Share |

منشورات رامينا.. أول دار نشر تهتم بأدب الأقليات في العالم وخاصة الأدب الكردي

منشورات رامينا
منشورات رامينا

توجه دار نشر تأسست حديثا اهتمامها إلى أدب الأقليات في العالم، وخاصة الأدب الكردي، وتخاطب بمنشوراتها هذه الأقليات في العالم العربي.

 

ويقول الناقد السوري الكردي هيثم حسين الذي أسس دار (منشورات رامينا) في لندن العام الماضي، وهي دار نشر مستقلة متعددة اللغات وتصدر كتبا باللغات الكردية والعربية والإنجليزية، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي(AWP) إن المشروع الذي تبنته الدار يبحث في أدب الأقليات والمهمشين في العالم “لكنه يأتي بغرض ثقافي أنثربولوجي يضيف معرفة جديدة للقارئ”.

 

وشدد حسين، وهو روائي سوري، أن مثل هذه الخيارات تستهدف توجيه اهتمام القارئ صوب ثقافات مهمشة لا تجد اهتماما كافيا في العالم العربي، موضحا أن لدى الدار خطة لترجمة نصوص من أدب الأقليات في العالم كله.

 

وأضاف مؤسس (منشورات رامينا) التي أصدرت حتى الآن حوالي 40 كتابا “مشروع الدار يعبر عنا كأكراد سوريين عاشوا داخل فضائنا العربي. أنا عربي كردي سوري أعيش في بريطانيا وأدرك ما واجهناه من صعوبات للتعبير عن هذه الهوية”.

 

وتابع قائلا “هناك فجوة بين العالم العربي والأكراد رغم وجود الأكراد داخل نسيج الثقافة العربية، وهذه الفجوة تتجاهل التاريخ المشترك بين الثقافتين للأسف”.

 

وأشار إلى أن وجود الأكراد في بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق كان وجودا اجتماعيا، لكنه لم يترجم إلى تواصل ثقافي “وهذه واحدة من المشكلات التي تعمل الدار على ترميمها”.

 

وأوضح أن هناك جيلا في إقليم كردستان بالعراق ولد نهاية تسعينيات القرن الماضي لكنه لا يتقن العربية “فقد جاء إلى الحياة في سياق سياسي معقد خلق رد فعل سلبيا إزاء اللغة العربية وثقافتها، واليوم وجدنا أن هذا الأمر غير مقنع لنا نحن الذين نطمح إلى مد جسور الصلة والتواصل”.

 

 

 

* هويات متكاملة

يرفض حسين أن تعكس منشورات الدار أي سياسات تقترحها مؤسسات التمويل المهتمة بأوضاع الأقليات في العالم.

 

وقال مؤسس (منشورات رامينا) “نؤمن بأنه لا توجد هوية ثقافية قادرة على إلغاء أي هوية أخرى، كما نرغب في عالم يقوم على الهويات المتكاملة”.

 

وأبرمت (منشورات رامينا) في الآونة الأخيرة عدة اتفاقيات للتعاون مع مبادرة (ترجم) التي ترعاها هيئة الترجمة والنشر في السعودية، وذلك بغرض ترجمة الأدب العربي، وخاصة الأدب السعودي، إلى اللغة الكردية.

 

ومن بين المؤلفين السعوديين الذين تجري ترجمة نصوصهم إلى الكردية حاليا الروائي يوسف المحيميد، وسعد البازعي، وأميمة الخميس.

 

ويقول حسين “ستكون هذه هي المرة الأولى التي تترجم فيها أعمال عربية إلى الكردية بهذا الحجم”.

 

وأضاف “على الرغم من كل تاريخنا المشترك، لا يعرف قراء العربية الكثير عن الأدب الكردي، كما يجهل القراء الأكراد معظم ما أنتجته الثقافة العربية، وغالبية ما ترجم بين الثقافتين كان نتاج جهد فردي، وليس تعبيرا عن رؤية أو خطة مؤسسية”.

 

وأشار إلى أن الشعر كان أكثر حظا في الترجمة بين اللغتين العربية والكردية، وقال “ترجمت بعض نصوص محمود درويش وأدونيس ونزار قباني، كما ترجمت بعض أعمال الشاعر الكردي شيركو بيكه س إلى العربية وأصبح معروفا لدى كثير من القراء العرب”.

 

وأضاف مؤسس (منشورات رامينا) أن القراء الذين تستهدفهم الدار موجودون في تركيا وإقليم كردستان في شمال العراق، غير أنه أكد أن من يعيشون في تركيا لا يهتمون كثيرا بالأدب العربي “كما أنهم لا يهتمون بالرواية وهي التي تقود المشهد الأدبي في العالم العربي”.

 

ويتطلع حسين إلى زيادة حجم التعاون مع مؤسسات عربية أخرى تعمل في مجال الترجمة، مؤكدا أنه يبذل جهودا كثيرة للتغلب على عثرات التمويل، كما يدرك في الوقت نفسه أن كل جديد يثير التوجس، ويعقد آمالا كبيرا على جدية المشروع وقدرته على إقناع مؤسسات أخرى بالتعاون معه.

 

لا تهتم الدار بأدب الأقليات فحسب، بل تطمح أيضا إلى متابعة آداب العالم خارج الدول المركزية الأوروبية.

 

ويقول مؤسس (منشورات رامينا) إن مؤسسات الترجمة في العالم العربي لم تكن تتلقى دعما لترجمة أعمال أناس يشاركونهم نفس المكان الجغرافي.