Share |

صدور المجموعة الشعرية ( لأجلكِ عتقتُ قيودي ) للشاعر الكبير أحمد عارف

 

هوزان أمين:  صدرت عن مؤسسة سما للثقافة والفنون في دبي  المجموعة الشعرية الشهيرة ( لأجلكِ عتقتُ قيودي) للشاعر الكردي الكبير أحمد عارف ،  هذه المجموعة تحمل الرقم 28

من سلسلة منشورات مؤسسة سماكرد والتي عودت قرائها دوماً على ابراز ما هو جميل وجدير بالاهتمام والقراءة ، ان هذه المجموعة الشعرية  هي الوحيدة للشاعر احمد عارف كتبها باللغة التركية شأنه شأن العديد من الكتاب الكرد الذين لم تسمح لهم الظروف السياسية الحاكمة في تركيا للكتابة بلغتهم الام ، واتَّجهوا للغة والثقافة التي تلقُّوها وهي التركية.

 وقد اصدرت هذه المجموعة ابان صدورها جدلاً واسعاً وضجة كبيرة في الاوساط الثقافية التركية والكردية عام 1968 كما شغلت الرأي العام التركي واصبحت مدار جدل ونقاش صدرت بموجبها احكام جائرة بحقه اودته الى السجن . رغم ان جل تلك القصائد الموجودة ضمن المجموعة ايضاً كتبها الشاعر في السجن حينما كان اصدرت بحقه حكم بالسجن عامين على خلفية قصائده ومقالاته النقدية التي كانت تتناول النظام الحاكم في تركيا سنة 1950 ، وقد أعيد طبع هذه المجموعة باللغة التركية  ثماني عشرة مرَّة، خلال اثني عشر عاماً بعد صدورها، وأربعين مرَّة حتَّى الآن وبأعداد كبيرة.

وجدير بالذكر ان هذه المجموعة ترجمت من اللغة التركية الى العربية من قبل الشاعرة الكردية السورية ديلان شوقي وقام بمراجعتها وتدقيقها الاستاذ عمر كوجري ، هذه المجموعة مؤلفة من 19 قصيدة  ومن ابرز تلك القصائد قصيدة (ثلاث وثلاثون طلقة ) التي ترجمت الى اللغة الكردية ايضاً واصبحت اغنية مشهورة يتغنى بها الثوار والمناضلين هذه القصيدة تتحدث عن حادثة مقتل 33 كردياً على يد السلطات التركية  في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي  .

تتسم قصائد احمد عارف بالعمق في المعنى والتحام الاحاسيس بالفكر وانبعاث الحياة  وتنوير الفكر حيث كان يكتب قصائده بعدما كان يخذرها في عقله وضمن قلبه ومن ثم ينثرها على الورق هذه الفرادة في الكتابة جعلت قصائده ذات معنىً عميق تعبر عن كينونته ومعاناته مع حموله  وتحاول ايقاظ  وتحريك العالم المحيط به  وتوجيههم الى الحرية عبر بوابة النضال  .

استطاعت المترجمة ديلان شوقي ترجمة تلك القصائد دون الخروج عن منحاها ونفس قصائده الاصلية التي اتسمت بالنفس الملحمي واللغة السهلة السلسة والبعيدة عن التكلف والقريبة من السردية والغنائية كما حافظت على اسلوب ونسق النص الشعري ببلاغة لغوية  بالرغم من ان الشاعر أحمد عارف  لم يكن من انصار ترجمة القصائد الشعرية و كان يقول ( يجب ان لا تترجم القصيدة الشعرية  وتبقى للقصيدة قوتها ومعناها الحقيقيين باللغة التي كتبت بها في حين تفقدها عندما تترجم ) ولكن بالرغم من كل شيئ يجب ان تترجم تلك القصائد وإلا كيف سيتسنى للقراء بغير اللغة التركية ان يتعرفوا ويقرأو أحمد عارف  وغيره من الكتاب والمبدعين.

 

 

 

لمحة عن حياة الشاعر أحمد عارف

 

اسمه الحقيقي أحمد أونال، ولد في 21/4/1927 في آمد (دياربكر) من أبٍ اسمه عارف حكمت، وأمٍّ اسمها ساريه، أمضى طفولته بين دياربكر وسيوريك، وأنهى دراسته الابتدائيَّة في سيوريك. وبدأ دراسة الثانويَّة في مدينة أورفة ، وأنهاها في آفيون. غادر إلى أنقرة، لدراسة الفلسفة، في كلية التاريخ والجغرافية واللغات، ولم يستطع إنهاءها بسبب اعتقاله سنة 1950 على خلفيَّة قصائده وكتاباته، وحكم عليه بالسجن لسنتين. بعد خروجه من السجن، بقي في أنقرة، وعمل في عدد من المجلات. كتب أولى قصائده سنة 1944، ونشرها في مجلة "ملَّييت" سنة 1948، واستمرَّ في النشر لغاية 1955. ثم عزف عن الكتابة الى ان وافته المنية  في أنقرة 2/5/1991.

 

وصدر سنة 2003 عن دار أفتسا للنشر  في اسطنبول كتاب جديد لأحمد عارف، هي عبارة عن مجموعة من قصائده المنشورة في الجرائد والمجلات، وبعض القصائد غير المنشورة له، قام بجمعها ابنه فلنتا أونال، في كتاب حمل عنوان: "وطني، يا شرياني الأكبر.

 

 

ننشر هنا عدة مقاطع من قصيدته المشهورة (ثلاث وثلاثون طلقة)

 

                ثلاث وثلاثون طلقة

 هذه الجبال

 

جبال ميغانيت

 

فجرها ينبثق من وان

 

هذه الجبال صغار نمرود

 

ومع الفجر تقابل نمرود

 

فمن جهة

 

يشتد الصقيع

 

إنها أفق قفقاس

 

من جهة تحدُّك   مملكة السجاد العجمي

 

وعلى القمم تتدلى

 

عناقيد الجليد

 

والحمامات الهاربة على الضفاف

 

وأسراب الطيور

 

الشجاعة لا تخفى

 

شجعان

 

لم ينسحبوا من المعركة

 

منذ آلاف السنين وحتى الآن

 

إنهم أولاد هذا المكان

 

تلك ليست سرباً من الكروكي

 

ولا سرباً من نجوم السماء

 

بل قلباً بثلاث و ثلاثين طلقة

 

ثلاث وثلاثين ينبوع دم

 

.....................

 

................

 

 

 

28 آذار, 2009 01:38:00