Share |

لقاء امرالي وتبعاته ... هوزان أمين

 تاتليسس وبرور يجتمعان في اربيل
( عملاقي الغناء تاتليسس وبرور يجتمعان في اربيل )

( عملاقي الغناء تاتليسس وبرور يجتمعان في اربيل )

 

بعد اربعون عاماً من الفراق ، التقى الفنانان الكورديان الكبيران شفان برور و ابراهيم تاتليسس في فندق ديوان  بهه ولير عاصمة اقليم كوردستان العراق، اجتمعوا ليس بسبب كونهم ينتمون الى مدينة واحدة وهي أورفة في شمال كوردستان، انما جمعتهم التطوات الاخيرة التي تجري على الساحة الكوردية في تركيا، وخاصة المحاولات الجادة التي برزت على السطح بعد زيارة النائب احمد ترك عن محافظة ماردين و ايلا آتا آكات النائبة عن محافظة باطمان ، لسجن ايمرالي ومقابلتهم لزعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان،المعتقل في تركيا منذ عام 1999 والمحكوم عليه بالسجن المؤبد، بهدف الاتفاق معه على صيغة عملية تنهي الاقتتال الكردي و التركي، وان دل على شيء انما يدل على اعتراف تركي بعدم جدوى الحرب والتمشيطات العسكرية وانهاء الحزب المذكور وانما يتطلب ايجاد طريق آخر لانهاء المسألة التي كلفت تركيا الكثير الكثير ولم تنجح كافة خططتها ومحاولاتها بل زادت من قوة وعزيمة حزب العمال الكوردستاني لاجل النضال حتى تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في تركيا ، وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي اعترف فيها كبار المسؤولين الاتراك بضروة اتخاذ السلام كوسيلة للحل ، وتهدف تلك الزيارة الى فتح ابواب جديدة امام طريق الحل للقضية الكوردية في تركيا ، بعد معاناة طويلة من الحروب والمعارك ونتج عنها عشرات الآلاف من الضحايا من الطرفين ، والملايين من المهجرين و خلف دماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلاك العامة والخاصة، ربما يعتبر هذه الزيارة من المحاولات الجادة والتي ربما يكون الابرز في سبيل وضع خريطة طريق للحل و انتصار السلام والديمقراطية ، واسكات صوت السلاح والبنادق.

 حيث صرح احمد ترك بعد زيارته تلك ان مطالب اوجلان ليست مستحيلة الحل ، ويمكن الاستجابة لها ، ان كانت في نية تركيا الحل وجادة في الامر ، وقد كان لتلك الزيارة الوقع الكبير على الساحة الكوردية في تركيا ، وكذلك لاقى ترحيباً من حكومة اقليم كوردستان وعلى رأسهم الرئيس مسعود البارزاني رئيس الاقليم وعبر عن سعادته بذلك، وكذلك نالت رضى وتأييد الرأي العام العالمي وتصدر خبر تلك الزيارة مانشيتات اغلب الصحف المحلية والاقليمية والعالمية ، وكانت لتلك الزيارة اثر على اغلب فئات المجتمع ، في تركيا وفتح ابواب النقاش مفصلاً على الوضع الكوردي هناك ، و خرجت بيانات مؤيدة من الفنانين الكورد والترك ، وكذلك كانت لتلك الخطوة اثراً ايجابياً كبيراً حيث توحدت الرؤى والافكار بين الاطراف المتنازعة على ضرورة ايجاد حل للقضية الكوردية في تركيا لاجل حقن الدماء وفتح آفاق جديدة امام النضال بالطرق الشرعية والسياسية ، واصدار عفو عام عن السجناء بداية لابداء صدق النية .

انما الحدث الفني الابرز الذي طرأ نتيجة تلك الخطوة ، اللقاء الذي جرى بين الفنانين المشهورين شفان برور وابراهيم تاتليسس في اربيل ، الاثنين ينحدران من مدينة اورفة ، ولكل منهما اسلوبه الخاص في الغناء الاول اختار الهجرة والغربة وطريق النضال والغناء للكورد وكوردستان ، ونتيجة ذلك منعت اشرطته في تركيا، واصبحت جريمة من يعتقل وبحوثته كاسيت او اغاني شفان برور كونه كان من الفنانين الثوريين ونادى مراراً بالثورة ضد الظلم في تركيا ، والعصيان في سبيل نيل الحقوق وسلوك دروب المقاومة في سبيل تحقيق اهداف الشعب الكوردي بالحرية والاستقلال ، اما ابراهيم تاتليسس فقد اختار الغناء باللغة التركية و التهى بالاموال والغناء للحب والعشق ، حتى اطلق عليه تسمية الامبراطور ، وشكل بذلك بالفعل امبراطورية من المطاعم والفنادق والمواقع السياحية ، ولم يشهر كورديته ايضاً إلا في السنوات الاخيرة ، وكان محل انتقاد من الكورد بسبب ذلك ، ولكن ظهر في السنوات الاخيرة بعد التطورات التي جرت على الساحة التركية والانفتاح الذي حصل والذي مازال يجري على قدم وساق ، ودخل ساحة اقليم كوردستان لاستثمار امواله والمساهمة في اعمار كوردستان وبناءه للعمارات الضخمة والشقق السكنية ، وكانت بمثابة التوبة منه والعودة الى الطريق القويم ، والعودة بين اهله وابناء قومه، وما كانت محاولة قتله وجرح نتيجة ذلك وما زال يعاني من جراء ذلك حيث اصيب بطلق ناري في رأسه وشل طرف من جسمه ، وربما كانت تلك محاولة من البعض بعودته الى رشده وعدم دخوله الخط الكوردي والعودة منه  .

اجتمع الاثنين في اربيل وقد  جمعهما اليوم المحبة والسلام والوئام ، ونادى الاثنين بضورة دعم الفنانين الترك والكورد لهذه الخطوة ، والوقوف جميعاً صفاً واحداً في سبيل دعم مشروع السلام والحل بسبل الحوار والديمقراطية، تعانقى وتبادلا الاحاديث عن طفولتهما ، واثنى تاتليسس على كفاح شفان الطويل وقال انه فنان كبير .

 من جانبه قال شفان اننا نخدم شعبنا ، ونادى جميع الفنانين الاتراك بضرورة دعمهم ومساندتهم لمحاولات الحل السلمي ، وقال ايضاً اننا سواء كنا اكراداً ام اتراكاً او لازاً وجركساً اخوة ولا فرق بيننا  .

التآخي