Share |

مهرجان دهوك السينمائي الدولي الاول ( خطوة كبيرة نحو تدويل المهرجان وجعله عالمياً)

الضيوف المشاركين
كاميران بيتاسي - بشير الماجد - الدكتور ابراهيم محمود - خليل ايغون- عمر توفي- محمد آكتاش

 

تحقيق خاص للتآخي اجراه : هوزان أمين- انطلق من قاعة المؤتمرات بجامعة دهوك مراسيم مهرجان دهوك السينمائي الدولي الاول في التاسع من الشهر الجاري ويستمر لغاية السادس عشر منه ،

دهوك اذ تحتضن هذا المهرجان الضخم على صعيد اقليم كردستان والعراق ، بمشاركة  88  فلماً سينمائياً  توزعت بين وثائقي وطويل والافلام القصيرة  ومن دول اجنبية عدة مثل ( فرنسا ، ايطاليا ، المانيا  ، تركيا ، ايران ...الخ ) ، فضلا عن مشاركة عدد من الأفلام المحلية ، حيث حضرها العديد من المخرجين الكرد من اقليم كردستان ، و بلغ عدد الضيوف المدعوين الى المهرجان من مخرجين وممثلين وصحفيين اكثر من 150 شخصاً    .

هذا المهرجان يقام برعاية رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني ، ويموله وزارة الثقافة والشباب ومحافظة دهوك بالاضافة الى عدد من التجار والمقاولين ورجال الاعمال وشركات كبيرة داخل محافظة دهوك ، وينظمه دائرة السينما والمديرية العامة للثقافة والفنون في محافظة دهوك .

بدأت مراسيم الافتتاح بعد ان اكتظت قاعة المؤتمرات بحشد كبير من الضيوف والمدعوين وبقيت اعداد كبيرة خارج القاعة التي كانت تتسع ل 800 شخص ، كما حضرها العديد من المسؤولين وعلى رأسهم وزير الثقافة والشباب والرياضة الدكتور كاوا محمود ، والسيد زيرك كمال المستشار الثقافي والفني لرئيس الوزراء نيجرفان البارزاني ممثلاً عنه ، والدكتور فاضل عمر  ممثلاً رئيس مجلس محافظة دهوك ممثلاً المحافظ ، بالاضافة الى عدد كبير من النواب وممثلي الهيئات الرسمية والاهلية في المحافظة والاقليم .

تم نقل وقائع المهرجان بشكل مباشر عبر فضائية كردستان ، وغطى وقائع الافتتاح جيش من الصحفيين من داخل وخارج الاقليم .

بعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء برفقة النشيد القومي الكردي ( أي رقيب)  ، قدمت كلمات من قبل كلٍ من  الدكتور فاضل عمر بإسم محافظ دهوك ، و السيد زيرك كمال ممثلاً لرئيس الوزراء ، وكلمة اللجنة العليا المنظمة للمهرجان قدمها السيد عادل حسن المدير العام للثقافة والفنون في دهوك  ، كما قدم القنصل الايطالي في اقليم كردستان كلمة، نظراً للمشاركة الواسعة للافلام الايطالية في المهرجان .

وجميع من تحدث اشاد بحسن التنظيم وشكر الحضور والممولين ، كما اثنوا على دور السينما في ايقاظ الوعي لدى الانسان ، واهمية المهرجان من الناحية الثقافية والفنية ، واعتبروها دعم للفنانين والسينمائيين الكرد ، وتمنوا ان يكون هذا المهرجان حافزاً في سبيل تطوير صناعة السينما في محافظة دهوك ، وخطوة مهمة في سبيل تبادل التجارب والتعرف فيما بين الفنانين والتعرف على تجارب الاخرين ، كما تمنوا ان يكون السينما العامل القوي في سبيل تعزيز الثقافة وترسيخ التعايس ونشر ثقافة التسامح فيما بين الشعوب .

