا فعالا في حركة الثقافة و الفن الديمقراطي في غرب كردستان.

 

في عمر 15 تحمل مسؤولية اعباء عائلته

ولد اوصمان علي اسو عام 1972في قرية عاكولة التابعة لمدينة قامشلو وهو الابن الاكبر لعائلة مؤلفة من 5 اطفال حيث انهى مدرسته الابتدائية في مدرسة القرية و بعد ان نال شهادة الابتدائية انتقل الى مدينة قامشلو ليكمل دراسته الاعدادية في مدارس المدينة ويعيش عند جديه وانهى مدرسته الاعدادية هناك ورغم عشقه الكبير للعلم إلا ان وفاة والده وقع على كاهله تحمل اعباء معاش اسرته مما دفعه الى ترك مدرسته و العودة الى القرية.

 

الحياة الجديدة

رغم صغر سنه إلا انه استطاع في عمره 15 ان يحمل اعباء اسرته الاقتصادية و الاجتماعية بشكل جدي. وفي عام 1987 انتقل مع اسرته من العيش في القرية الى مدينة قامشلو حيث عمل في مهنة الحدادة, إلان ان تعرفه على حركة حرية كردستان شكل بالنسبة له اكبر منعطف في حياته. في جهة كان عمله في الحداد من اجل تلبية متطلبات عائلته المعيشية و من جهة اخرى كان شعوره الوطني اتجاه قوميته يكبر يوما بعد يوم . حيث كان يعمل من اجل تغطية متطلبات عائلته من جهة و من جهة اخرى كان يناضل مع اعضاء حركة حرية كردستان.

 

نضال الفن

في الوقت الذي كان يعمل فيه اوصمان من اجل عائلته اقترب اوصمان من نشاطات الثقافة والفن اكثر فأكثر و في اعوام 1994 بدأ باعمال في مجال الفن. حيث  كان عضو في فرقة كوليلكي بوطان للرقص الفلكلوري التابعة لمركز محمد شيخو للثقافة و الفن , وبعد فترة قصيرة يضم شقيقته بيريفان الى نشطات الحركة.

حيث تبدأ حياة اوصمان الفنية بالرقص الفلكلوري, إلا انه لم يكتفي بالعمل في مجال الرقص فقط بل قام بتدريب مجموعة اطفال على الرقص الفلكلوري في نفس الفرقة و كلما تعمق اوصمان في عمله في الفرقة ازداد تعلقه و ارتباطه بالثقافة والفن الكرديين و من خلال تعمقه بالفن الكردي يتعرف على المسرح و رويدا رويدا يقوم بالانضمام الى مجال المسرح ايضا وفي عام 1996 ينضم الى فرقة بافي طيار للمسرح التابعة لمركز محمد شيخو للثقافة و الفن.  

 

المسارح الشعبية

تميزت الاعمال المسرحية لاوصمان بسب الظروف المنطقة الصعبة بأنها لم تكن على خشبات المسرح او في الصالونات المغلقة . بل بدأت بين الشعب وفي حقول الحصاد حيث كان اوصمان و فرقته الفنية يقومون بعرض اعمالهم  في فصل الصيف بين حقول القمح والشعير والعدس من جهة كانوا يرفعون من معنويات العمال و من جهة اخرى كانوا ينشرون الثقافة الكردية كما وطرح اوصمان في مسرحياته مواضيع كالهجرة. وبعد ان حقق اوصمان و فرقته الكثير من التقدم في مجال المسرح قامت الفرقة بالمشاركة في عيد النوروز الى جانب الكثير من مناسبات حركة حرية كردستان

 

تجربة السينما

بعد عدة تجارب في مجال المسرح قررت الفرقة ان تخطو خطوات نحو العمل في مجال السينما الكردية و في عام 1998 بدأ العمل في الفلم الأول .حيث كانت اعمال المسرح و السينما يتماشيان مع بعضهما. كما وشارك اوصمان في العشرات من المسرحيات الى جانب مشاركته في 11 فيلماً هاويا من خلال لعب ادوار عديدة.

 

المشروع الذي لم يكتمل

قرر اوصمان القيام بمشروع خاص بالطفولة  من خلال صناعة افلام الكرتون حيث قام بكتابة سيناريو للأفلام المتحركة مع رفاقه إلا ان هذا المشروع لم يكتمل. كما انه كان بصدد التحضير لمسرحية عن الهجرة من غرب كردستان وفي اليوم الذي كان من المقرر ان يتم فيه النقاش على اسم المسرحية و البدء بالتطبيقات العملية فقد اوصمان حياته اثر في التفجير.

اوصمان على اسو الذي امضى الكثير من حياته في عشق الثقافة الكردية كان يتمتع بمكانة طيبة وسط عائلته و رفاقه الى جانب المجتمع مما دفع رفاقه الى تغيير اسم فرقتهم الى فرقة الشهيد اوصمان.

 

والدة اوصمان : انا فخورة بابني

والدته سليمة علي اسو "بالرغم من ان مسؤولية العائلة كانت ملقى على عاتقه إلا انه لم يقصر في اداء واجبه مطلقا على الرغم ان هذه المسؤولية ثقيلة بالنسبة لطفل في 15 من عمره .كما اوصمان يتمتع بروح مرحة عالية جدا لذلك فأنني فخورة به جدا وشهادته شرف كبيرا بالنسبة لي لان الشهادة لا ينالها أي شخص كان.

 

تعرفت على الفن الكردي عن طريقه

ومن جهتها افادت بيريفان علي اسو وهي شقيقة اوصمان انه لم يكن بالنسبة لها مجرد اخ بل كان بمثابة اب فاضلوقدوة لها , كما افادت بيريفان انها تعرفت على الثقافة الكردية عن طريق اوصمان.

وتتابع بيريفان حديثها قائلة " انضممت الى فرقة الرقص الفلكلوري عن طريقه وبتعامله مع الاخرين يجعل الانسان المقابل له يكن له كل الاحترام و التقدير, لذلك كان له مكانة في العائلة .كان يحبنا كثيرا ودائما كان يقول "عندما تكون معنوياتكم منحطة اشعر بان اعباء الدنيا كلها على كاهلي, لكن عندما تكونون سعداء استطيع حمل جميع اعباء الدنيا"

 

سأتابع مشروعه

ابنت اوصمان نوجان قالت ان والدها لم يرفض لها طلب على الاطلاق قائلة "كان يحبني كثيرا بدأنا معا صناعة افلام الكرتون المرحلة الاولى انتهت إلا انها و للاسف بقيت في منتصف الطريق وسوف اكمل هذا المشروع .ووالدي كان من عشاق الطنبور لكن الظروف حالت دون تعلمه اياها وقد حققت له رغبته في تعلم العزف على الطنبور"

 

رفاقه: لقد كان عاشقا للفن

رفيقه و زميل عمله و المعروف باسم بافي طيار تحدث عن شخصية اوصمان  قائلاً " كان يتميز بروح صداقة غير محدودة بالاضافة الى تواضعه التقيت بالكثير من الشخصيات الفنية و الثقافية لكن اوصمان كان عاشقا للثقافة و الفن الكرديين و كان يرفع من معنويات الرفاق بشكل كبير جدا وكان يضع الحلول لجميع المشكلات التي كانت تواجهنا ولم يكن يعرف أي خوف مطلقا, مصدر للإبداع المستمر و الدائم ومن اجل استذكاره قررنا تسمية فرقتنا بفرقة الشهيد اوصمان".

 

بيراي اردل- هاوار نيوز