Share |

وفاة الصحفي التركي الشهير محمد علي بيراند...هوزان أمين

الكاتب والاعلامي التركي الشهير محمد علي بيراند

 

توفي الكاتب والاعلامي التركي الشهير محمد علي بيراند بعد تعرض لوعكة صحية يوم الخميس، 17/1/2013 في المستشفى الامريكي باسطنبول، وشكل بذلك صدمة قوية للمجتمع التركي باكمله ،

حيث كان يحل ضيفاً كل مساء على جميع البيوت التركية لتقديمه الاخبار الرئيسية على قناة ( D)  الخاصة وكان يتميز باسلوبه الشيق والفريد بتقديمه لتلك النشرة ، وصدر خبر وفاته عناوين مختلف الجرائد وبثت جميع الاقنية الفضائية التركية خبر وفاته بشكل عاجل ، واعرب رئيس الوزراء التركي عن اسفه لفقدان كبار الاعلاميين الاتراك وقال انه ارادة رب العالمين .

ولد محمد علي بيراند في إسطنبول عام 1941،  عمل في بداية الامر مع جريدة ( ميلييت ) في عام 1964 ، وتولى رئاسة تحريرها بعد إغتيال (عبدي إيپكجي ) الذي كان يترأس التحرير لفترة طويلة على يد الإرهابي الذائع الصيت (  محمد علي أكجا )  في عام 1979 . واصبح مراسل الجريدة في العاصمة البلجيكية بروكسل وجميع الدول الاوربية قرابة عشرون عاماً ، وفي عام 1985 عاد الى تركيا وبدأ باعداد وتقديم برنامجه الشهري المشهور والذي اخذ صيتاً واسعاً وتابعه ملايين الاتراك والاكراد خلال فترة تقديمه التي استمرت لغاية وفاته ، وهو برنامج ( 32 GUN  ) أي اليوم 32 على شاشة قناة 1 TRT  ، عمل معه عدد كبير من الصحفيين الشباب آن ذاك والذين اشتهروا اليوم واصبحوا محرري ومقدمي برامج تلفزيونية مشهورة ، وجميعهم يأكدون على دور واسلول المعلم او الاستاذ كما يسمونه في تنمية قدراتهم الصحفيية ومن ( جان دوندار، مدحت بركات، علي قرجا ، جنيد اوزدمير، الخ )  .

كانت حياته الصحفية حافلة بالنشاطات واللقاءات التي تمتد إلى مايقارب الخمسة عقود من الزمن ،  عمل خلالها في في عدد كبير  من الصحف التركية مثل ( ملييت،   حرييت ،  صباح ،    پوستا  ، وغيرها )، كما أنه قدم الكثير من البرامج على عدد كبير من الاقنية الارضية والفضائية التركية ومنها (  TRT-CENE 5-  SHO TV   -  - CNN TURK  D CHENAL وغيرها.(

عمل محمد علي بيراند خلال مسيرته الاعلامية ، العديد من المقابلات التلفزيونية المشهور ، ورافق الرؤساء الاتراك في العديد من زياراتهم الى دول العالم ، والتقى خلالها مع العديد من قيادات العالم ورؤساء الدول وكبار رؤساء الاحزاب ، ومنهم الرئيس مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق وجلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الفيدرالي ، كما التقى في وادي البقاع اللبناني بزعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان عام 1988 وشكل لقاءه ، جدلاً اعلامياً ورسمياً واسعاً في الاوساط التركية ، ونشر آنذاك في جريدة ملييت التي قررت الحكومة جمعها من الاسواق ومنع نشرها ، وكذلك التقى بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وكبار زعماء العالم وكان له نظرة مختلفة الى حل القضية الكوردية في تركيا ويشجع الحوار والحل السلمي  .

 في الآونة الاخيرة اعترف خلال مقابلة صحفية بأصوله الكوردية التي تعود إلى منطقة – پالو – التابعة لولاية – آلعزيز – في كوردستان تركيا . وقال انه  ( لم يكن يعلم بأصوله الكوردية ) ولكنه (  كوردي إنصهر في بوتقة القومية التركية" ، وبأن ( والداه الكورديان تجنبا الخوض في هذا الموضوع لأنهما كانا يعتقدان بأن إظهار جذورهما الكوردية هو أمر كريه)

صدر له العديد من الكتب بلغت حوالي 16 نتاجاً  ومنها (  الثاني عشر من أيلول الساعة الرابعة صباحا ،  آپو وحزب العمال الكوردستاني ، قصة تركيا الأوربية ، محمد علي بيراند ،  الإنقلاب الأخير ، بانوراما ،.... الخ  و  صدر له مؤخراً الضربة الاخيرة 28 شباط في عام 2012.

لا بد ان فقدان محمد علي بيراند شكل ضربة وصدمة قوية للاعلاميين الاتراك وعموم المجتمع التركي الرسمي والشعبي، ولكن اثره الواضح وتلاميذه سيتابعون مسيرته واسلوبه الاعلامي الشيق، وفي النهاية لا بد لنا من ذكر انه  في عام 1971 إلتقى أثناء عمله في جريدة ميليت بزوجته (  جمرة )  التي رزق منها بتوأم من الصبيان توفي أحدهما في بروكسل اثناء تمثيله لجريدة ملييت ببروكسل، ونال خلال مسيرته الاعلامية العديد من الجوائز تقديراً وتكريماً له ، و كان  يجيد علاوة على اللغة التركية كل من الفرنسية والإنكليزيةبطلاقة.

 

التآخي