وكانت جريدة التآخي حاضرة في المهرجان، واستقطبت عدد من الآراء التي تشكلت حول المهرجان من خلال العروضات والتنظيم ، والطموحات والاهداف من وراء هذا المهرجان ، حيث قال الممثل والمخرج العراقي بشير الماجد" بعد تغييب السينما ودورها المهم بشكل خاص والثقافة بشكل عام ، عبر تهميش الدور الحضاري والمعرفي للسينما وتفشي الجهل عبر ممارسات مفتعلة لتدمير البنية الثقافية في العراق، كان لا بد لصناع السينما ان يعيدوا بناء هذا الوسط التعبيري الثقافي المهم، وهنا في مهرجان دهوك السينمائي الدولي، ارى انها بادرة مبكرة، وخطوة اولى بالاتجاه الصحيح .

وعن تأمله للمهرجان في الدورات القادمة قال"ان يكون في اقليم كردستان مهرجاناً سينمائياً ودولياً يعتبر خطوة مهمة في مسيرة بناء وترميم المشهد السينمائي في العراق ككل ، كما ابدى شعوره بالتفائل من خلال التنظيم المبرمج وطريقة التحضيرات الاحترافية ، ويتضح مدى الجهد المبذول من قبل اللجنة التحضيرية والجهات الراعية والحكومية وغيرها، وقال في النهاية ان هذا المهرجان بحاجة الى دعم متواصل وستكون دوراته القادمة اكثر نجاحاً "  .

ثم التقينا بالمخرج الكردي كاميران بيتاسي المشارك بالمهرجان عبر فيلمه القصير ( المرآة السوداء) .

قال  " انه يعتز ويفتخر بمشاركته في مهرجان سينمائي دولي بمدينته دهوك ، وقال انه مهرجان كبير يضاهي مهرجانات العالم ، ولكنه ابدى ملاحظة حول الترجمة الانكليزية لجميع الافلام ، واقترح في الدورات القادمة ان تكون هناك ترجمة كردية للافلام ليتمكن الجمهور من معرفة ما يجري في الفيلم" .

وعن فيله القصير المشارك في المهرجان قال  " لكل شخص رأيه الخاص و اعتقد انه سيعجب العديدن وربما لن يكون محل اعجاب البعض ايضاً هذه حرية النظرة ، وانا هنا ليس فقط لاجل الجوائز رغم انني تلقيت بعض الجوائز عن افلامي في مهرجانات اخرى ، ولكني لا اصنع افلاماً لاجل الجوائز ، وان لم افوز بجائزة لايعني هذا انني ساجلس في بيتي واترك الاخراج ، لا بالطبع ."

كما التقينا بالمخرج الكردي القادم من كردستان الشمالية ( تركيا) خليل آيغون والمشارك بفيلمه الوثائقي ( دوم) أي الغجر، حيث صور حياتهم واحوالهم وحبهم للطرب والموسيقا عبر آلتهم الموسيقية ( الكمانجة) في منطقة ماردين ، وقال " عنهم انهم يحملون ثقافة مختلفة ولهم لغتهم الخاصة ، وقد صورت حياتهم كما هي طبيعية للغاية دون استعمال اجهزة الاضائة والى ما هنالك من اجهزة ، ويبلغ مدة الفيلم 22 دقيقة وهو من نوع الافلام القصيرة الوثائقية ، وهو مشارك في المسابقة اتمنى ان ينال اعجاب اللجنة".

قالان مشاركته في المهرجان فرصة حلوة ، والمهرجان مختلف عن المهرجانات التي شارك فيها سابقاً في تركيا ، وقال انه اضخم واوسع ، مهما يكن فالمهرجان مهم للغاية وان حملت بعض النواقص لكنه يبقى مهماً ومهرجاناً كبيراً ، وسيتطور في المستقبل

