Share |

معزوفات على بيادر الحرب… مروان شيخي

الشاعر: مروان شيخي
الشاعر: مروان شيخي

 

– 1 –

 

احتملني ولو بعدَ حين

 

كي أمسحَ عن كتفيَّ

 

ما حملتهُ من مواجع

 

وتعبَ السنين

 

احتملني…

 

كي أوقظَ النجمة

 

وأبثّها لواعجي كالآخرين

 

في لحظة ضعفٍ وغدرِ البشر ِ

 

على بلد أمين

 

احتملني...

 

فأنا المُدان في جسد المعنى

 

وأنتَ المدين.

 

 

 

– 2 –

 

انكسرَ انتظاري

 

قُبيلَ اشتهائي

 

بمسافة القلقْ

 

فدوّنتُ عشقي

 

بكاءً مريراً

 

على جفن الورقْ.

 

 

 

– 3 –

 

لا شيء يرتقي لحزني

 

ويُضاهي قامة كآبتي

 

سوى حمامة

 

أستظّلُ بجناحيها

 

أو نواحَ جائع

 

يستنجدُ الإنسان

 

فيخطأ العنوان...!

 

 

 

– 4 –

 

إذا ما مرّ بكم حلمي

 

مرتدياً خيبتي

 

تذكّروا

 

أنني ضائع

 

وطاعن في الخراب

 

هكذا تورّطت في الحياة

 

دون أن أهزمها.

 

 

 

– 5 –

 

أنا أيضاً مثلكِ

 

أشرعتُ للرّيح همومي

 

ضيّعت حُلمي على المخدّة

 

حين غافلني الليّلُ

 

نجومه بنجومي.

 

 

 

– 6 –

 

ذكّريني…

 

كم مرة عفرتْ

 

تحتَ دالية الصمت

 

في التراب جبيني...؟

 

واعترفتُ للرّيح عنك

 

حين تهاويت من عيون الليّل

 

أحبّكِ وتحبيني…

 

ذكّريني…

 

فقد فقدتُ لُجام ذاكرتي

 

من أوجاع حرب

 

وكثرة الحنين.

 

 

 

– 7 –

 

الليلة...

 

سأعزف النّاي

 

على بيادرِ وجعي

 

وأتّلذذُ كسكّيرٍ

 

يسبحُ في فضاء النشوة

 

أتجردُ من وطنٍ

 

هَدهَد ارتعاشي

 

يومَ عانقتُ حلمي الشاحب

 

وأيقظَ أجفان الغيمة  في روحي.

 

الليلة...

 

سأعزفُ طبول حرب

 

كنتُ الخاسر فيها

 

وأستسلم للحياة التي غلبتني

 

دونَ أن أخطّطَ للأطفال أحلامهم.

 

 

 

– 8 –

 

أنا الوقتُ

 

أبحثُ عن سُنبلةٍ

 

تُعاندُ النارَ بريح الخيبةِ

 

وتعدُّ القهوةَ

 

في صباح العصافير

 

كي تطفئ الحروبَ

 

بحلاوة التّرابِ

 

في حقول المقابر

 

وتؤرّخ هذيانَ المالِ بالماء

 

 

 

– 9 –

 

قلتُ للريح مرة:

 

يا ريحُ هل جربتِ مثلي

 

أن تبكي بحسرة وتصيحي

 

وأنت تلامسين

 

عضلات بطنٍ خاوٍ

 

لامرأة ٍثكلى

 

أو طفل ٍجريح؟

 

 

خاص موقع سبا