Share |

رحيل المفكر والناقد السوري الكبير صادق جلال العظم

هوزان أمين - التآخي

نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رحيل الاكاديمي صادق جلال العظم، وعبروا عن أسفهم لرحيل المفكر والناقد السوري الكبير صادق جلال العظم وأعتبروه من المفكرين الكبار الذين لا يتساوى رحيلهم بالغياب، فهو علامة، ومسيرة، وتجربة راكمت أسئلة فوق أسئلة، معتدّة بمنهج في التفكير يعلي من شأن النقد بوصفه أداة من أدوات المعرفة لا غنى عنها بحسب ما جاء في البيان.

وأكد البيان على مستوى الشخصية الأخلاقية النقية للمفكر الذي ظل مخلصا لعالمه الذي يحمل عنوانا واحدا هو الحياة من أجل الحقيقة لا من أجل منصب أو مال أو أي من الأعراض الزائلة، ولذا كان انحياز العظم لقضايا شعبه السوري الذي يمر اليوم بمحنة الولادة الجديدة الصعبة. واختتم البيان بتعبير كتاب الاتحاد عن عميق ألمهم لرحيل المفكر العربي في منفاه بعد محنة المرض التي ألمت به، داعين له بالرحمة والمغفرة، ولذويه ومحبيه وتلامذته بالصبر والسلوان.

هذا وجدير بالذكر ان المفكر صادق جلال العظم وافته المنية في ليلة الأحد 11 من كانون الاول الجاري. عن عمر ناهز 82 عاما في احدى مشافي العاصمة الألمانية برلين، حيث كان يخضع للعلاج.

صادق جلال العظم من مواليد دمشق سنة 1934، درس الفلسفة في الجامعة الأميركية، وتابع تعليمه في جامعة يال بالولايات المتحدة الأميركية. عمل أستاذا جامعيا في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى سوريا ليعمل أستاذا في جامعة دمشق في 1977–1999، ثم انتقل للتدريس في الجامعة الأميركية في بيروت بين 1963 و1968وكان أستاذاً فخرياً بجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة وهو عضو في مجلس الإدارة في المنظمة السورية لحقوق الإنسان.

كما عمل أستاذا في الجامعة الأردنية، ثم أصبح سنة 1969 رئيس تحرير مجلة الدراسات العربية التي كانت تصدر في بيروت. عاد إلى دمشق 1988 ليدرس في جامعة دمشق، وتمت دعوته من قبل عدة جامعات أجنبية ثم انتقل إلى الخارج مجددا ليعمل أستاذا في عدة جامعات بالولايات المتحدة وألمانيا. كتب في الفلسفة والمجتمع والفكر العربي المعاصر، إضافة إلى مساهمات في حقل الأدب. وهو رئيس رابطة الكتاب السوريين التي تأسست عام 2012 إثر انطلاقة الثورة السورية. من أعماله: “نقد الفكر الديني” و”الاستشراق والاستشراق معكوساً”، و”ما بعد ذهنية التحريم”، و”في الحب والحب العذري”، إضافة إلى أعمال أخرى كثيرة.

تقاعد العظم عام 1999 من منصبه كرئيس لقسم الفلسفة في "جامعة دمشق"، لكنه أكمل نشاطه كأستاذ زائر في بعض الجامعات الأوروبية والأميركية. أما في الشأن السوري العام، فكان من الأسماء الموقّعة على بيان الـ"99" الذي يطالب بإنهاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات العامة في البلاد (عام 2000). كما كان فاعلاً في إطار عمل "لجان إحياء المجتمع المدني". لكن ذروة ارتباطه بالشأن العام كانت عند انطلاق الثورة السورية، عندما أعلن بوضوح تام وقوفه إلى جانب الثورة السورية وكان مؤمناً حتى أيامه الأخيرة بانتصار الثورة السورية ولكنه رحل قبل ان يشهد الانتصار بالرغم ما يشهده الثورة السورية من انتكاسة.