ثم التقينا بالمخرج السينمائي محمد اكتاش صاحب شركة ميتوس لصناعة الافلام في المانيا  المشارك في تنظيم هذا المهرجان وسألناه عن تقييمه للمهرجان بشكل عام قال " اجد ان مستوى المهرجان هذا العام اعلى من العام الفائت ، والمهرجان اصبح دولياً ، وهناك مشاركة كردية من اربعة اجزاء كردستان ، للاسف لا نجد حضور  كردي من كردستان سوريا ، ولكن هناك حضور قوي من مخرجي كردستان ايران وتركيا واقليم كردستان ، و مشاركة من الدول الاوربية وغيرها  ،  وهناك سينمائيين جيدين على مستوى العالم حضروا هذا المهرجان ، واستطيع ان اصف هذا المهرجان بانه اساس المهرجانات ، أي حين تبدأ ببناء عمارة يجب اولاً وضع الاسس وتأمين المواد ، واعتبر هذا المهرجان اساساً وآمل ان يكبر اكثر فأكثر في المستقبل."

ثم سألناه عن تحقيق دولية هذا المهرجان وهل هذا امر ممكن قال " صحيح ممكن ان يتحقق هذا ويصبح المهرجان دولياً في المستقبل  وهذا يعود الى دعم المسؤولين في الحكومة ومديرية السينما شعب دهوك و اغنيائها ، وهناك عمل جاد من قبل الفنانين الشباب ويعملون ليل نهار .

وعن دور شركتهم ميتوس في هذا المهرجان قال " انهم يتعاونون مع المديرية العامة للثقافة والفنون ومع حكومة الاقليم ، ونتعاون على صعيد العلاقات مع السينمائيين في الخارج ، ونعمل مثل الجسر بين اقليم كردستان واوربا ، وبين السينمائيين الكرد والعالميين ، ونحاول ان نضع خبراتنا وتجاربنا التي اكتسبناها عبر عملنا في اوربا لسنوات طويلة في خدمة حكومة اقليم كردستان والمهرجان "

ثم التقينا بالدكتور ابراهيم محمود ، مسؤول قسم السينما في كلية الفنون الجميلة في جامعة صلاح الدين الذي حضر المهرجان ، وقال " انه حضر المهرجان العام الفائت مع طلاب قسم السينما ، وكان المهرجان ناجحاً ، واليوم ايضاً نحضر المهرجان ولا زال في بدايته ، ويبدوا ان هذا المهرجان ايضاً سيكون ناجحاً ، من الافتتاح ومن فيلم المخرج الكردي الكبير هونر سليم ( ان مت ساقتلك )  هذه دلائل على النجاح.

وسألناه عن رأيه ومن خلال البرنامج وكيف يقيم الافلام المشاركة ومستواها  " قال هناك افلام كثيرة ، محلية واقليمية ودولية ، وهذه خطوة جبارة في سبيل المستقبل ، واظن انهم ان استمروا على هذا المنوال ، واستطاعوا دعوة الاوربيين بشكل اكبر ، سيكون خطوة نحو تدويلها "

وعن فائدة هذا المهرجان للسينما الكردية قال " هذا المهرجان يعتبر البداية في وضع اسس السينما ، عندما تقام مهرجانات ويحضرها الفنانين ويحضرها جمهور ، ويتم تقييمها ونقدها ، هذا سيفتح الابواب ام تطوير هذه الصناعة ، وهذه خطوة جيدة ، واريد ان اشيد هنا بدور السيد عادل حسن المدير العام للثقافة والفنون والجهود التي يبذلها لاجل انجاح المهرجان ، ومشاركة الجمهور هنا ، وهذه خطوة جيدة لاجل السينما الكردية وتطويرها في مختلف الاماكن .

