Share |

(سر السرطان) قصة قصيرة بقلم : سيامند ميرزو

 

 

عادت زوجته.الى المنزل دون مقدمات وقالت ثلاث مرات طلقني ..واعتبرت نفسها مطلقة

احس الزوج ان جاكوج قاضي المحكمة اندقت براسه ثلاث مرات

لكن بلعها..واحسها انه غير

متضايق عما سمعته منها لكنه بادرها بهدوء وسألتها : ''لماذا''؟

نظرت إليه طويلاً وتجاهلت سؤاله بل دفعها الغضب من الخروج الى الغرفة الاخرى بعدما اغلقت الباب بشدة ..كأن برميل معبأ بالرصاص نزل على رأسه بعدما..

تبعتها للغرفة الثانية وطلبت منها الخروج وهي

صرخت بوجهه ثانية : ''أنت لست برجل''

أراد فهم ماذا حدث لزوجته لكنها لم تعطيه سبباً حقيقياً يرضيه في تلك اللحظات العصيبة

جرى بينهما نقاشا حادا تخلله السباب واستفزته بلسانها فكررعليها طلبه بأن تخرج من الغرفة فأبت، حاولت اخراجها بالقوة لم يستطع عاد إلى غرفته ، وفاجأته بأن قذفته بالحذاء على أسفل رأسي من الخلف فأنكمش غضبا وهياجا وقام بضربها ضربا مبرحا، وهي تسبه وتزيد من غضبه ،حتي اخر لحظة ضرب يده لرأسها اليابس فانشرخ عظمة يده

لايعرف ماذا حصل له ولها اصبح يحوم في المنزل...بعدما استولى على جميع وسائل الاتصال كي لا تتصل بالبوليس

اعتقد لوهلة أنها قد فقدت عقلها!!

ايام لم يتبادلوا الحديث، وبإحساس عميق

بالضعف

وصل به الى درجات كبيرة من الوسواس بعض الاحيان ينطق باشياء غريبة وهو لايريده

حتى اصبح بحكم المجنون

قدمت لزوجته اكثر ما قدم لها في بداية حياتهما

سجل لها على الورقة رسميا المنزل والسيارة و90٪ من أسهم الشركة التي كان يملكها.

فقط للحفاظ على سمعته ومستقبل اولاده

ألقت زوجته لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها،

قالت له لا تهدر وقتك وجهدك

ولو سجلت كل املاك هنا لن يغير من راي في الانفصال

 

انفجر زوجها أمامها ببكاء شديد، الأمر الذي عرفت نقطة ضعفه.وفي .وعيه الراقي ..و طيبته وخوفه من عادات وتقاليد تربى عليها كرجل شرقي وخوفا على اولاده و قد توقعت منه أن يفعلها

.

 

بالنسبة له بكاؤه كان مصدر راحة له وإلا سينجلط وخاصة بعدما ايقن أن فكرة الطلاق التي كانت تراوده أسابيع طويلة قد بدأت تصبح حقيقة ملموسة أمامه.

 

في اليوم التالي عادت زوجته إلى المنزل في وقت متأخر من الليل لتجده منكب يكتب اشياء . لم يتناول شيء هي ذهبت على الفور للنوم، وسرعان ما استغرقت بالنوم، فتحت عينيها في منتصف الليل لتجده مازال يكتب ... لم يكترث امره لها كثيراً

كررت كلامها له

و بانفعال شديد قالت إن كنت رجلا طلقني وعادت

لغرفتها لتكمل نومها مرة أخرى..لحقتها وانفجر كالبركان في وجهها ..وهي من النوع التي كانت تقاوم

برجولتي قهرت كل الظروف لكن لا اصدق ان تختبري رجولتي في كلمة (انت طالقة)

بل انت حيوانه وانانية ومجنون قضم احدى اصابعه لم يشفى غليله ..سحب اصبع زوجته بين اسنانه

حتى تمزق اللحم ونزف دما ولما خرج من الغرفة كل جسمه كان يرتعش وينتفض بشدة كان يتصبب عرقا رغم قساوة شتاء اوربا ولما هدأ نفسه وسكت غضبه شعر بالألم والندم لما حدث

لم يكن يدري ماذا يفعل

 

في الصباح ذهب الى غرفة نومها

وقال لها انا ساطلقك

ولا اريد منك شي

سوى مهلة اسبوع او اسبوعين ..ولي طلب ورجاء يجب علينا

ان نتحايل على القانون وأن نمثل ما في وسعنا امام اطفالنا على أننا نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجين، سبب طلبه هذا كان بسيطاً انه نتيجة اهمال علاج يده اصبحت سوداء من تخثر الدم كسواد ايامه

ذهب الى الدكاترة واجرى اختبارات وتحاليل بانتظار نتائج ، وهو لا يريد أن يؤثر خبر الطلاق على حالته الصحية..

التي جعله المشاكل الزوجية عصبي المزاج، كثيرا و شديد الهياج عند الغضب،بالاضافة الى أصابته بارتفاع ضغط الدم، وابتلاه بمرض التدخين والشرب ، وخفض وارتفاع السكر

كل هذا بطرف وعصبية مزاج زوجته وطريقتها الاستفزازية ، وعنادها الشديد من طرف الاخر

كل هذه الامور كان تزيده من الهياج والانفعال الغير الطبيعي عند الغضب-.

 

.

