Share |

رحيل الشاعر الكوردي الكبير فرهاد عجمو

هوزان أمين- التآخي

توفي الشاعر الكوردي الكبير فرهاد عجمو في مشفى فرمان في مدينة القامشلي في روزآفا كوردستان  يوم الخميس 8 حزيران مساءً عن عمر يناهز 57 عاماً بعد اصابته بمرض السرطان ومعاناته منها لمدة طويلة ونعاه العديد من المؤسسات الثقافية والادبية والاعلامية في كوردستان واعتبر رحيله خسارة للادب الكوردي كونه قامة شعرية عالية واشعاره مفعمة بالومانسية  وخدم الادب والفن الكوردي خلال مسيرة حياته الحافلة بالشعر والابداع والتعبير والصورة الشعرية الجميلة.

ووارى جثمانه الثرى في مقبرة الهلالية الجديدة وسط حضور جماهيري من قبل ذويه ومحبيه وممثلي الأحزاب الكورديّة والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدنيّ وممثلي المؤسسات الثقافية والفنية والاعلامية.

ويعتبر فرهاد عجمو من الشعراء الكورد المعروفين على صعيد روزآفا وكوردستان ويعد أحد أهم شعراء فترة الثمانينات  الذين يكتبون بلغتهم الأم، ولقب بملك الرومانسية كون قصائده مليئة بالصور الشعرية الجميلة المفعمة بالحب والشوق والحنان والتعبير الملتزم وغنية بحب الوطن كما يعتبر احد ابرز الاصوات الشعرية الكوردية واعمقها دلالة وهو أحد رواد أدب الطفل كوردیاً،.

فرهاد عجمو من مواليد مدينة القامشلي عام 1960، وحاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة حلب عام 1984 ، ظهرت عليه بوادر الفن والابداع في مرحلة الشباب وتعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية كالجمبش والطنبور والكيتار ومن ثم بدأ بكتابة الشعر  ونشر له أول قصيدة عام 1987 ، وغنى من كلماته قرابة 40 قصيدة شعرية من قبل العديد من الفنانين الكورد المعروفين أمثال: الفنان محمد شيخو، بهاء شيخو، بروسك شيخو، عادل حزني، خليل غمكين، شيدا، صفقان، سعد فرسو، صلاح اوسي، وآخرين.

كما نشرت قصائده ومقالاته الادبية في الكثير من الصحف والمجلات الكوردية كانت قصائده تمجد المقاومة الكوردية وتحكي عن عشق الوطن وحب الحرية وعن استذكار حريق سينما عامودا وقصائد عن مدينة الحب قامشلو، وعن الحب واللوعة والاشتياق والعشق.

وأصدر خلال مسيرته الادبية ثمانية دواوين شعرية، كما ترجم له الراحل صلاح برواري، مختارات من قصائده إلى اللغة العربية في العام 2008.

وقد نال الشاعر فرهاد عجمو العديد من الجوائز خلال حياته وأبرزها جائزة مهرجان الشعر الكوردي (جائزة جكرخوين للإبداع في دورتھا )2013، وجائزة الأديب الكردي عبد الرحمن آلوجي في دورتها الأولى هذا العام كما تلقى جائزة الابداع السنوي من اتحاد كتاب كوردستان سوريا بمناسبة يوم اللغة الكوردية والكثير من الجوائز والتكريم التي لا حصر لذكرها، وذلك تقديراً له على عطائه الإبداعي في خدمة أدب وثقافة ولغة شعبه.

 اصيب بمرض خطير قبل قرابة عام اضطر الى اجراء عملية جراحية عاجلة في المخ في أحدى مشافي هه ولير عاصمة أقليم كوردستان العراق ومن ثم عاد الى مدينته التي لم يكن يقدر على الاستغناء عنها المدينة التي احبها وعشقها حتى النخاع حيث كتب في أحدى قصائده ” أن لم تروني في شوراع قامشلو .... حينها تستطيعون زيارة قبري !!

كان اهالي القامشلي قد تعودوا على ملاقاته في اسواق مدينة القامشلي يومياً وكانوا يسرون برؤيته وهو يلقي على مسامعهم قصيدة جميلة أو نكته حلوة حيث كان دمس الاخلاق وطيب المعشر ويحب الحياة ببساطتها وعفويتها.

توفي في مدينته القامشلي التي ابى ان يفارقها وشيع الى مثواه الاخير بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة حيث القيت العديد من الكلمات التي تمجد الراحل وتلقي الضوء على مسيرته الادبية من قبل العديد من الاحزاب الكوردية سواء من الادارة الذاتية او من احزاب المجلس الوطني الكوردي كما القى العديد من الشعراء قصائد بهذه المناسبة الحزينة. كان وداعه الاخير لارضٍ طالما تعلق بها وكتب عنها اجمل القصائد احبته تلك الارض  بصدقٍ  و احبها .