ثم انتقلنا الى اللجنة المنظمة للمهرجان والتقينا بالسيد عمر توفي عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان ، وسألناه عن مجريات المهرجان وهل هي تسير حسب ما خطط له ، ام لا ؟ قال " لقد سررنا جداً بالافتتاح الكبير الذي شهده انطلاقه المهرجان ، وقد فاق تصوراتنا ، خاصة من ناحية الحضور حيث يبلغ اعداد المقاعد داخل الصالة 840 مقعد وقد امتلأت الصالة ، وبقي عدد كبير واقفاً داخل الصالة وخارجها ، وهذه ظاهرة جديدة على اهالي دهوك ، ولدينا عروضات صباحية ومسائية ، وقد حضرت العديد من المهرجانات ، وجدت دوماً الحضور في الفترة الصباحية قليل جداً نتيجة التهاء العالم باعمالهم ودوامهم ، ولكن اجد المشاركة هنا جيدة من قبل المشاهدين ، وهذه اشارة جيدة ودليل على ان مجتمعنا سيتعود على الحضور ، وسيزداد عاماً بعد آخر ، والمهرجان مهم من هذه الناحية حيث نريد ان نخلق ثقافة السينما وحب الشعب  لدخول صالات العرض السينمائية ، وسألناه عن غايتهم من هذا المهرجان هل هي تعويد الشعب على ارتياد دور السينما ، " قال هناك غايات عديدة وهذه احداها ، كما ان له هدف في تقوية الروابط بين الممثلين والمخرجين والصحفيين والناقدين الحاضرين للمهرجان وتبادل الافكار والآراء فيما بينهم ، وكذلك لاجل ان يتعرف الجمهور على صانعي الافلام ويشاهدهم عن قرب ، ويتجادلوا فيما بينهم ،  كما نريد ان يتعود الناس على ارتياد صالات السينما التي يفتقدها الاقليم وحتى العراق على العموم وهذا حافز ومؤشر لاجل المستقبل "ثم سألناه عن آمالهم وتصوراتهم للمهرجان في المستقبل قال " نريد ان يكبر هذا المهرجان شيئاً  فشيئاً ليس على صعيد العراق والشرق الاوسط بل نبتغي اكثر من ذلك ونريدها ان تصبح دولية ، نعم هذه خطواطنا الاولى ، ولكن هناك مؤشرات قوية الى اننا سائرون نحوا لفت نظر العالم والسينمائيين الدوليين ، وانا متفائل جداً وان سرنا على هذه الوتيرة فأملنا سيتحقق ."

المهرجان حاز على اعجاب جميع الحاضرين ، وتجاوز توقعات البعض ، وكان عرض فيلم  ( ان مت سأقتلك ) للمخرج الكردي هونر سليم  بداية قوية ونال استحسان الجمهور حيث حي الحضور مخرج الفيلم بحرارة وتصفيق، وكانت انطلاقة وبداية قوية نحو عرض  88 فيلماً ( طويل  ، وثائق  وقصير  ) تم انتقائهم بعناية من قبل لجنة متخصصة ، عرض قسم منهم وما زالت العروضات مستمرة لغاية ثمانية ايام ، ، الافلام المشاركة موزعة بين  عشرة افلام دولية من الافلام الوثائقية، و12 فيلما سيخضعون للتسابق على  جائزة الافلام القصيرة، و24 فيلما قصيرا في قسم عروض الافلام القصيرة، و13 فيلما في قسم الافلام الوثائقية، و11 فيلما سينمائيا مخصصاً للسينما الايطالية  .

واللجنة التي ستشرف على تحكيم الافلام يتألف من : رئيس اللجنة المخرج شوكت امين كوركي من اقليم كردستان ، والمخرج السينمائي صديق برمك من افغانستان ، والمنتجة الفنية الالمانية بيركيتا مانتي، والناقدة والكاتبة السلوفاكية فيرا لانكيرووا، وكاتب السيناريو والمخرج الايراني كامبوزيا برتوي .

نتمنى ان يكون المهرجان وختامها بمستوى افتتاحها ، وينال الافلام المستحقة الجوائز و يكون هذا المهرجان قفزة نوعية نحو عالم السينما ، هذا الفن الراقي والجميل والذي يمكن عن طريقه ابراز الهم والكردي ومعاناته للعالم ، واخضاعه لرغبة الهدف والطموحات الكردية في خلق صورة جميلة عن ثقافة و تراث شعب غني وكبير ، ولكنه ظل مبهماً ولم يطلع عليه احد ، وبتدويل هذا المهرجان وتطويره سيكون حافزاً قوياً نحو مستقبل السينما الكردية و آفاقها .

 

 

التآخي - العدد والتاريخ: 6404 ، 2012-09-16