Share |

لنتذكر مبدعينا – تحسين طه ( 1941- 1995)

تحسين طه ( 1941- 1995)

 

هوزان أمين – دهوك - يمر علينا في ال26 من شهر ايار كل عام ذكرى رحيل الفنان الكبير تحسين طه ، يصادف هذا العام مرور 17 عاماً على رحيله ، فوجدت من الاجدر بنا وتقديراً لجهود الراحل ووفاءً لذكراه العطرة استذكاره واعادة بعض محطات حياته الى مخيلة القراء .

حيث يعد الفنان تحسين طه كان من احد ابرز الفنانين الكورد الذين ظهروا على الساحة الفنية الموسيقية الكوردية، نتيجة تمتعه باحساس قومي وطني رفيع والتزامه بقضايا شعبه اكتسب  شعبية كبيرة ، وله اسهامات جليلة وبصمات واضحة في تاريخ الفن الكوردي .   

نبذه مختصره عن حياته :

ولد تحسين طه عام 1941 في آميدي  ( قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك) ، والده طه محمد سليم آميدي ، ووالدته غوربت سليم خانم ، ترعرع الفنان في كنف عائلة وطنية محبة للفن والموسيقى ، ونتيجة عمل والده اضطر منذ صغره الى الترحال الى العديد من الاماكن ، وانهى دراسته الابتدائية في مناطق ونواحي عدة منها ( آميدي، مانكيشك ، زاخو) .

وفي عام 1958 دخل مركز الحدباء في مدينة الموصل ، ولكن نتيجة خروجه في تظاهرات عام 1956 و1957  تم ابعاده من الدراسة واضطر الى ان يعود الى مسقط رأسه آميدية، وهناك انهى المرحلة المتوسطة من دراسته ، ومن ثم غادر الى بغداد ، و دخل كلية الفنون الجميلة فرع المسرح عام 1960 ، وهناك ايضاً نتيجة ميوله القومية والتزامه بقضية شعبه انخرط في الفعاليات والنشاطات السياسية ، وتم اعتقاله وابعاده من الدراسة للمرة الثانية ودخل السجن ، ومع انطلاق ثورة ايلول المجيدة عام 1961 التزم ضمن صفوف البيشمركة ومن ثم عاد الى الدراسة  عام 1963 بعد مجيئ  الرئيس احمد حسن بكر الى الحكم ، حيث تابع دراسته وتخرج من المعهد واصبح استاذاً للفن ، وعين في بلدة مخمور  ، ثم انتقل الى "مدرسة اربيل العلى" واصبح مدرساً هناك  .

وبعد فترة من الانقطاع وبقاءه في سلك التعليم بأربيل ، ومع بداية عام 1970 عاد مجدداً الى الغناء في راديو وتلفزيون بغداد، وقام بتسجيل العديد من الاغاني بالتعاون مع الفنانين عزيز ملا وفاضل آكريي ، وفي عام 1987 وبالتعاون مع فرقة الفن في دهوك والتي كان يقودها الموسيقي المشهور عالمياً دلشاد محمد سعيد ، سجل العديد من الاغاني مع نخبة من فنانين منطقة بهدينان .

عام فقط في الغربة:

غادر تحسين طه الوطن في شهر آذار من عام 1994 الى اوربا لاجل اقامة بعض الحفلات الفنية هناك ،وتقدم بطلب اللجوء السياسي في هولندا نتيجة ظروف كوردستان الصعبة آنذاك واقام مع الفنان فؤاد احمد في هولندا .

وفاته:

بعد عام من طلبه اللجوء تعرض لمرض القلب وتوفي في 28-ايار -1995 نتيجة شوقه ومعاناته من الم فراق الوطن والاهل ، وفي 4-حزيران وبمشاركة كبيرة من عشاق ومحبي فنه ، قدم محملاً على الاكتاف الى ارض الوطن ووارى الثرى في مقبرة آميدية مدينته التي احبها ولم يقدر على تحمل الم فراق هوائها وطبيعتها الخلابة .

اغانيه :

ومع كل تلك الظروف الصعبة غنى الفنان تحسين طه اجمل الاغاني وكانت اولى تلك الاغاني من كلمات والده كأغنية ( رابه جوتيار ، بهدينان ، جومه زاخوكى ) وكذلك قام بتسجيل العديد من الاغاني في الاذاعة الكوردية في بغداد عام 1958 ، غنى من كلمات كبار الشعراء الكورد امثال الدكتور بدرخان السندي  وريكيش آميدي ...الخ،  وغنى تحسين طه الاغاني الوطنية مع العديد من الفنانين الكورد ابرزهم كول بهار وعيشاشان، شمال صائب وفؤاد احمد....الخ .

ومن ابرز اغانيه التي اصبحت على كل لسان واشتهر بها (اسو ـ مله تيمى ـ بيريفاني ، ئاي فه له ك، دستار، كاروان، مله تيمه، بريسه، كه لى كورداين رسته ك ، واغاني اخرى كثيرة ) وقد اخذت اغاني الراحل طابع الحب للوطن والطبيعة وكذلك اغاني التراث والفلكلور الكوردي الغني،  بالاضافة الى اغاني للاطفال الذين كان لهم  نصيب من اغانيه ايضاً.

كما اتسمت اغانيه بالغزل بالعشق بالمحبة والتي كانت تثير اجواء المرح والسحر والجمال، وكانت الحانه  خفيفة معبرة تزرع قيم الخير والفضيلة والحب وترسم لوحات طبيعية جميلة .

خاتمة :

هكذا اسدل الستار على  حياة فنان كبير، بعد ان قدم العديد من الاغاني والتي تقدر بالمئات ، والتي سجلت في 8 البومات غنائية فضلاً عن العشرات من الاغاني التي غناها في الحفلات والليالي ، غادرنا تحسين طه الى دنيا الابدية، ولكن اسمه وصوته وفنه سيظل حاضرا في اذهان الشعب الكوردي في جميع ارجائها وقد غنى كبار الفنانين الكورد اغانيه ، وسيبقى تحسين طه خالداً في وجدان وفؤاد الشعب الكوردي ، وستذكره وينتقل اغانيه  من جيل الى جيل مهما مر الزمان . 

 

جريدة التآخي