Share |

عبداللطيف الحسيني... ونصوصه المتشظية والمحبوكة بالتمرد.... هيبت معمو

 هذه النصوص تطرح تساؤلات في صلب الواقع العامودي ،ولها كم هائل من رصيد البيان والأصول الكلامية والخطاب والدلالة ومناقشة الأفكار التي لا تخرج من الميثولوجيا المباح منها والممنوع واكتساب القدرة على التمييز المعرفي بين التمرد على الذات والقبول بكل تلاوينه وبين سلوكيات مجتمعه والتعبير عنها.

عبداللطيف الحسيني هذا الاسم الذائب في ظلال حرائق عامودا الباحث عن سيمفونية القدر من خلال إلغاء القاعدة المخالفة لوقائع التاريخ ، نصوصه متهمة من تبرير حكم الطاغية وتوصل سلطة الحداثة وفتح الباب أمام كل ما هب ودب ... وما يرمي إليه كاتبنا في سياق الهدف مدافعا عن حرية الفكر من خلال أسئلته في الحياة وخلط الأوراق وتداخل الرؤى والحفر في متاهات الكلمات قصص وروايات لتغرس فينا إشكالية ملونة بنكهة عامودية ولون العشق المتمرد على رغبة جامحة في وسط الصراخ الكوني المزعوج يدق ذاته بهروات قادمة من زمن قادم وهو ينسج أوراق واقعة ليفسح المجال أمام قارئه ... لقراءة هذه النصوص المتناثرة في صمت الكبرياء ... يطرح أفكاره وهو يصطاد إناء الذات ويناقش اليأس والتمزّق تحت ظلال الاسم الجريح ..!؟

خاطب العتمة من خلال ظلالها المرتجفة من ذاكرة عامودا الحرائق والمحترقة والتي شكلت قحطا وتمردا ... مخاطبا ذاته من خلال حمولاته الثقيلة عبر فضاءات الظلال التي ولدت أبجدية الخجل.

صمت وقلق أيقظ تسونامي من غفوته ليطهر المرتعبين ويختلط الجميع مع بعضهم البعض المنادى والموالي الرسمي بالمهمش ...

فهذه النصوص ذات تمييز لافت بجرأتها على طرح العديد من القضايا الحياتية المغيبة أو المسكوت عنها احتضانه لهذه القضايا يبعث الأمل في النفوس من خلال ... لم تكن سنواتنا إلا صراخا أو احتجاجا خبأناه لنعلنه كلاما جارحا فيما بيننا.

فنحن الشرقيين نسير في عدة اتجاهات متناقضة وازدواجية بين الفكر والواقع فمن خلال سياق تطورنا الاجتماعي يجب أن نواجه الأسئلة بشفافية تامة ... لكن عبداللطيف أقحم الواقع إقحاما في نصوصه من خلال تناول الأشياء بطريقة طبيعية وفنية راقية ... وبما أن حركة الإنسان تفرض عليه أن يطلع كل شيء ويناقش كل شيء فمن حقه أيضا أن يؤكد بأنه لا يوجد شيء غير قابل للنقاش من خلال المهمش ... من فضلك أفسح لنا طريقا للإنسان الجديد الصائت كي يجمل دنيانا .

وعندما تلتحق بدورة الحياة الثقافية التي كانت مقصاه لسنوات فما عليك إلا إن تكون فعلا في التضاريس والمتاريس والفجوات الموجودة في قراءة العتمة ... من غاب عنه أذكره بأن تغيير مسارنا يأتي لوأد ما بدأناه ساعة فشهرا حتى أكملنا سنة ولد خلالها جيل تعلم النقد وجاء ليمارسه علنا لا اغتيابا .

هذا الثائر في رحاب ترك شرارة فكرية ليشعل لنا شمعة من الحداثة والإبداعية والسير بها نحو معالجة المواضيع اليومية من خلال نصه جنكو .... لنرى هل سرقت فوضى المكان منا شيئا قلما أو ريشة أو علبة دخان ومن جهة أخرى تؤلب الجملة على الصورة والشعوب على قياداتها وتحويل كل هذا إلى مشروع يخدم المجتمع ومن أجل الجميع وما محاولته بناء محضر أدبي لمراقبة الشموع المنهوبة من محلات عامودا وما تظلله مرآة ذاته والتحافه ظلا لحجب الأعين عن القهر الموجود في مقدساتنا لا يخشى الحداثة لأنه حداثوي ويعري التقليديين لأنه يملك الموهبة ولا يمزق كثيرا عندما يكتب لأنه يملك مقاييس الكتابة هذا الكوردي الجريح الذي يهم مفردات الحياة بصمته الشره يشتل الأغاني في الأزمنة الهاربة والهادئة والشرسة معا لتغيير الألوان والأشكال والأنفس بهمس عامودي وصمت كوردي.

 

 

 

هيبت معمو

                                                                                                                            18 / 10 / 2012