Share |

نتائج الانتخابات البرلمانية التركية ...تقرير – هوزان أمين - تركيا

شهدت المدن التركية ولا سيما في اسطنبول وانقرة ومدينة قونيا مسقط رأس رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داوود أوغلو احتفالات كبيرة بعد اعلان النتائج الاولية لفرز الاصوات في الانتخابات التشريعية التي

جرت يوم الاحد ونجح حزب العدالة والتنمية بتحقيق فوز كبير وبخلاف التوقعات استعاد من خلالها الغالبية المطلقة التي كان فقدها قبل خمسة اشهر حيث جمع  49.2% من الاصوات وحصل بالتالي على 316 من أصل 550 مقعداً تركياً تخوله لتشكيل الحكومة بمفرده وهذه النتيجة تُعيد لحزب العدالة والتنمية وزعيمه السابق رجب طيب اردوغان السيطرة الكاملة على السلطة التي تمتع بها طيلة 13 عاماً بعد أن كان حزبه قد فقد الأكثرية المطلقة في انتخابات السابع من حزيران الماضي.

هذا وقد كان قد دعى رئيس الجمهورية التركية الى اجراء انتخابات مبكرة في البلاد بعد ان فشلت مساعي تشكيل حكومة ائتلاف وطني يقودها حزب العدالة والتنمية بعد الانتخابات التي جرت في السابع من حزيران الماضي ولم يتمكن حزب العدالة والتنمية من تحقيق النتيجة التي حصل عليها في هذه الانتخابات وكما يبدو ان حزب العدالة والتنمية كان واثقاً من قدرته على استعادة الاكثرية المطلقة التي فقدها حزبه بعد موجة العنف التي ضربت تركيا وكان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في هذه الانتخابات وهو هل سيشكل حزب العدالة والتنمية حكومة بمفرده؟

وفي خطاب لرئيس الوزراء احمد داود اوغلو أمام انصاره في قونيا مسقط رأسه حيث احتشد مناصري حزبه قال  “اليوم هو يوم انتصار عظيم”، ودعى كافة الأحزاب السياسية للعمل معاً من أجل دستور جديد، مؤكدا أن الرغبة في التوصل لحل للقضية الكوردية ومحاربة الإرهاب سيستمران حسب وصفه.

بالفعل نجح حزب العدالة والتنمية في هذا الامتحان و حصل على نسبة قريبة جداً من 50% وسيقود البلاد لاربعة أعوام أخرى حيث عكست هذه النتائج جميع التوقعات واستطلاعات الرأي التي كانت ترجح بعدم نيله الغالبية المطلقة بسبب سياساته الاخيرة ولا سيما بعد افشال عملية السلام مع الاكراد وادخال البلاد في دوامة عنف جديدة عصفت تركيا في الشهور الاخيرة وادت الى سقوط العديد من الضحايا من الطرفين الكوردي والتركي.

في حين افاد رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، بعد اعلان النتائج وحصول حزبه على 134 نائباً وبنسبة 25.37 % ومجيئه في المرتبة الثانية أن نتائج الانتخابات المبكرة التي أفرزت عن تشكيل حزب العدالة والتنمية للحكومة بمفرده، تزيد من مسؤولية حزب الشعب الجمهوري، خصوصا مع تناقص أصوات باقي أحزاب المعارضة التركية، و أعرب عن بالغ شكره لانصار حزبه لكافة المواطنين الأتراك للمشاركة الواسعة في الانتخابات نتيجة ارتفاع اصوات حزبه مقارنتاً مع الانتخابات الماضية.

هذا وكانت المفاجئة الكبيرة في تراجع اصوات حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للاكراد ولكنه رغم ذلك تجاوز عتبة 10% وحصل على 10.69% خولته لادخال 59 نائباً الى البرلمان ونرى هنا تراجع واضح عن نسبة الـ 13% التي حققها في انتخابات السابع من حزيران ومنحته 80 مقعداً وكان السبب في  حرمان حزب العدالة والتنمية من الغالبية الحكومية.

وفي اول رد فعل للرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش في مؤتمر صحفي عقده في مركز حزبه بالعاصمة انقرة حيثقال  "آمل بان تعزز نتائج هذه الانتخابات آمال السلام من جديد وهذا ما هي تركيا بامس الحاجة اليه".

وجاء في المرتبة الاخيرة حزب الحركة القومية التركية اليمينية المتطرفة حيث جائت النتائج مخيبة كثيراً لاماله في الحصول على نتيجة افضل وتراجع نسبة المصوتين له بنسبة كبيرة عن الانتخابات الماضية حيث وصلت نسبته الى 11.93% و 41 نائباً سيمثلونه في البرلمان.

وقدحصلت الأحزاب الأخرى المشاركة في الانتخابات والمستقلون على نسبة 3.30% من الأصوات، وبلغت نسبة المشاركة  87.11 في المائة من إجمالي من يحق لهم التصويت من الناخبين الأتراك.

وجدير بالذكر انه كان قد بلغ عدد الناخبين المسجلين في تركيا  49.940 .54 مليون ناخباً ، فيما بلغ عدد صناديق الاقتراع في عموم البلاد، 175 ألف، و6 صناديق، بما فيهم 358 صندوق توزعت على السجون.

وتنافس في الانتخابات 16 حزبًا، أبرزهم أحزاب "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، فضلاً عن 21 مرشحاً مستقلاً.

 

التآخي