 

المهم

 

لاقى طلبه قبولاً لدى زوجته لكنه أخبرتها

ان لا ترفض طلبه للزيارات والمناسبات والعزائم لإفخم المطاعم

ورجتها ان تجعل آخر أيام بينهما تمر بسلاسة ، قبلت تنفيذ طلبه خاصة بعدما ذكرتها كيف كانت تترجاه في كثير من الامور ولم ترفض طلبها منها ...حلمها الإزلي ان يبعده عن اهله ويقلص زياراته لهم او استقبالهم ...ذكرته يايام شراء فستان العرس بسعرخيالي ..ووووو

 

واكثر ما كان يستفذه كلامها عبر الموبايل لساعات طويلة مع صديقاتها في احدى المرات بصوت عالي كي يسمعها زوجها

طلبات زوجي غريب فضحكت وقالت باستهزاء : بأن ما تطلبه زوجي شيء سخيف ، ومهما حاول هو أن يفعل بدهاء لن يغير من حقيقة طلبي للطلاق واقع لا محالة.

علما مع مرور الزمن انفقد بينهما اتصال جسدي وشخصي وحتى على مائدة واحدة تفاجىء اولادهما بالمشهد..في احدى المرات

عن اتفاقهم التاريخي

للعشاء معا في مطعم فأصبحوا يصفقون دون شعور ويمشون خلفهم صارخين فرحاً: ''بوكي دلالي .رابا خوكاركا زافى خورتك باكى.

أشعر الاب بشيء من الألم،

 

في الايام التالية تصرفوا بشكل طبيعي أكثر، وكان الاب في كل مرة يضع رأسه على صدر احدى اولاده

 

،و الزمن لايرحمه رسم خطوط القدر على وجهه غزا اللون الاصفر وجهه وتسائل في نفسه ماذا لو عرف الاولاد وزوجته انه له ايام معدوات في الحياة بعد تأكيد الاطباء

ضعفه وتآكل جسمه من المرض اللعين لم يخلق إحساس الألفة والمودة من زوجته تجاهه

 

في صباح أحد الأيام احتار ماذا يلبس لكي يخرج مع الاولاد ، لقد جربت عدداً لا بأس به من بدلاته لكنها لم يجد ما يناسبه فتنهد بحسرة قائلا : ''كل لباسي أصبح كبير علي ولا يناسبني ''، أدركت فجأة أنه أصبح هزيلا مع مرور الوقت،

حملته الكثير من الألم والمرارة في قلبه ، لاشعورياً وضعت يديه على رأس زوجته بحنان،

انتزع زوجته يده بسرعة من رأسها وكاد ان يعضها

لولا تدخل الاولاد : ''أبي حان الموعد المطعم هذا الطقس أصبح جزءاً أساسياً من حياته اليومية. طلب الاب من اولاده أن يقترب منه وحضنهم بقوة

واحد تلو الآخر ...مع الحرص في اخفاء انينه عنهم

، ادرت امهم وجهها عن هذا المنظر حتى لاتفكر ولو لحظة بتغير رأيها

وفي يوم التالي اخبر الاب اولاده بعيد زواجهم

وطلبت من امهم اخر لقطة من التمثيلية

بان تطوق عنقه بنعومة يديها وان تسمح له

بضم جسدها بقوة لجسده كي ياخذوا اخر لقطة ..وصورة .سلفي .للمستقبل

خطى خطوات نحوها

، ضممتها بقوة وقالت لها اذا كانت حياتنا تفتقر إلى المودة والألفة إلى هذه اللحظة

فلنظهرها في الصورة

نظر الاولاد بدهشة لوالدتهم ووالدهم

تركهم في لحظاتهم الحميمية

 

واسرعوا الى ، محل بيع الزهور واختار كل ولد حزمة من الورد جميلة لوالديهما ، سألتهم بائعة الزهور ماذا على البطاقات ، فابتسموا

وقالوا

 

اكتبي.".عيد زواج بس"

اندهشت بائعة الورد ...كانت متعودة على كتابة عيد زواج سعيد..

 

الاولاد رجعوا بسرعة إلى المنزل وحزمة ورد بين أيديهم وابتسامات تعلو وجوههم راكضين مسرعين الى غرفة نوم والديهما لكن..

وجدوا لإول مرة والدتهم تبكي ..بحرقة وتقرأ اخر صفحة من كتابات والدهم

استنتجوا للوهلة الإولى ان والدهم كتب لها اجراءات طلاقها واستنتجوا ان اكثر ما يبكيها ربما ليس رحيله بهذه السرعة كجثة هامدة في فراشه بل حرمانها من ميراثه

ووالداهم صامت .كتمثال.

لم يندهش الاولاد لما رمت والدتهم الورقة على جثة والدهم ..انتشلها الابنة الكبرى

لما قرأت العنوان

وصية

اولادي ..جمال روحي ووجودي سيظل قلبي وعقلي معلقة بكم مثل كفتي ميزان في احزانكم وافراحكم

تمنيت ان اعيش طويلا يا اولادي كي احبكم واساعدكم اكثر ...لكن الاقدار لم يمنحني فرصة ..في هذه الحياة الضيقة اليوم انتم مطالبون بحبي وتحملوا غيابي..

في الوقت الذي كانت امكم تكافح للهروب من الحياة الزوجية كنت اكافح كي انسى من اين بدء آلامي حتى وصلت سر إلام السرطان.