Share |

في ذكرى حريق سينما عامودا… مدير مؤسسة سما : عارف رمضان

النصب التذكاري لشهداء حريق سينما عامودا

تمر ذكرى حريق سينما عامودا يوم 13\11 من كل عام وفي هذه الايام تمر الذكرى الثامنة والاربعين على تلك المأساة  الموجعة التي المت بالكرد في مدينة عامودا 

حيث قدمت هذه المدينة الجميلة جيلاً كاملاً من فلذات أكبادها في ذلك اليوم المشؤوم  الذي ادى الى استشهاد قرابة 300 طالباًً من طلاب  المرحلة الابتدائية في مدارس عامودا واسدلت الستائر على جيلاً كاملاً من ابناء هذه المدينة الذين سيقوا الى الموت بأرجلهم بدافع الدعم والمساندة للثورة الجزائرية وذلك بعرض فيلم يتناول احداث الثورة في الجزائر وابطالها  مثل المناضلة جميلة بوحيرد وهذا دليل على إنسانية الشعب الكردي ، وتأثر الكرد بآلام غيرهم من الشعوب، وهي صفة تميز روح هذا الشعب الانساني الذي لم يتوانى يوماً عن دعم كافة الشعوب المظلومة والمضطهدة رغم معاناته من الالم والحرمان ذاته.

وامام هول وعظمة هذا الحدث الجلل قمنا في مؤسسة سما بجهود بسيطة لتسليط الضوء على ذلك الحدث  والنقاش عليها  كبادرة منا في سبيل رد ولو جزء بسيط من واجب يملي علينا القيام به امام تلك اللحظات الحزينة ، والصور الكئيبة التي تتبادر إلى المخيلة من جراء ذلك الحدث.

 

فقد قمنا بالاعلان عن مسابقة ودعونا فيها كافة المثقفين بالمبادرة ارسال نتاجاتهم عن هذا الحدث سواء كانت كتاب او شعراً او نتاج فنياً  اي عمل ابداعي يبرز معنى وألم هذا الحدث وقد وردت الينا العديد من النتاجات الفنية والادبية وفي النتيجة تم اختيار كتاب ( حريق سينما عامودا ) لطبعها من جديد بشكل منمق وحديث يليق بمستوى الحدث هذا الكتاب من تأليف ملا احمد نامي وترجمة عبدالقادرعكيد حيث يوثق الكاتب ذلك الحدث في  كتاب ويروي حكايتها بكل واقعية وسيرى النور في وقت قريب جداً.

كما قمنا بتنظيم كونفرانس بالتعاون مع  موقع عامودا الالكتروني و بعض المؤسسات الالمانية و جامعة بوخوم بتاريخ 11/11/2006 وبحضور شخصيات بارزة منها من عايش تلك المأساة حيث القيت العديد من المحاضرات وأقر المجتمعون بضرورة البحث وجمع كافة المعلومات المتعلقة بهذه الجريمة وتوثيقها.

في الختام  ننحني اجلالاً واكباراً لروح ضحايا هذه الحدث الجلل ،عامودا جرحك لم يندمل بعد ؟ ولازالت النيران متقدة ونارك لم ينطفئ بعد ، وهاهم أهل تلك المدينة  يستقبلون هذه الذكرى الاليمة هذا العام كما في الاعوام السابقة بتنظيم الزيارة إلى دار السينما التي تحولت الى مزار للخالدين، وكذلك الى مقبرة المدينة ليوقدوا الشموع وليضعوا الاكاليل من الزهور على الاضرحة .كنا نتوق الى رؤية الاخوة في الجزائر الى المبادرة بالمثل  واحياء هذه المناسبة  او القيام بواجبها اتجاه هؤلاء الشهداء وعدم نسيان هذه الذكرى ، على اقل تقدير  كان على  المثقفين الجزائريين ان يدونوا او يشيروا الى هذا الحدث لشعبهم ، كما كان مطلوباً من الحكومة تسمية شارع او حي من احياء العاصمة بإسم عامودا، هذا اقل ما يمكن ان يقدموا لشباب في عمر الورود ضحوا بارواحهم في سبيلهم ولكن وا اسفاه بل قامت الحكومة الجزائرية بالعكس من ذلك في عهد الرئيس هواري بومدين حين قام برعاية اتفاقية الجزائر المشؤومة  ضد مصلحة الثورة الكردية في كردستان العراق وسميت آن ذاك اتفاقية الجزائر عام 1975.

 

 

 

مدير مؤسسة سما للثقافة والفنون

 

عارف رمضان

 

الامارات العربية المتحدة – دبي

 

12 تشرين الثاني, 2008 06:41:00